جدد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الخميس 10 يناير/كانون الثاني 2019، موقف بلاده من الانسحاب من سوريا، والاستمرار بالوقت ذاته في مواجهة تنظيم داعش.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري، بالقاهرة، على هامش زيارة رسمية يجريها بومبيو للعاصمة المصرية، ضمن جولة شرق أوسطية تشمل 8 دول أخرى. وأوضح أنه "لا تناقض بين الانسحاب من سوريا والاستمرار في مواجهة "داعش".
وشدد على أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتخذ قراراً بشأن الانسحاب، وهذا ما سيتم. ومضى قائلاً: "حربنا ضد تنظيم داعش والجماعات الإرهابية مستمرة، وخطر التطرف لا يزال قائماً".
وقال بومبيو إن "أمريكا قوة خير في الشرق الأوسط، ولا تزال ملتزمةً القضاء الكامل على خطر تنظيم الدولة الإسلامية"، مردفاً: "عندما تنسحب أمريكا تحل الفوضى".
وأشاد بومبيو بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي؛ لـ "جهوده النشطة في مكافحة التهديد المستمر للإرهاب والنزعات الإسلامية المتطرفة التي تغذيه"، على حد تعبيره.وقال أيضاً: "ستظل الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس ترامب، شريكاً راسخاً في المنطقة مع مصر والآخرين". وأضاف: "نحث جميع الدول على التحرك بشكل جاد، لسحق الإرهاب والتنديد بجذوره الأيديولوجية".
إلى ذلك، يقوم بومبيو بجولة في المنطقة، لتوضيح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد قرار ترامب المفاجئ، الشهر الماضي (ديسمبر/كانون الأول 2018)، سحب جميع القوات الأمريكية، البالغ قوامها ألفي جندي من سوريا، وهو ما أثار قلق الحلفاء، وفاجأ كبار المسؤولين الأمريكيين، ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة.
لا تعليق على حالة حقوق الإنسان في مصر
وفي كلمته، قال وزير الخارجية الأمريكي: "بحثنا في مصر أوضاع حقوق الإنسان". وعن سؤال بشأن المواطنين الأمريكيين المحتجزين بمصر، اكتفى بومبيو بتأكيد مناقشة جميع قضايا حقوق الإنسان، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
بدوره، قال سامح شكري إن "العلاقات المصرية-الأمريكية ساعدت على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
ووفق بيان للخارجية المصرية، تطرق لقاء ثنائي سبق المؤتمر الصحفي، بين شكري وبومبيو، إلى قضية سد النهضة الإثيوبي، وزيادة المساعدات الأمريكية لمصر.
وأوضحت أن اللقاء "تتطرق إلى جهود التوصل لاتفاق ثلاثي يضمن مصالح مصر وإثيوبيا والسودان، من حيث توفير فرص التنمية لإثيوبيا دون الإضرار بمصالح مصر المائية، وتجاوز الجمود الراهن في المفاوضات".
وناقشت جلسة المباحثات الثنائية، بخلاف عقد اجتماع بين وزيري دفاع وخارجية البلدين، خلال العام الجاري (2019)، المساعدات الأمريكية للقاهرة.
الحفاظ على وتيرة المساعدات وزيادتها
وفي هذا الصدد، أكد شكري تقدير مصر المساعدات الأمريكية (تبلغ نحو 1.3 مليار دولار).
وشدد على "أهمية الحفاظ على وتيرتها (المساعدات الأمريكية)، بل وزيادتها في ضوء المتغيرات الجارية والتحديات المشتركة، خاصة ما يتعلق بدعم مصر في حربها الشاملة على الإرهاب".
وفي وقت سابق من الأربعاء 9 يناير/كانون الثاني 2019، أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع بومبيو، للتنسيق والتشاور بشأن القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، تطرقت المباحثات إلى "تأكيد عمق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، واستمرار التنسيق والتشاور المشترك بشأن القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة".
الجولة الشرق أوسطية الثانية لبومبيو
ومصر هي ثالث محطات جولة شرق أوسطية يجريها وزير الخارجية الأمريكي، والتي بدأت بالأردن الثلاثاء 8 يناير/كانون الثاني 2019، أعقبتها زيارة خاطفة للعراق، استمرت ساعاتٍ يوم الأربعاء، التقى خلالها رؤساء الجمهورية برهم صالح، والحكومة عادل عبد المهدي، والبرلمان محمد الحلبوسي.
وتأتي زيارة الوزير الأمريكي للمنطقة، لطمأنة حلفاء واشنطن بشأن قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ديسمبر/كانون الأول 2018، يقضي بسحب قوات بلاده من سوريا.
وتشمل جولة بومبيو الحالية الأردن والسعودية ومصر وقطر والعراق والإمارات والبحرين وعُمان والكويت.
وتعد جولة الشرق الأوسط هي الثانية لوزير الخارجية الأمريكي، منذ توليه مهام منصبه في أبريل/نيسان 2018، إلا أنها أوسع من سابقتها في عدد الدول، حيث شملت الأولى كلاً من الأردن والسعودية وإسرائيل، غير أنها هذه المرة تستثني الأخيرة.