وضعها الرومان بمعابدهم، وأعاد العثمانيون تصميم مدينة إسطنبول حولها.. مصريون مستاؤون من استهتار بريطانيا بـ«مسلة فرعونية»

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/05 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/05 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
A crowd of 50,000 gathering in St. Peter's Square to receive the Urbi et Orbi blessing from Pope John Paul II on Christmas Day. At right, near the ancient Egyptian obelisk is a manger scene with the 28 metre tall Chritsmas tree

على مدى ألفي سنة، أعلى الأوروبيون من شأن مسلات قدماء المصريين. فوضع أباطرة الرومان المسلات التي استولوا عليها في معابد في روما، واكتشف البابا سيكتوس الخامس مسلةً ووضعها في ساحة القديس بطرس، التي تُعَد الباحة الأمامية للفاتيكان.

أما السلاطين العثمانيون فقد أعادوا تصميم إسطنبول من جديد حول إحدى تلك المسلات، وكذا جعل ملك فرنسا لويس فيليب الأول إحدى المسلات المصرية محور مدينة باريس صاحبة التخطيط الأكثر روعة وأناقة في العالم.

لكن على النقيض من ذلك رصدت مجلة The Economist البريطانية كيف تعامل البريطانيون مع تلك المسلات بطريقة مختلفة تماماً.

تشير المجلة البريطانية إلى أنه في عام 1819، أهدى محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، بريطانيا مسلةً عمرها 3500 سنة. لكن الجهود المبذولة لإقامة حفل تكريم للذكرى المئوية الثانية تلقى آذاناً صماء. إذ أحال مكتب عمدة لندن، صادق خان، الطلبات بشأن إقامة مهرجان إنكليزي-مصري إلى موقع مخصص للأسئلة المتكررة. ولم تلق استفسارات المتابعة أي ردود.

وتقول المجلة البريطانية إن هذا الإهمال من قبل الحكومة البريطانية للأثر المصري القديم لم يمر مرور الكرام. إذ احتجت الصحافة في مصر على هذا النكران، وطالبت باسترجاع المسلة. وعندما ذهب المسؤولون المصريون في زيارة، تفاجأوا من أنَّها متوارية خلف الأشجار الموجودة على ضفاف نهر التايمز، ومغطاة بروث الحمام، ومُجرَّدة من أية علامات إرشادية مفيدة.

 قال زاهي حواس، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار: "إذا لم يكن عمدة لندن مهتماً بوجود المسلة، فهو لا يستحقها ويجب أن تعود (إلى مصر)".

وتقول  The Economist لم يبد على بريطانيا قط ولعها كثيراً بالمسلة. ففي عام 1819، استنكر رئيس الوزراء البريطاني، لورد ليفربول، تكلفة نقل هذه الأيقونة التي يبلغ وزنها 200 طن. لذا بقيت المسلة في الإسكندرية لعقود.

وفي عام 1877، اجتاحت عاصفة السفينة التي كانت تُنقَل المسلة على متنها قبالة خليج غاسكونيا وكادت تُفقد آنذاك. وحين رست أخيراً بنهر التايمز، تُرِكَت على ضفافه تطل على السهول الطينية.

وكما هو الحال مع المسلة الموجودة في باريس، أُطلِق عليها اسم عادي تماماً، Cleopatra's Needle (مسلة كليوباترا). وتحوَّل الغرانيت الوردي إلى اللون الأسود بسبب الضباب والدخان، ثُمَّ طغت عليها القصور المبنية على طراز الفن الزخرفي (آرت ديكو). ولم يجر ترميم التلف الذي لحقها نتيجة القصف في الحرب العالمية الثانية.

تُعد المسلة المهداة للندن واحدة من مسلتين، ذهبت إحداهما إلى لندن، في حين أُهديت الأخرى لأميركا، والتي باتت هي الأخرى منسية إلى حدٍ كبير. إذ تقف المسلة منتصبةً في زاوية وحيدة في حديقة سنترال بارك بنيويورك. لكن على الأقل وضعت أميركا شكل المسلة على عملة الدولار الخاصة بها وأنشأت مسلةً أكبر في واشنطن العاصمة.

 

 

تحميل المزيد