أردوغان لأوروبا: تقولون لنا الإعدام لا يجوز ثم تلتقطون الصور مع من أعدم 42 مصرياً؟!

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/27 الساعة 05:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/27 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
تركيا تطالب حلفاء أنقرة بعدم التدخل في شرائها للأسلحة

وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات لاذعة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين يروجون لرفض العمل بعقوبة الإعدام، بينما  يلتقطون الصور مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعدم نظامه العشرات.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان خلال مقابلة مشتركة مع محطتي "إن تي في" و "ستار تي في" التلفزيونيتين المحليتين، الثلاثاء 26 فبراير/شباط 2019، والتي تطرق خلالها للحديث عن عدد من القضايا الداخلية والخارجية.

وانتقد أردوغان في تصريحاته مشاركة زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة شرم الشيخ الأخيرة بمصر.

وأضاف: "تقولون لنا لا يجوز إعادة العمل بعقوبة الإعدام، ثم تلتقطون الصور مع شخص أعدم 42 مصرياً، وهذا ما لا يمكن قبوله".

تاريخ طويل من الازدواجية

واستطرد قائلاً: "كيف لكم تلتقطون صوراً مع شخص كهذا أعدم 42 مصرياً؟!"، مشدداً على أن الاتحاد الأوروبي "سطر تاريخاً طويلاً من الازدواجية، إذ تقوم قيامته لمجرد حبس بعض الأشخاص في تركيا، وأحياناً أيضاً يستقبلون ممثلي تنظيم (بي كا كا) الإرهابي داخل البرلمان الأوروبي".

وعُقدت مساء الأحد أول قمة عربية أوروبية بشرم الشيخ المصرية واختتمت الإثنين، وسط إدانات دولية واسعة النطاق لتنفيذ القاهرة إعدامات متتالية بحق معارضين، وغياب نصف قادة وزعماء الدول العربية، مقابل حضور أوروبي واسع.

السيسي دافع بجرأة عن الإعدامات أمام قادة أوروبا.. هل يعني ذلك أنه لن يتوقف؟

ومنذ 7 مارس/آذار 2015، وحتى 20 فبراير/شباط 2019، نفذت السلطات بمصر 42 حكماً بالإعدام دون إعلان مسبق للتنفيذ، أو إصدار السيسي أمراً بالعفو، أو إبدال العقوبة وفق صلاحياته.

ومن ناحية أخرى، أعرب أردوغان عن استيائه من العراقيل التي يضعها الاتحاد الأوروبي، أمام مسيرة انضمام تركيا له، وأكد أن ذلك قد يدفعها لشق طريقها الخاص.

وتطرق أردوغان كذلك إلى "مسودة" التقرير السنوي الصادر مؤخراً عن البرلمان الأوروبي، والخاص بعضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي، والذي اقترح تعليق مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد.

وفي هذا السياق أردف الرئيس التركي قائلاً: "أقول بكل وضوح مرة أخرى إن مقترح البرلمان الأوروبي المتعلق بتعليق مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ليس له أي قيمة".

وشدد أردوغان على أن "الاتحاد الأوروبي فقد فرصته في التحول إلى مركزٍ ذي جاذبية"، مشيراً إلى أن "اتفاقية بريكست (الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد) خير مثال على ذلك، وستليها اتفاقيات مماثلة".

في الوقت ذاته شدد الرئيس التركي على حرص بلاده على مواصلة الإصلاحات، مضيفاً: "لكن لن تكون هناك معايير كوبنهاغن (الخاصة بقبول العضوية في الاتحاد الأوروبي) سنسميها نحن معايير أنقرة ونواصل مسيرتنا، فإعداد المعايير ليس بالأمر الصعب بالنسبة لنا".

الوضع في فنزويلا

وبخصوص الأزمة السياسية في فنزويلا، أكد الرئيس أردوغان أن رئيس البلاد، نيكولاس مادورو، رئيس منتخب، وأن هذه حقيقة يجب إدراكها جيداً.

وتابع في ذات السياق قائلاً: "أما (زعيم المعارضة، رئيس البرلمان، خوان) غوايدو ليس رئيساً منتخباً، فهو فقط شخص يترأس البرلمان"، منتقداً الخطوة التي اتخذها بإعلان نفسه "رئيساً مؤقتاً" للبلاد دون خوضه أية انتخابات.

وأكد أن "الرئيس مادورو سيحصل على دعمنا الكامل ما دام يسير مع شعبه"، مضيفاً: "ونحن سنواصل مواقفنا الواضحة حيال الانقلابات".

وتشهد فنزويلا توتراً متصاعداً منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، إثر زعم غوايدو حقه بتولي الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "غوايدو" رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا.

في المقابل، أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية الرئيس الحالي مادورو، الذي أدى في 10 يناير/كانون الثاني المنصرم، اليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة من 6 سنوات.

وعلى خلفية الأزمة، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.

 

تحميل المزيد