لم يكترثوا أنهم بألمانيا وارتكبوا جريمة عنف “غير اعتيادية”… 12 فرداً سورياً هاجموا عشيق ابنتهم المتزوجة الذي نجا بأعجوبة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/29 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/29 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
Bavarian Police Officers control cars and passports at a temporarily checkpoint on the motorway between the Austrian and German border in Kirchdorf am Inn, Germany July 18, 2018. REUTERS/Michaela Rehle

كشف مسؤولون في النيابة العامة والشرطة الألمانية، يوم الخميس 26 يوليو/تموز 2018، عن تفاصيل ما يُسمى "جريمة شرف"، ومحاولة أفراد عائلة سورية كبيرة قتل شاب سوري (19 عاماً) نهاية شهر مايو/أيار الماضي في مدينة إيسن بولاية شمال الراين فستفاليا، عقاباً له على علاقة كانت تربطه بابنتهم المتزوجة.

ويقبع 12 سيدة ورجلاً من العائلة السورية في السجن الاحتياطي، قبضت السلطات على 3 منهم في الأسابيع الماضية، و6 منهم خلال مداهمات جرت الأربعاء، وسلم البعض الآخر نفسه طوعاً للشرطة بعد المداهمات الضخمة، على ما نقلت صحيفة "فاز" عن رئيسة النيابة العامة بيرغيت يورغينس.

وتعتقد الشرطة والنيابة العامة أن المشتبه بهم قرروا جميعاً قتل الشاب (19 عاماً)، بسبب ما يُفترض أنها خيانة زوجية من قبل ابنة أحد أفراد العائلة.

وأكدت يورغينس أن الجريمة كانت متعلقة بـ"شرف العائلة" فحسب، متحدثة عن "دوافع دنيئة" لارتكابها.

وتحدث الناطق باسم الشرطة لارس لينديمان عن "جريمة عنف غير اعتيادية، لا يستطيع المرء سوى أن يهز برأسه حيالها". وأشار إلى أن الضحية كان محظوظاً للغاية لأنه نجا.

وتتراوح أعمار المشتبه بهم بين 22 و46 عاماً، بينهم سيدتان، يقيم جزء كبير منهم في إيسن، فيما يقيم الآخرون بمدينة فيرسن في ولاية شمال الراين فستفاليا وولاية ساكسونيا أنهالت.

ويقول المحققون إن بعض أفراد العائلة يتواجدون في ألمانيا منذ عام 2012، فيما جاء الجزء الأكبر منهم خلال وصول عدد كبير من اللاجئين للبلاد في 2015.

وذكرت وسائل إعلام ألمانية، منها موقع "دير فستن" أن الشرطة اكتشفت خلال التحقيقات نوعاً من "وثيقة شراء" تم تزويج الشابة المذكورة عبره لزوجها، ونقلت عن المشرفة على وحدة التحقيقات بجرائم القتل تانيا هاغلوكن قولها إنه تم "شراؤها" بعدة آلاف من الدولارات وذهب. ولم يتضح فيما إذا كانت الشرطة وجدت "وثيقة شراء" فعلاً أم أن الأمر يتعلق بعقد زواج كُتب فيه مقدم ومؤخر الصداق.

كيف اكتشفت العائلة "الخيانة" المزعومة؟

الشرطة الألمانية ذكرت أن ما تسبب بشكل مباشر في الاعتداء على الشاب كانت صور تم تداولها بين أفراد العائلة، تجمع ابنتهم مع الشاب، فقررت العائلة قتلها.

وأوضح موقع صحيفة "فاز" أن الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتظهرهما يتعانقان، وصلت للعائلة فيما يبدو، التي وجدت فيها "إساءة للشرف"، بحسب هاغلهوكن.

وذكرت رئيسة النيابة العامة بيرغيت يورغينس أن زوج الشابة (28 عاماً)، وهو من بين المشتبه بهم، كان في نفس الوقت مرتبطاً منذ وقت طويل بعلاقة غير شرعية مع امرأة أخرى، الأمر الذي لم يكن يهم أحداً في العائلة فيما يبدو، بحسب صحيفة "فاز".

ظنوه ميتاً فتركوه

وتفيد التحقيقات حتى الآن بأن أفراداً من العائلة أمسكوا بالشاب ليلاً في باحة خلفية لمستودع مشروبات وألحقوا به جراحاً خطيرة، مستخدمين سكيناً وعصى خشبية، وقاموا بانتزاع فروة رأسه تقريباً وصوروا بعض المشاهد من الجريمة بهواتفهم المحمولة، التي وصفتها "يورغينس"، بالصور المريعة تماماً، وبينت أن وجه الضحية المغطى بالدم يظهر فيها وكيف تركوه الرجال عندما انهار.

ووجد عناصر الشرطة الشاب قرب جدار مضرجاً بدمائه، جراء جراح خطيرة لحقت بوجهه ورئتيه وأعضاء داخلية في الجسم، بعد أن تركه الجناة متأكدين أنه لن ينجوا، وفق ما تعتقد النيابة العامة.

وأنقذت عملية جراحية عاجلة حياة الشاب، الذي بات الآن في وضع صحي جيد، إلا أن آثار هذه الجراح ستبقى على جسمه إلى الأبد.

ما الذي حدث مع ابنة العائلة؟

ويعود عدم قتل العائلة لابنتهم إلى إسراع الشرطة بعد الهجوم مباشرة إلى نقلها إلى مكان آمن، عندما حذرهم الضحية في المشفى عن خلفيات الهجوم عليها وأنها معرضة للخطر، قبل أن تعود لاحقاً طوعاً لعائلتها، حيث قررت العائلة عدم قتلها، بحسب يورغينس رئيسة النيابة، التي بينت أن الشابة انضمت لـ"بنية العائلة" مرة أخرى.

المشرفة على وحدة التحقيقات بجرائم القتل هاغلهوكن نقلت عن الشابة قولها إن ما حدث معه ليس أمراً سيئاً، إذ ستشفى إصاباته لكن سينبغي عليها العيش مع انتهاك الشرف هذا طوال حياتها.

وأشارت هاغلهوكن إلى أنه في حال إقرارها بعلاقتها مع الشاب لكانت وضعت نفسها ربما في موقف خطير على الحياة. وتعيش الشابة طليقة منذ يوم الأربعاء في شقة مستقلة.

ولفتت النيابة إلى أنه ليست هناك مؤشرات لدى الشرطة على إمكانية محاولة عائلة الضحية الانتقام، رغم أنهم لا يمكنهم استبعادها.

"هاغلوكن" مدحت الضحية لاعتمادها على الشرطة وعدم لجوئها لأسرته للتعامل مع القضية.

وأدان رئيس شرطة إيسن فرانك ريشتر الجريمة بشدة، وقال إن لا علاقة لها بالشرف.

وقال إنه يعيشون في إيسن محاولة "العشائر" بناء بنيتها الموازية، وإنهم تمكنوا عبر هذه القضية من استيضاح الكثير عن بنى العشائر.

وعبر ريشتر في المؤتمر الصحفي عن أمله في أن يكون للتعامل مع هذه القضية أثر على باقي العوائل الكبيرة قائلاً: "من يعش هنا عليه أن يلتزم بقوانيننا".

وسيُحاكم الرجال المتهمون بمحاولة القتل، وسيتهددهم عقوبة السجن 15 عاماً.


اقرأ أيضا

لهذا كان حسن نصر الله وراء الشكوك بوفاة الفنانة مي سكاف.. طالبته برد الديون لها فأرسل لها "صندوقاً"

تحميل المزيد