أميركي معتقل بمصر يضرب عن الطعام، وأسرته طلبت من وزير الخارجية الأميركي التدخل.. فهل ينجح بومبيو في الإفراج عنه؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/03 الساعة 14:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/03 الساعة 16:52 بتوقيت غرينتش
أحد السجون المصرية / رويترز

قالت صحيفة Los Angeles Times الأميركية إن اسرة رجل أميركي – مصري مُضرِب عن الطعام في السجون المصرية طالبت وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، باستغلال زيارته القادمة للقاهرة للضغط من أجل إطلاق سراح الرجل قبل فوات الآوان.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن المواطن الأميركي مصطفى قاسم، البالغ من العمر 53 عاماً، وهو تاجر قطع غيار سيارات، مضرب عن الطعام سوى السوائل منذ أن حُكِم عليه في 8 سبتمبر/أيلول 2018 -في محاكمة جماعية مع أكثر من 700 متهم- بالسجن 15 عاماً؛ على خلفية مظاهرة، يقول إنَّه لا علاقة له بها.

وقرَّر المسجون، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والأميركية، والذي اعتُقل بعد أن أظهر جواز السفر الأميركي في أثناء حملة قمع أَمنيةٍ عام ،2013 "إما أن يُطلق سراحه وإما أن يخرج في كفنه"، وفقاً لما قاله زوج أخته مصطفى أحمد.

وتناول كلٌ من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قضية قاسم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل صدور الحكم. لكن بسبب تدهور صحة قاسم، تستغيث أسرته وفريقه القانوني ببومبيو، ليمارس ضغوطاً أشد من أجل إطلاق سراح قاسم، عندما يزور مصر  في يناير/كانون الثاني 2019.

وصلت صحته إلى مرحلة حرجة

وقال برافين مادهيراجو، محامي قاسم في الولايات المتحدة: "إنه يفقد وزنه وبدأ شعره بالتساقط؛ من نقص التغذية. حتى إنَّ أطباء السجن يقولون إنه وصل إلى مرحلةٍ حرجة، حيث سيؤثر إضرابه عن الطعام في صحته تأثيراً خطيراً".

وقالت أخت قاسم في نيويورك، إنَّ عائلته حاولت التحدث معه، ليتراجع عن الإضراب، إذ قالت: "حاولنا إقناعه بتناول الطعام، لكنه رفض". إنه يعتزم إن "لم تطلق السلطات سراحه، أن يظل هكذا حتى يموت، لا سمح الله"، وفقاً لها.

ويزعم أحمد أن مسؤولي السجن يُعرِّضون قاسم، المصاب بمرض السكري من النوع الثاني، للخطر، إذ يقدمون له عصائر الفواكه بدلاً من عصائر الخضر؛ في محاولةٍ للضغط عليه لإنهاء الإضراب عن الطعام.

أُلقي القبض على قاسم في الـ14 أغسطس/آب من عام 2013، بعدما فضت قوات الأمن اعتصام المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية. وكان المتظاهرون يؤيدون الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ، الذي أطاحه الجيش من منصبه في يوليو/تموز 2013.

وقدَّرت منظمة هيومن رايتس ووتش عدد ضحايا فض الاعتصام بـ817 شخصاً.

طريقة اعتقاله

وأصرَّ قاسم في أقواله على أنه لم يشارك قط في الاعتصام، إذ كان بالقاهرة في زيارة لأسرته، ثم ذهب إلى مركز تجاري يبعد عن الميدان بمسافة ميلين (3.21 كيلومتر تقريباً)، لتغيير عملات قبل السفر عائداً إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما قاله صهره، الذي كان معه آنذاك. وعندما عاد الرجلان إلى السيارة بعد أكثر من ساعة، فوجئا بأنَّ الفوضى قد عمت الأرجاء، بحسب الصحيفة الأميركية.

وعندما سُئل الرجلان عن بطاقتي هويتهما، قدَّم قاسم جواز سفره الأميركي، فسرعان ما ضربه ضباط الجيش واعتقلوه، وفقاً لما قاله أحمد.

حُكم على قاسم ومعه المئات، أغلبهم من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، في قضية حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "محاكاة ساخرة بشعة للعدالة". وحُكِم بالإعدام على 75 من أصل 739 من المتهمين، من بينهم قياديون بارزون في الجماعة.

وقال المحامي مادهيراجو إن الفريق القانوني الخاص بقاسم يواصل جهوده، من أجل إطلاق سراحه.

وأضاف مادهيراجو، مشيراً إلى نظام الأمم المتحدة الذي يعمل فيه خبراء في حقوق الإنسان: "ما زال الاستئناف معلقاً، وقد يستغرق النظر فيه شهوراً إن لم يكن سنوات. ربما لا يملك مصطفى كل هذا الوقت. لذا أرسلنا كذلك بلاغاً من خلال الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة؛ في محاولة لجذب اهتمام خارجي إضافي بشأن قضيته"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وقال صهره إن قاسم قدم طلباً منذ أكثر من عام للتنازل عن جنسيته المصرية، بناءً على نصيحة من فريقه القانوني ووزارة الخارجية، لكنَّ طلبه لم يلق موافقةً حتى الآن.

واقعة محمد سلطان

يُذكَر أنَّ سجيناً أميركياً مصرياً آخر، وهو محمد سلطان، رُحِّل إلى الولايات المتحدة في عام 2015 بعد التنازل عن جنسيته المصرية، استناداً إلى مرسوم رئاسي، صدر في عام 2014، يسمح بترحيل الرعايا الأجانب المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم.

وصحيحٌ أنَّ الحكومة الأميركية كثَّفت تواصلها مع مصر بشأن قضية قاسم في الشهور الأخيرة، بيد أنها لم تمارس كل الضغط المتاح لديها، وفقاً لمادهيراجو.

ففي اليوم السابق لمحاكمة قاسم، أبلغت وزارة الخارجية الأميركية الكونغرس أن بومبيو صدّق على الإفراج عن 1.2 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر بعد تجميدها في وقتٍ سابق. وقالت الوزارة آنذاك إنَّ لديها "مخاوف جدية بشأن وضع حقوق الإنسان في مصر"، لكنَّ التعاون مع مصر كان جوهرياً لأمن الولايات المتحدة القومي، بحسب الصحيفة الأميركية.

واستضاف الرئيس الأميركي ترامب نظيره السيسي في البيت الأبيض عام 2017، مصرحاً بأن الرئيس المصري قد أدى "عملاً رائعاً". وفي أبريل/نيسان 2018، هنَّأ ترامب، السيسي بالفوز في انتخابات بأغلبية ساحقة، اعتبرها الكثير من النقاد مزورة.

وقال أندرو ميلر، نائب مدير السياسة في مؤسسة Project on Middle East Democracy والمدير السابق للقضايا العسكرية المتعلقة بمصر في مجلس الأمن القومي الأميركي منذ عام 2014 حتى عام 2017: "أرى أنَّ الحكومة الأميركية في عهد ترامب أثارت قضية قاسم باستمرار، لكنَّ الإدارة غير مستعدة لتعريض العلاقة الثنائية بأكملها للتهديد إن لم يُطلق سراح قاسم"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وأردف: "مع إضراب قاسم عن الطعام الآن، صارت قضيته أكثر إلحاحاً، ومن المأمول أن تجذب مزيداً من الاهتمام من الإدارة والكونغرس معاً".

وقال ميلر إنه يتوقع أن يستغل بومبيو زيارته القاهرة لتناول قضية قاسم بنفسه مع السيسي. وأضاف: "من المهم أن تستمر الإدارة في التطرُّق إلى قضيته مع الحكومة المصرية، لأنَّ أي تقاعس عن فعل ذلك من شأنه الإشارة إلى أنَّ الحكومة الأميركية ليست مهتمة بمصيره في الواقع".

وحين سُئِل أحد ممثلي وزير الخارجية عمَّا إذا كان بومبيو سيطرح قضية قاسم في زيارته القاهرة، قال: "نحن مهتمون كثيراً… إنه مواطن أميركي. وقد أثيرت قضيته مراراً وتكراراً، مع الحكومة المصرية".

بينما قالت إيمان شقيقة قاسم، إنَّه يعرف بشأن زيارة بومبيو القادمة لمصر. ورغم تدهور صحته، فإنَّه ما زال متشبثاً بالأمل في إطلاق سراحه.

بيد أنها أضافت: "حالته خطرة للغاية".

علامات:
تحميل المزيد