أشار إريك برنس، مؤسس شركة Blackwater للخدمات الأمنية، إلى إمكانية استبدال متعهدي خدمات عسكرية خاصة بالقوات الأمريكية المنسحبة من سوريا.
وقال برنس، وهو المدير التنفيذي السابق للشركة، إن متعهدين قد يحمون حلفاء الولايات المتحدة ويتصدون للنفوذ الإيراني بعد مغادرة الولايات المتحدة البلاد، بحسب ما نقلته صحيفة The Independent البريطانية.
وقد أخبر برنس قناة Fox Business قائلاً: "الولايات المتحدة ليس لديها التزام استراتيجي طويل الأجل من أجل البقاء في سوريا. ولكني أيضاً أعتقد أن التخلي عن حلفائنا ليس فكرة جيدة".
وعندما أشار برنس إلى حلفاء الولايات المتحدة كان يقصد قوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيا يتشكل أغلب قوامها من الأكراد وكانت شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في قتالها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
وقال برنس إن استخدام المتعهدين يمكن أن يسمح لترامب بالوفاء بوعوده الانتخابية التي أشار فيها إلى إنهاء "الحروب الأبدية"، وفي الوقت ذاته يترك وراءه بعض الحماية.
الخطر على الأكراد ليس من تركيا
غير أن الضابط السابق في قوات النخبة التابعة للقوات البحرية المعروفة بـ Navy Seals، أشار إلى أن الخطر الذي تتعرض له قوات سوريا الديمقراطية جاء من القوات السورية والإيرانية وليس من تركيا.
وقال برنس: "التاريخ الأمريكي يمتلئ بالشراكات بين القطاعين العام والخاص، وفي الأماكن التي يستطيع القطاع الخاص سد هذه الثغرات، لا ينبغي أن يكون هناك قوات عسكرية باهظة التكلفة".
سمعة سيئة لشركة بلاك ووتر
وحصلت شركة Blackwater، التي أسسها برنس عام 1997، على مئات الملايين من الدولارات في هيئة عقود مع الحكومة الأمريكية خلال الحربين العراقية والأفغانية، وقدمت بموجب هذه العقود دعماً للقوات الأمريكية وخدمات حراسة للمسؤولين والمنشآت.
لكن الشركة حظيت بسمعة سيئة بسبب حادث وقع في 2007، عندما قتل 4 من الحراس العاملين في الشركة 14 مدنياً في ساحة النسور ببغداد.
وفي عام 2014، أُدين 3 رجال منهم بتهمة القتل غير العمد باستخدام أسلحة نارية، فيما أدين الرابع بتهمة القتل المتعمد.
وتسببت هذه القضية في خضوع مسألة استخدام المتعهدين الأمريكيين الخواص في العراق لحالة تمحيص مكثفة.
وفي الأعوام التالية، خضعت الشركة لعدة تغيّرات في اسمها. وفي نهاية المطاف، باع برنس أصولها إلى مجموعة من مستثمري القطاع الخاص.
يأتي الطرح الذي قدمه برنس باستقدام قوات مرتزقة إلى سوريا في أعقاب مقترح مشابه له يرمي إلى خصخصة القتال ضد "طالبان" في أفغانستان.
ففي عام 2017، أفادت صحيفة The New York Times الأمريكية بأن برنس اضطلع بمهمة أوكلها إليه مستشار الرئيس ترامب آنذاك، ستيف بانون، من أجل أن يأتي ببديل لإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان.
يذكر أن برنس تبرع بـ 250 ألف دولار للحملة الرئاسية للرئيس ترامب قبل عام من ذلك التاريخ.
وتضمنت خطته قوةً تتكون من 6 آلاف من المتعهدين، وتتشكل من قوات خاصة سابقة أوروبية وأمريكية، وتدريب للقوات الأفغانية، لتبلغ كلفة هذه المهمة حوالي 5 مليارات دولار سنوياً.
ويقال إن الخطة لقيت قبولاً من جانب ترامب، الذي ازداد إحباطه بسبب التكاليف المتزايدة للصراع المستمر لـ17 عاماً.