ورطة الرئيس في حواره مع «60 دقيقة» .. «واشنطن بوست»: ما يرعب الحكومة المصرية هو حديث السيسي عن تنفيذ غارات إسرائيلية في سيناء

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/05 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/05 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
حمدين صباحي وآلاف المعارضين يتزعمون حملة إلكترونية رافضة للتمديد لحكم السيسي/ رويترز

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقناة CBS News الأمريكية إنَّ مصر وإسرائيل تتعاونان لمحاربة تمردٍ مستعصٍ لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سيناء، ونفى أن يكون هناك عشرات الآلاف من المصريين المسجونين منذ توليه الحكم سجناء سياسيين.

وقالت صحيفة The Washington Post الأميركية، لا يُعَد هذان التصريحان مادةً خصبةَ للأخبار، لكنَّهما لا يُمثِّلان بالضرورة أنباءً جديدة.

حدث هذا بعدما أجرى السيسي حواراً مع برنامج "60 Minutes" في نيويورك، الذي يتصدر عناوين الصحف حالياً.

وفي إعلانٍ ترويجي للقاء مع السيسي، المقرر عرضه الأحد 6 يناير/كانون الثاني، تقول قناة CBS إنَّ السفير المصري (دون توضيح الدولة المُوفَد إليها) تواصل مع  فريق عمل برنامج "60 Minutes" وطلب منهم عدم عرض الحوار.

ولم توضح قناة CBS بالتفصيل طلب السفير، وقالت فقط إنَّ إجابات السيسي "لم تكن من نوعية الأخبار التي ترغب حكومته في عرضها".

ولم ترد السفارة المصرية في واشنطن على الفور على اتصالٍ من القناة للتعليق على المسألة.

Behind the interview Egypt's government doesn't want on TV

Egyptian officials tried to stop 60 Minutes from airing an interview with President Sisi. Producers tell the backstory on 60 Minutes Overtime https://cbsn.ws/2GTrINK

Gepostet von 60 Minutes am Freitag, 4. Januar 2019

ويُظهِر مقطع الفيديو الترويجي للحوار الرئيس المصري وهو ينفي مزاعم منظمة هيومن رايتس ووتش بشأن وجود 60 ألف شخص زُجَّ بهم في السجون بسبب معتقداتهم السياسية منذ تولي وزير الدفاع السابق الحكم عام 2014 بعد إطاحته الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأول رئيس منتخب في انتخاباتٍ حرة.

ابتسم السيسي قليلاً فيما كان يقول لمحاوره سكوت بيلي إنَّه لا يملك أي فكرة من أين جاءت منظمة هيومن رايتس ووتش بهذا الرقم.

وتابع: "لقد قلتُ إنَّه لا يوجد سجناء سياسيون في مصر. عندما تحاول أقليةٌ فرض أيديولوجيتها المتطرفة على غيرها، يجب أن نتدخل مهما كان عددهم".

وصرَّح السيسي بهذا الادعاء الخاطئ من قبل، وكان تأكيده على أنَّ كل معارضيه هم من الإسلاميين المتطرفين دعامةً أساسية طيلة فترة حكمه المستمرة منذ 5 سنوات تقريباً. لكنَّ جماعات حقوق الإنسان ومعارضيه المصريين يشيرون إلى حملة قمع واسعة تشمل نطاقاً أوسع من مجرد الداعمين لجماعة الإخوان المسلمين، بمن في ذلك بعض النشطاء العلمانيين والإصلاحيين الذين كانوا بارزين خلال ثورة 2011 التي أطاحت بالديكتاتور الذي حكم مصر طويلاً حسني مبارك.

وقال الكثير من المنتقدين إنَّ السيسي يشرف على فترة قمعٍ في مصر تتجاوز ما كان يحدث في عهد مبارك، الذي استمر حكمه 30 عاماًَ تقريباًَ. ويبذل السياسيون المصريون جهوداً حثيثة للسماح للسيسي بالبقاء في منصبه بعد مدتيه الرئاسيتين اللتين ينص عليهما الدستور، والتي يبلغ كلٌ منهما 4 سنوات.

وقد يكون ما أثار قلق السيسي وحكومته هو تأكيده على ما يبدو أنَّ مصر سمحت لإسرائيل بتنفيذ ضربات جوية في شمال سيناء، حيث تحول تمردٌ محدود إلى حملة إرهابية كاملة بعد صعود السيسي إلى السلطة.

ومن المستبعد أن يكون السيسي وقيادته العليا شعرا بالقلق إزاء تصريحاته المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، إذ لا تبدي حكومته أسفاً بشأن سجلها في هذا الشأن ولم تخضع لأي مساءلة من جانب أي دولة أجنبية أو الأمم المتحدة.

وفي فبراير/شباط الماضي، كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية عن حجم التعاون بين مصر وإسرائيل، العدوّتين السابقتين اللتين عادت العلاقات بينهما إلى طبيعتها مع أنَّ غالبية المصريين يتبنّون وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل.

وعندما سأل بيلي ما إذا كان "هذا التعاون مع إسرائيل هو الأوثق على الإطلاق بين عدوّين كانا في حربٍ ضد بعضهما البعض من قبل"، أجاب السيسي: "هذا صحيح.. لدينا نطاقٌ واسع من التعاون من الإسرائيليين".

ولم تركز ردود الفعل في الشبكات الاجتماعية على تعليقات السيسي، بل على الطلب المزعوم بعدم إذاعة المقابلة.

وكتب تيموثي كالداس، المحلل لدى معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط والمقيم في القاهرة: "لماذا لا يفهم المستبدون دوماً أنَّ محاولة منع الوصول إلى المعلومات يزيد الاهتمام بها ويبرهن في الحقيقة كونهم مستبدين؟ أجرى السيسي حواراً مع برنامج 60 Minutes ثم دفع سفيره للاتصال بقناة CBS يطلب منها عدم بث المقابلة".

علامات:
تحميل المزيد