روسيا مرعوبة من تسرب أسرار صواريخها الأسرع من الصوت إلى الغرب.. فلماذا شكّت في وكالة الفضاء بالتحديد؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/22 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/22 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش

داهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أحد أهم مراكز أبحاث الفضاء الجمعة الماضي 20 يوليو/تموز 2018 كجزءٍ من تحقيقٍ في تسريبٍ مزعوم لمعلومات سرية عن برنامج الصواريخ الأسرع من الصوت الروسية إلى الغرب من جانب أعضاء في طاقم الموظفين.

حدثت المداهمة في معهد البحوث المركزي للهندسة الميكانيكية، والذي يُعَد مركز الأبحاث الداخلي لوكالة الفضاء الروسية الفيدرالية (روسكوسموس)، بحسب تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية.

تقول المصادر لصحيفة Kommersant الروسية إنَّ التحقيق كان بشأن "الخيانة العظمى"، مع حوالي 10 أشخاص مشتبه في "تعاونهم مع أجهزة غربية سرية".

وأكَّد فلاديمير أوستيمينكو، المتحدث الرسمي باسم وكالة الفضاء الروسية الفيدرالية، للصحيفة حدوث التفتيش، وقال إنَّ الوكالة أظهرت أقصى درجات التعاون لمساعدة الأجهزة الأمنية.

جاء التفتيش بعد يوم واحد من نشر وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو لمنظومات الأسلحة الجديدة، اعترفت موسكو في اثنين منها علناً بمشروعات الصواريخ الأسرع من الصوت.

كانت الميزات العامة لهذه الأسلحة، المعروفة باسم أفانغراد وبريفيسنيك، معروفة علناً منذ شهر مارس/آذار، عندما أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين.

لماذا وكالة الفضاء بالتحديد

لم يتضح على الفور أي المعلومات ربما تكون تسرَّبت، وأخبر المُحقِّقون صحيفة Kommersant وعدداً آخر من وسائل الإعلام أنَّ معلومات بشأن مشروعات الأسلحة الأسرع من الصوت كُشِفت "لأجهزة استخباراتية غربية".

ومعهد البحوث المركزي للهندسة الميكانيكية ليس هيئة عسكرية، لكنَّ صحيفة Kommersant تفيد بأنَّ المعهد كان منخرطاً بصورةٍ ما في بحثٍ بشأن الصواريخ الأسرع من الصوت أجرته شركة مختلفة تُدعى Tactical Missile Corporation. وطبقاً لمصادر أمنية مجهولة، "ثبت حدوث التسريب من جانب موظفي معهد البحوث المركزي للهندسة الميكانيكية".

وأفادت تقارير Kommersant أنَّ هؤلاء الموظفين كانوا على اتصال بموظفٍ سابق في المعهد يُدعى دميتري بايسون والذي يعمل الآن في وكالة الفضاء الروسية الفيدرالية.

بايسون هو عالم صواريخ معسول الكلام، شعره كثيف يميل للون الرمادي، وهو معروف في الأوساط الروسية -والدولية- المهتمة بعلوم الفضاء.

تُعد وكالة الفضاء الروسية الفيدرالية هي الشريك الدولي الأساسي لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وحضر بايسون في عديد المناسبات مؤتمرات علمية عالمية.

وعندما سألته قناة RBC الروسية للتعليق على الأمر، طلب عدم ذكر اسمه في أي شيء يتعلق بالتحقيق. وصدمت الأخبار مجتمع علوم الفضاء في روسيا.

فكتب أحد المدونين المُطَّلعين على هذا الصناعة يُدعى فيتالي إيغوروف، في منشور له على موقع فيسبوك، أنَّ بايسون "هو أحد أكثر الخبراء ثقافةً في مجال صناعة الفضاء الروسية.. بالنسبة لي، كان تقييمي لمدى جودة أي منصب يتوقف على إذا ما كان دميتري تولاه أم لا".

وأضاف: "لا أصدق ولو للحظة أنَّه كان يُسرِّب معلومات، هو أذكى بكثيرٍ من ذلك". ولم يصدر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أي بيان يتعلق بالتحقيق.

علامات:
تحميل المزيد