5 أشياء تجعل الرئيس الصيني لا ينام الليل.. فكيف سيحلُّ هذه المعضلة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/11 الساعة 16:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/11 الساعة 16:26 بتوقيت غرينتش

يُلقي كتابٌ جديدٌ الضوء على ما يُقلق رئيس الصين، شي جينبينغ، زعيم أكثر الدول ازدحاماً بالسكان وأكبر حزب شيوعي، وما يقضُّ مضجعه ليلاً.

تضمَّن الكتاب، الصادر حديثاً والمكون من 272 صفحة، ملاحظات شي حول "الأمن القومي"، إضافة إلى تعليقات لم تُنشر من قبلُ تقدِّم نظرة أوضح لدوافعه مقارنةً بما نجده في معظم الدعاية الخاصة بالحزب الشيوعي. تعرَّف على بعضها، بحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية.

الفوز بسباق التكنولوجيا

وأثار الخلاف التجاري الأخير بين الصين والولايات المتحدة الانتباه من جديد إلى حماسة الصين للاعتماد على نفسها على المستوى التكنولوجي. يوضح الكتاب عزم شي على دفع الصين للتفوق في صناعة الرقاقات الإلكترونية ونُظم التشغيل الخاصة بها، وغيرها من أنواع التكنولوجيا الأساسية حتى قبل هذا النزاع الأخير. ففي خطابين له، في يوليو/تموز وأغسطس/آب من عام 2013، قال بوضوح إن الهيمنة الغربية قد حدثت بفضل التكنولوجيا.

وأوضح قائلاً: "تعتبر التكنولوجيا المتقدمة هي السلاح القاطع للدولة الحديثة. أحد الأسباب المهمة لقدرة الدول الغربية على امتلاك اليد الطولى بالعالم في العصر الحديث هو امتلاكها التكنولوجيا المتطورة. لا يمكنك شراء التكنولوجيات الأساسية حقاً. ومن الملائم اعتقاد أن أمضى أسلحة الدولة يجب إبقاؤه سراً"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وأضاف: "ما زالت التكنولوجيا الخاصة بنا متأخرة عموماً عن تكنولوجيا الدول المتقدمة، ويجب علينا أن نتبنى استراتيجية قوية للحاق بها وتجاوزها، مع فرض ميزاتنا الخاصة. ففي مجالات التكنولوجيا الأساسية التي سيكون من المستحيل علينا اللحاق بها قبل عام 2050، علينا أن نقوم بأبحاث غير متناظرة أو متماثلة للحاق بها وتخطِّيها. على المستوى الدولي، إذا لم تمتلك ميزة التكنولوجيات الأساسية، فلن تمتلك القوة السياسية. علينا بذل مجهود كبير في المجالات الأساسية التي تهيمن عليها الدول الأخرى. وينطبق الأمر نفسه على المجال العسكري".

ترويض الشبكة العنكبوتية

ومنذ إدخال الإنترنت، انتاب القلق زعماء الحزب الشيوعي الصيني بشأن توظيفه كوسيلة للتخريب والتجسس. وأوحى خطاب الرئيس شي، الذي ألقاه حول الدعاية، في أغسطس/آب 2013، بأن القلق يراوده بشأن قدرات الولايات المتحدة على المراقبة التي كشفها إدوارد سنودن.

وقال: "لقد أصبحت الشبكة العنكبوتية هي ساحة المعركة الرئيسية للصراع على الرأي العام. وقال بعض الرفاق إن الشبكة العنكبوتية هي (أكبر المتغيرات) التي تواجهنا، وإذا أسيء استخدامها، فستتحول إلى خطر يرهق عقولنا".

وبحسب الرئيس الصيني، فقد حاولت القوى الغربية المعادية للصين، بشكل مستمر، وبلا جدوى، أن تستغل الشبكة العنكبوتية في "إسقاط الصين"، ومنذ أعوام صرح بعض المسؤولين الغربيين بأنه "مع وجود الإنترنت، لدينا طريقة للتعامل مع الصين"، وأن "الدول الاشتراكية ستُلقي بنفسها في أحضان الغرب، وسيبدأ هذا من خلال الشبكة العنكبوتية".

وأوضح الرئيس الصيني قائلاً: "إذا قمنا بالتقييم بناءً على برامج المراقبة الخاصة بالولايات المتحدة مثل Prism وXKeyscore، وغيرها من البرامج- فإن قدرات ونطاق نشاطات الشبكة العنكبوتية الخاصة بهم قد فاقت بمراحل ما يمكن لأي شخص أن يتخيله. وفي حالة استطاعتنا الحفاظ على ثوابتنا والفوز في المعركة على الشبكة العنكبوتية، فسيكون لذلك أثرٌ مباشر على الأمن السياسي والأيديولوجي لبلادنا".

سباق التسلح العسكري

وأنفقت الصين بسخاء على تطوير جيشها. ومع ذلك، فقد حذر شي، بخطاب له في ديسمبر/كانون الأول 2014، المسؤولين العسكريين الصينيين من أنهم قد خاطروا بالإخفاق على المستوى التكنولوجي أمام الولايات المتحدة.

وأضاف: "تتشكل ثورة تكنولوجية وصناعية جديدة، وتتسارع الثورة العالمية على صعيد الشؤون العسكرية، ويمر نمط المنافسة العسكرية الدولية بتغيرات تاريخية. تتزعم الولايات المتحدة هذه الثورة في الشؤون العسكرية، وهي تملك زمام المبادرة بالعديد من المجالات، وهي كذلك تكافح للحصول على مزايا جديدة في التكنولوجيا العسكرية. تُسرِّع الولايات المتحدة من تطوير القدرات الهجومية للضربات السريعة على المستوى العالمي، كما اخترقت بعض الأنواع المتطورة من الأسلحة الحدود الزمانية والمكانية من الناحية التكنولوجية. وبمجرد أن يتم استخدامها في نزاع فعلي، فإنها ستغير من النظام التقليدي للهجوم والدفاع في الحروب بشكل جوهري"، بحسب الصحيفة الأميركية.

المخاطر الاقتصادية الخفية

وتزداد قيادة الصين وضوحاً فيما يتعلق بالحاجة إلى تقليص المخاطر المالية بسبب الدَّين المتنامي، وتوضح تعليقات الرئيس الصيني، التي صرح بها في ديسمبر/كانون الأول 2016، سبب ذلك.

إذ قال شي: "في الوقت الحالي، تُعتبر المخاطر المالية سريعةَ الاستثارة ومتكررة. ورغم أن المخاطر المالية الشاملة خاضعة للسيطرة عموماً، فإن المخاطر تتراكم بسبب الأصول غير المنتجة، والسيولة، والتأخر في سداد الالتزامات، وبنوك الظل، والصدمات الخارجية، والفقاعات العقارية، والدَّين الحكومي، والتمويل عبر الإنترنت، والأسواق المالية التي تعاني الفوضى.

بعض المخاطر المالية موجودة منذ فترة، وتمثل مصادرَ مستترةً للعدوى وهي مختبئة على عمق كبير، ولكنها قد تنفجر بسرعة البرق. فأزمة القروض العقارية بالولايات المتحدة اندلعت في ليلة واحدة". وأضاف: "إذا كنا سنعاني مشكلة كبيرة في المستقبل، فمن المحتمل جداً أن تكون بهذا المجال، وهذا يتطلب حذراً عالياً"، بحسب الصحيفة الأميركية.

القلق بشأن التلوث

زاد شي كذلك من جهود الحكومة الصينية إزاء تخفيض الضباب الدخاني، وتلوث التربة وغيرها من أشكال التلوث. وقد أوضحت الملاحظات، التي أبداها الرئيس الصيني في مايو/أيار 2013 -عندما كانت الصين في ذروة أزمة الضباب الدخاني-ـ مدى تيقُّظه فيما يتعلق بالغضب العام والاحتجاجات، ما سماه المسؤولون الصينيون "أحداثاً شعبية عارضة"، بحسب الصحيفة الأميركية.

فقد قال: "إن الجماهير قلقة بشكل كبير تجاه المشكلات البيئية، كما أن موقع القضايا البيئية من مؤشر السعادة لدى الشعب سوف يزداد أهمية بشكل حتمي. فمع نمو الاقتصاد والمجتمع، ومع ارتفاع مستويات المعيشة لدى الشعب، تكون غالباً المشكلات البيئية هي الأعلى قدرة على إثارة الاستياء الشعبي، وفي حالة التعامل معها بشكل خاطئ، فإنها غالباً ما تكون الأعلى قدرة على إثارة الأحداث الشعبية العارضة".

تحميل المزيد