عطش السعودية يتسبَّب في تسميم المياه المالحة.. تضخ مواد سامة يومياً ضعف ما تنتجه من النفط

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/09 الساعة 14:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/09 الساعة 14:17 بتوقيت غرينتش

حذَّر علماء تابعون للأمم المتحدة، الثلاثاء 8 يناير/كانون الثاني 2019، من خطورة  تحلية المياه، التي تلجأ إليها االسعودية وبعض الدول الأخرى.

تقرير لوكالة Bloomberg الأميركية أشار إلى أن السعودية ليست المُصَدِّر الأول للنفط الخام على مستوى العالم وحسب، بل إنها أيضاً أكبر منتج للصرف السام، الذي هو منتَجٌ ثانوي لريِّ عطش المملكة الصحراوية.

وقال علماء الأمم المتحدة إن تحلية المياه تخلّف كمياتٍ ضخمة من المياه المالحة الملوثة بالكيماويات، وهذا الأمر يُهدِّد بتلويث سلاسل الغذاء إن لم يُعالَج.

وتبلغ المشكلة أقصاها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يوجد ثلثا المياه الملوثة في العالم، بسبب محطات تحلية المياه ذات الطاقة المكثفة.

وقال فلاديمير سمختين، مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة ومقره في كندا: "يجب علينا أن ننظر إلى الأوجه السلبية الشديدة المحتملة لعملية تحلية المياه، إنها تضر بالمياه المالحة والبيئة البحرية وصحة الإنسان".

تحلية المياه تُنتج مياهاً مالحة سامة

وطبقاً لدراسة الأمم المتحدة الخاضعة لمراجعة الأقران، والتي نشرتها دار نشر إلزفير الهولندية في مجلتها العلمية Science of the Total Environment، فإن محطات تحلية المياه الـ16 ألفاً المنتشرة في العالم، تنتج نفايات سائلة يمكنها أن تغطي مساحةً من الأرض تكافئ مساحة ولاية فلوريدا الأمريكية بمياه مالحة سامة بارتفاع قدم.

وتحلية المياه هي عملية صناعية تستخدم الضغط والحرارة لجعل مياه البحر المعدنية صالحة للاستخدام الآدمي. وفي مقابل كل لتر مياه صالح للشرب، يُنتَج 1.5 لتر من النفايات السائلة المُلوَّثة بالكلور والنحاس. وعندما يُعَاد ضخ هذه المياه إلى المحيط، تستنزف المياه المالحة السامة الأكسجين من المياه وتؤثر على الكائنات الحية بطول السلسلة الغذائية.

وتشير الدراسة إلى أن السعودية تصرف 31.5 مليون متر مربع من النفايات السائلة يومياً. هذا الحجم من السائل الذي يُضَخ معظمه في المحيط يساوي تقريباً 20 مليون برميل من النفط يومياً، أو ضعف كمية النفط الخام التي تنتجها السعودية حالياً.

تتقدَّم المملكة بـ7 مشاريع لتحلية المياه واستخدام المياه المهدَرة؛ في محاولةٍ للتخفيف من آثار استنزاف المياه الجوفية.

بينما بإمكان الدول معالجة المياه المالحة السامة بإزالة المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، طبقاً لتقرير الدراسة، فإن هذه العملية مُكلِّفة وتتطلَّب طاقةً أكثر بكثير. نجحت دولٌ أخرى في استخدام هذه المياه في زراعة علف الماشية وفي المكملات الغذائية، لكن على حساب زيادة ملوحة الأرض.

قال منظور قادر، المدير المساعد لمعهد الأمم المتحدة: "هناك حاجةٌ لترجمة مثل هذه الأبحاث وتحويل المشكلة البيئية إلى فرصةٍ اقتصادية". وأضاف: "يمثل هذا أهميةً كبيرة، على وجه الخصوص، للدول التي تنتج كمياتٍ كبيرة من المياه المالحة التي لها فاعلية منخفضة نسبياً، مثل السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر".

 

 

 

علامات:
تحميل المزيد