طمأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو شركاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الأربعاء 6 فبراير/شباط، بأن انسحاب قوات بلاده من سوريا "ليس نهاية معركة أمريكا"، ودعاهم إلى العمل على إلحاق الهزيمة النهائية بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وفي حديث ألقاه في وزارة الخارجية الأمريكية أمام وزراء للخارجية ومسؤولين كبار من 79 دولة تعمل مع الولايات المتحدة في محاربة التنظيم المتشدد في سوريا والعراق، قال بومبيو إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال تمثل تهديداً.
انسحاب القوات الأمريكية ليس نهاية معركة واشنطن
وأضاف في كلمة افتتاحية: "انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ليس نهاية معركة أمريكا. سنواصل خوض المعركة إلى جانبكم.. سحب القوات تغيير تكتيكي في الأساس وليس تغييراً في المهمة. إنه يمثل ببساطة مرحلة جديدة في معركة قديمة".
وتابع قائلاً: "مهمتنا راسخة، لكننا بحاجة إلى دعمكم لإنجازها، تماماً مثلما فعلنا في الشهور والسنوات الماضية.. ولبلوغ تلك الغاية نطلب أن يبحث شركاؤنا في التحالف بجدية وعلى وجه السرعة الطلبات التي ستمكننا من مواصلة جهودنا".
وأضاف: "تلك الطلبات ستأتي قريباً جداً على الأرجح"، دون أن يذكر تفاصيل.
واجتماع الأربعاء هو الأول لمسؤولين كبار في التحالف منذ إعلان ترامب، الذي من المقرر أن يتحدث إليهم في وقت لاحق اليوم، في ديسمبر/كانون الأول سحب القوات الأمريكية من سوريا. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية تركيا وفرنسا والسعودية والأردن والمغرب والعراق.
دعوات لكشف الخلايا النائمة لداعش في العراق
ودعا وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، في كلمة بعد بومبيو، الدول إلى المساهمة في كشف "الخلايا النائمة" للدولة الإسلامية في العراق وإعادة الاستقرار إليه.
وقال بومبيو إنه رغم التقدم في مواجهة الدولة الإسلامية في العراق فإن التنظيم لا يزال يحتفظ بوجود قوي في هذا البلد.
وأضاف: "على التحالف مواصلة دعم حكومة العراق في جهودها لتأمين المناطق المحررة من ذلك البلد". وتابع موجهاً حديثه إلى الحكيم: "السيد وزير الخارجية، نحن معكم".
من المهم الاحتفاظ بوجود أمريكي في العراق
وقال ترامب خلال مقابلة أذاعتها محطة "سي بي إس"، الأحد الماضي، إن من الضروري الاحتفاظ بوجود عسكري أمريكي في العراق حتى تستطيع واشنطن مراقبة إيران.
لكن الرئيس العراقي برهم صالح قال يوم الاثنين إن ترامب لم يطلب إذناً من العراق لتمركز قوات أمريكية في أراضيه "لمراقبة إيران". والولايات المتحدة وإيران هما أكبر حليفين للعراق.
ورداً على ما يبدو على تصريحات ترامب، دعا الحكيم الدول إلى الاحترام الكامل لسيادة العراق، وأن تتم كل العمليات بمعرفة العراق وبالتشاور مع قوات الأمن العراقية.
وتأتي تصريحات الحكيم اليوم بعد تحذير جنرال أمريكي كبير، الثلاثاء، من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيشكل تهديداً دائماً بعد الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إن التنظيم المتشدد ما زال يحتفظ بقادة ومقاتلين ووسطاء وموارد، ما سيعزز قدرته على مواصلة القتال.
وأضاف فوتيل، الذي يُشرف على القوات في الشرق الأوسط وكذلك أفغانستان، في جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "يتعين علينا مواصلة الضغط على هذه الشبكة.. فهي لديها القدرة على العودة إن لم نفعل".