بكين وواشنطن تتفقان على نزع فتيل “الحرب التجارية”.. كلمة السر هي “الصويا” وأوروبا قد تدفع الثمن

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/21 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/21 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش

توصلت الصين والولايات المتحدة إلى تفاهم لتجنب الدخول في حرب تجارية، بعد موجة من الإجراءات، والإجراءات المضادة على ضفتي المحيط الهادي، منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، فرض رسوم جمركية على واردات الحديد والألمنيوم، في 8 مارس/آذار الماضي.

وعلّق الجانبان فرض الرسوم الجمركية على بضائع البلدين، بعدما توصلا إلى اتفاق مبدئي لخفض العجز التجاري الأميركي.

وقال ستيف منوتشين، وزير الخزانة في إدارة ترمب، لشبكة "فوكس نيوز"، الأحد 20 مايو/أيار 2018؛ "لقد اتفقنا على إطار" متحدثاً عن اتفاق "لتعليق الرسوم" خلال فترة تطبيق هذا الإطار.

من جانبها، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، تأكيده أن "الطرفين توصلا إلى توافق ينص على عدم خوض حرب تجارية، وعلى عدم زيادة الرسوم الجمركية من الطرفين".

وكان "ليو هي"، المقرب من الرئيس شي جينبينغ، في واشنطن هذا الأسبوع، لإيجاد حل للخلاف التجاري بين أقوى اقتصادين في العالم.

ويقضي التوافق باتخاذ إجراءات من أجل خفض العجز التجاري الأميركي، من خلال تعهد العملاق الآسيوي بزيادة مشترياته من البضائع الأميركية "بشكل كبير".

ولم يحدد بيان مشترك صدر أمس أرقاماً، إلا أن البيت الأبيض يطالب بخفض قدره 200 مليار دولار، بحلول العام 2020 في العجز الذي تجاوز العام الماضي 375 مليار دولار.

وحول هذه النقطة، أكد منوتشين أن هناك "أهدافاً محددة"، لكنه لن يعلنها، لافتاً إلى أنه تم تحديد هذه الأهداف لكل صناعة على حدة.

وقال أيضاً: "سنجري متابعة فورية" وأن وزير التجارة، ويلبور روس، سيزور الصين مع نية واضحة لوضع قرار زيادة المشتريات في هذه المجالات قيد التطبيق.

يأتي ذلك بعد أشهر من التوتر بين البلدين، إذ ندّد ترمب بالعجز في الميزان التجاري لبلاده مع الصين، معتبراً ذلك خطراً كبيراً.

ويقول ترمب إن العجز هو نتيجة ممارسات تجارية صينية "غير منصفة"، مثل نقل تكنولوجيا "بالقوة" أو "سرقة الملكية الفكرية" لشركات أميركية.

ونهاية مارس/آذار، دخلت الرسوم الجمركية التي أعلن ترمب عنها حيز التنفيذ، وتبلغ 25 في المئة على الصلب، وعشرة في المئة على الألمنيوم، وتستثنى كندا والمكسيك.

كلمة السر "الصويا"

رداً على الجمارك التي أعلن أعلن عنها ترمب، فرضت الصين تدابير على المواد الزراعية الأميركية، وخصوصاً الصويا.

ويعول إنتاج الصويا الأميركي بشكل كبير على السوق الصينية، وتقدر قيمة هذه التجارة بينهما سنوياً بنحو 14 مليار دولار.

والمثير للاهتمام أن بكين عرفت كيف تضغط على الرئيس الأميركي، إذ إن الولايات التي تنتج الصويا هي الأكثر تأييداً له، وبالتالي فإن التهديد الصيني شكل خطراً على قاعدة ترمب الشعبية المحدودة أصلاً، وعلى أداء الحزب الجمهوري بشكل عام.

يذكر أن وزير الخزانة الأميركي أشار أيضاً إلى احتمال وجود زيادات بين 35 و45% في صادرات القطاع الزراعي إلى الصين "هذه السنة فقط"، وأضاف: "في قطاع الطاقة، يمكن أن تتم مضاعفة المشتريات"، موضحاً: "أعتقد أننا سنتمكن من تسجيل 50 إلى 60 مليار دولار سنوياً من المشتريات في قطاع الطاقة في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة".

من جانبه أوضح ليو هي أن الجانبين سيعززان التعاون التجاري أيضاً في مجالات الرعاية الطبية والتكنولوجيا المتطورة والمال.

"لا يمكن كسر الجليد في يوم واحد"

وأكد نائب رئيس الوزراء الصيني، إنه لا يمكن "كسر الجليد بين الجانبين في يوم واحد"، وأن "تسوية المشاكل البنيوية بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ستستغرق بعض الوقت".

وقال إنه إذا واجهت الصين والولايات المتحدة صعوبات جديدة في المستقبل؛ "فعلينا أن ننظر إليها بهدوء وأن نبقي الحوار ونعالجها بشكل سليم".

وإلى جانب مواصلة الحوار، سُجلت مؤشرات تهدئة أخرى منذ الجمعة 18 مايو/أيار، حيث أعلنت الصين في مبادرة حسن نية رفع إجراء لمكافحة الإغراق اتخذ في نيسان/أبريل ضد صادرات الذرة البيضاء الأميركية.

عدم ارتياح في أوروبا

في أوروبا، تم تلقي التطور الجديد في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين بقلق، حيث يواجه الاتحاد الأوروبي أيضاً تهديداً برسوم جمركية أميركية في مجالي الصلب والألمنيوم.

وحذّر وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، من أن "الولايات المتحدة والصين يمكن أن تتفقا على حساب أوروبا، إذا لم تكن الأخيرة قادرة على إبداء حزم".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تريد أن تدفع الدول الأوروبية ثمن سوء تصرفات الصين، وهذه الأمور مشينة ولا يمكن أن يتفهمها الحلفاء".

وبالرغم من أن بروكسل وواشنطن توافقتا على تعليق تطبيق الرسوم الجمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب "لومير"؛ "كان واضحاً جداً: لا يمكن القيام بأي شيء ما لم يحصل إعفاء نهائي وتام من الرسوم الأميركية".

وصدّر الاتحاد الأوروبي ما قيمته 5.3 مليارات يورو من الصلب، و1.1 مليار يورو من الألمنيوم إلى الولايات المتحدة في 2017.

وأبلغت المفوضية الأوروبية، الجمعة 18 مايو/أيار، منظمة التجارة العالمية، أن الاتحاد مستعد لاتخاذ إجراءات مضادة تتعلق بمجموعة من المنتجات الأميركية الشهيرة، على غرار الجينز والويسكي، إذا لم تلغ واشنطن الرسوم على منتجاتها من الصلب والألمنيوم.

علامات:
تحميل المزيد