ماكرون يربك السيسي أمام الصحفيين في قصر الرئاسة..(فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/28 الساعة 13:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/28 الساعة 16:37 بتوقيت غرينتش
ماكرون يربك السيسي أمام الصحفيين في قصر الرئاسة/ رويترز

انتقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ملف حقوق الإنسان بمصر، في مؤتمره الصحفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، الإثنين 28 يناير/كانون الثاني 2019.

وقال ماكرون في معرض حديثه عن انتهاكات الحكومة المصرية: "هناك مدونون ومفكرون وُضعوا في السجون، وصورة مصر سوف تتضرر وتتأذى".

وأضاف ماكرون أنه يجب إيجاد حل لاعتقال المدونين والمفكرين في مصر.

وأشار إلى أنه يقدِّر الرئيس عبد الفتاح السيسي ومساعيه لنهضة البلاد، لكنه استطرد بالقول: "العقول الجيدة في حاجة إلى الحرية والجدل بين بعضها وبعض، وفي حاجة إلى نقاشات لمساعدة مصر المستنيرة".

وقال ماكرون إن هناك حالات فردية في المعتقلات لا تمثل تهديداً لاستقرار مصر، وأضاف: "ربما لا يوافقني السيسي على بعض هذه الحالات، لكني لن أكون صديقاً صادقاً إن لم أتكلم عما يجول في بالي".

السيسي يرد

انتقادات ماكرون العلنية تسببت في ارتباك الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدا ذلك على وجهه، لكنه رد بالقول إن مصر جزء من منطقة مضطربة، ولا يجب قياس مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بما يحدث في مصر.

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده "ليست كأوروبا أو أمريكا" وإن الدولة "لن تقوم بالمدونين".

وأوضح أن حقوق الإنسان متداخلة، ولا يمكن تجزئتها عن الحق في الحياة والأمن، والحق في التعبير والتنمية، مشدداً على أن الشعب المصري صاحب الحق في تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية.

وأشار إلى أن المحادثات "تناولت مختلف أوجه التعاون، وشاهدنا توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم".

وأوضح أنه تم تناول القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمتان الليبية وسوريا، ومنطقة الساحل الإفريقي.

ورداً على سؤال بشأن ملف حقوق الإنسان في بلاده، قال السيسي: "لسنا كأوروبا أو أمريكا، الاختلاف بين الدول وبعضها أمر طبيعي، العالم كله لا يسير على نهج واحد، التنوع الإنساني أمر طبيعي وسيستمر، ومحاولة تغييره إلى مسار واحد غير جيد".

وتابع: "عندما نتحدث عن مصر فهناك 100 مليون شخص، استقرارهم مهم جداً، نتحدث عن منطقة مضطربة ونحن جزء منها، تصدينا من قبل لإقامة دولة دينية في مصر".

وأكد أن "مصر لن تقوم بالمدونين، ستقوم بالعمل والجهد والمثابرة، المدونون يتحدثون بلغة ثانية غير الواقع الذي نعيشه، لا نريد اختزال حقوق الإنسان بمصر في آراء مدونين، هدم الدولة أمر ثانٍ".

وتابع: "لا نريد إعادة ما حدث سابقاً في المنطقة، عندما تعصف بالدولة المصرية حرب أهلية ماذا كانت ستفعل الدول الأوروبية؟".

ومضى قائلاً: "لا أقبل أن أستمر في منصبي إذا لم تكن هناك إرادة مصرية، ولو رفضني الرأي العام فسأتخلى عن موقعي فوراً".

ورداً على سؤال بالمؤتمر الصحفي، نفى السيسي أن تكون الشرطة المصرية تستخدم العنف والقوة ضد التظاهرات، مؤكداً أن هناك قواعد قانونية يجب إتمامها للتظاهر.

ونفى استخدام مدرعات فرنسية في قمع المتظاهرين، مؤكداً أن بلاده لا ترفع السلاح إلا ضد من يحمل سلاحاً.

الرئيس السيسي " أعمل ايه ؟ انا مستعد اسمع منكم و اسمع نصايحكم "

الرئيس السيسي " أعمل ايه ؟ انا مستعد اسمع منكم و اسمع نصايحكم " #السيسي#ماكرون

Gepostet von Al Nahar am Montag, 28. Januar 2019

ماكرون سبق أن هاجم حقوق الإنسان في مصر

كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال الأحد 27 يناير/كانون الثاني 2019، إن حقوق الإنسان في مصر يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها في وضع أسوأ مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاحت به احتجاجات شعبية في 2011.

ومثلت تصريحات ماكرون تشديداً في موقفه بعدما قال في 2017، إنه لن يقوم بـ "إلقاء محاضرة" على الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بخصوص الحريات المدنية، التي تقول جماعات حقوقية إنها تتآكل.

وأبلغ ماكرون الصحفيين على هامش زيارة لمصر: "أعتقد أن المثقفين والمجتمع المدني في مصر يعتبرون السياسات الحالية أشد صرامة منها في عهد مبارك".

وأضاف: "لا يمكنني أن أفهم كيف يمكنك التظاهر بضمان الاستقرار على المدى الطويل في هذا البلد، الذي كان في لب انتفاضات الربيع العربي وتذوق طعم الحرية، وتتصور أن بإمكانك الاستمرار في التشديد بما يتجاوز المقبول أو المبرر لأسباب أمنية!".

وأضاف: "أعتقد أن ذلك أمر متناقض ويضر مصر نفسها".

وتضغط المنظمات غير الحكومية على ماكرون لتبنّي موقف حازم في مواجهة الرئيس المصري، الذي فاز في أبريل/نيسان 2018 بفترة ثانية.

وتتهم المعارضة السيسي بأنه يضيق الخناق على جميع المعارضين، لكن المؤيدين يقولون إن الإجراءات الصارمة ضرورية لتحقيق الاستقرار في مصر، التي هزتها سنوات الاضطراب التي أعقبت سقوط مبارك.

وفي مقابلة نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر (يناير/كانون الثاني 2019)، نفى السيسي أن يكون هناك أي معتقلين سياسيين في مصر، وإن كانت إحدى جماعات حقوق الإنسان تقدر ب/أن عددهم 60 ألف شخص.

وكان ماكرون قد سلم السيسي، خلال زيارة لباريس في أكتوبر/تشرين الأول 2017، قائمة بأسماء نشطاء يعتقد أنه يمكن الإفراج عنهم.

اقرأ أيضاً

لماذا انتقد ماكرون السيسي بشدة  أثناء زيارته للقاهرة في حين لم يفعل ذلك معه قبل عام في باريس؟

علامات:
تحميل المزيد