«هربوا والنيران مشتعلة بأجسامهم».. شهود عيان يروون تفاصيل لحظة وقوع حادث قطار القاهرة

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/27 الساعة 11:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/27 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش

 قبل أن يصله أي خبر عن حادث قطار في مصر، ترجّل المهندس محمد عبدالعزيز من القطار المكيف رقم 902 القادم من الإسكندرية على رصيف رقم 3، في محطة مصر وسط القاهرة في حدود الساعة التاسعة ونصف صباحاً، ليسمع صوت "انحدار سريع" قادم من أحد الأرصفة المجاورة أتبعه صوت "انفجار شديد".

تساءل محمد (33 عاماً) مع باقي الركاب السائرين إلى جواره عن ماهية الصوت، لكن لم يكن يعلم أحدهم، ليتفاجأوا جميعاً بـ"موجة لهب" قادمة نحوهم بعدما ساروا نحو مقدمة الرصيف.

"تدافع الجميع وسط حالة من الرعب الصراخ، الكل يحاول النجاة"، يقول المهندس الشاب لـ"عربي بوست"، مضيفاً: "جرينا جميعنا نحو نهاية الرصيف للابتعاد عن موجة اللهب".

 حادث قطار في مصر.. المشهد مرعب جداً

يستقل محمد القطار يومياً من محطة بنها (40 كيلومتراً) شمال القاهرة، للذهاب إلى شركته في حي المعادي جنوبي القاهرة، لكنه "أول مرة يرى حادث قطار بهذا الحجم".

يوضح محمد أن "بقايا الزيت والشحم (مشتقات نفطية) الموجودة بكثرة على القضبان وفي أسقف المحطة بشكل طبيعي. ساهمت في تزايد ألسنة اللهب".

وتابع المهندس الشاب حديثه وهو يحاول أن يتمالك أعصابه رغم مرور ساعتين على الحادث: "نزلنا من نهاية رصيف 3، واتجهنا نحو رصيف رقم 1 البعيد عن الحادث، لنخرج خارج المحطة".

وفي هذه الأثناء، كان المهندس أحمد عبدالحليم  يقف في طابور طويل ليحجز تذكرة قطار إلى الإسكندرية قبل أن يسمع الانفجار الضخم.

وقال عبدالحليم: "لم أسمع في حياتي انفجاراً بهذا الحجم، المشهد كان مرعباً جداً".

وروى عبدالحليم أن الجميع انفضّ من الطابور للاحتماء من مصدر الصوت المجهول قبل أن يخرج وآخرون بحثاً عن مصدره.

وشاهد عبدالحليم الآثار الأولى للحادث خصوصاً الجثث والأمتعة المحترقة.

وكانت هيئة السكة الحديد قالت إن "جراراً اصطدم صباح الأربعاء بأحد أرصفة محطة سكك حديد مصر وسط القاهرة في حادث أسفر عن سقوط بعض الضحايا والمصابين".

أما التلفزيون المصري فأكد مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وإصابة آخرين، نقلوا إلى عدد من المستشفيات المجاورة للمحطة.

النار كانت في كل مكان

القطار المشتعل
القطار المشتعل

بدأ الحادث في تمام الساعة 9:30 صباحاً، عندما خرج أحد القطارات عن القضبان، ليصطدم بـ "كافتيريا المحطة" قبل أن ينفجر ويحدث حريقاً كبيراً، يلتهم كل من كان في المنطقة.

في ذلك الوقت كانت الموظفة سارة حسن تحتسي قهوتها، وهي لا تزال جالسة على أحد المقاهي المجاورة للمحطة، غير قادرة على الذهاب إلى عملها في إحدى الشركات بمنطقة الدقي من هول ما شاهدته.

تقول الفتاة والدموع تنهمر من عينيها: "الجثث متفحمة، والنار تشتعل في أشخاص آخرون يركضون وهم يصرخون من شدة الألم".

تضيف الفتاة التي كانت تتحدث بصعوبة من الصدمة: "النار كانت في كل اتجاه، هربنا ونجونا منها بصعوبة، أول مرة في حياتي أرى جثث وكمان متفحمة".

كانت سارة تستقل القطار رقم 902، من محل سكنها في مدينة طنطا (80 كيلومتراً شمال القاهرة) الذي تصادف وصوله مع وقوع الحادث.

محاسبة المسؤولين حساباً عسيراً!

انتقل رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ووزيرا النقل والتضامن إلى محطة مصر، لتفقد موقع الحادث.

وقال مدبولي في تصريحات نقلها التلفزيون المصري إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه بالتعامل الفوري للتخفيف عن ضحايا حادث محطة مصر، وتحديد المسؤولين عن الحادث ومحاسبتهم حساباً عسيراً" .

وأضاف رئيس الوزراء أنه لن يتوانى عن تشكيل لجنة فنية لمعرفة المتسببين في الحادث، مؤكداً أن عهد التقاعس عمّن يهمل في حياة أب مواطن مصري انتهى، ومن يفعل ذلك سيعاقب وبشدة، قائلاً: "كل مواطن مصري غالي جداً عندي".

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه توجّه فور وقوع الحادث ومعه وزيرا التضامن الاجتماعي والنقل، كما سيتوجه إلى مستشفى الهلال لمتابعة حالة المصابين، ووجه الدكتورة هالة زايد بالمجيء من أسوان للمستشفى لتوفير سبل الرعاية الصحية لمصابي الحادث.

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة بكل جهدها تعمل على قدم وساق من أجل توفير كل الرعاية الصحية للمصابين، لافتاً إلى أن هناك لجنة فنية مع النيابة العامة لتحديد المسؤول عن الحادث.

كابوس ماكرون ليس السترات الصفراء بل الجزائر.. يتصل بسفير بلاده 4 مرات في اليوم وواشنطن تراقب باهتمام

علامات:
تحميل المزيد