الدينار الجزائري بلا حيوانات.. الأوراق والقطع النقدية الجديدة تحتفي بأبطال الجزائر

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/01 الساعة 14:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/31 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش

لن تجد الأُسود والخيول وحتى الغزلان والصقور والفيلة والثيران مكاناً لها بالأوراق والقطع النقدية الجزائرية مع بداية السنة الجديدة 2019، وذلك بعد قرار الحكومة إعادة النظر في رموز وألوان العملة الوطنية.

ووفق ما جاء في الجريدة الرسمية الجزائرية الأخيرة، فإن الأوراق والقطع النقدية الجديدة ستخلو من صور الحيوانات، وستعوَّض بشخصيات ورموز وطنية وتاريخية، أبرزها القائد الأمازيغي يوغرطة، ومؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، إضافة إلى رموز أخرى كالجامع الأعظم، والقمر الصناعي الجزائري.

حيوانات كانت تزين العملة المعدنية
حيوانات كانت تزين العملة المعدنية

تغييرات تمس الشكل واللون والمحتوى

بنك الجزائر، ومن خلال سلسلة القوانين الجديدة الموضَّحة بالجريدة الرسمية، يؤكد جاهزية طرح أربع فئات من الأوراق النقدية الجديدة، حيث ستظهر في 2019 بلون وشكل ومحتوى مغاير لما كانت عليه.

وحسب النظام رقم 18-04 والموقَّع من طرف محافظ بنك الجزائر محمد لوكال، فإنه سيتم إصدار قطعة نقدية جديدة من فئة 100 دينار، وورقتين نقديتين جديدتين من فئتي 500 دينار و1000 دينار.

وحسب المصدر نفسه، فإن الورقة النقدية من فئة 500 دينار ستكون بلون أخضر يميل إلى البنفسجي، وتتضمن صورة للقمر الصناعي الجزائري "ألكوم سات 1" في وجهها الأمامي، وصورة لركائز الاتصال في ظهرها.

العلامة المائية للورقة (شريط عمودي يوجد بالجانب الأيسر لوجه الورقة النقدية، وبالجانب الأيمن  لظهر الورقة النقدية ستعرض صورة الأمير عبد القادر).

كما سيوضع هولوغرام عرضه 13 ملليمتراً مـن صنـف "ليد" على الجانب الأيسر لوجه الورقة النقدية يحمل صوراً لمؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر والملك النوميدي يوغرطة.

أما القطعة النقدية من فئة 100 دينار، فستتشكل من طوق خارجي فولاذي غير قابل للتأكسد، لونه رمادي – فـولاذي، ومن قـلب نحاسي – نيكلي مرصَّع داخل هذا الطوق من لون أصفر وردي.

وستحمل القطعة النقدية صورة للقمر الصناعي "ألكوم سات 1" يُحلِّق فوق الكرة الأرضية في وجهها الأمامي، والرقم 100 في ظهرها.

وفيما يخص الورقة النقدية الجديدة من فئة 1000 دينار، فستكون بلون أزرق يميل إلى البرتقالي، وستحمل صورة لجامع الجزائر في وجهها الأمامي، ولحِرف تقليدية في ظهرها، والعلامة المائية بصورة للأمير عبد القادر، أما الهولوغرام فسيحمل صوراً للأمير عبد القادر ويوغرطة.

عملة بلا حيوانات لأول مرة

يعتبر الخبير الاقتصادي فارس مسدور، في حديثه لـ "عربي بوست"، أن القرار الذي اتخذته الحكومة الجزائرية بشأن الأوراق النقدية قرار صائب، رغم أنه جاء متأخراً جداً.

ويذكر مسدور أنه "ولأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، يتم التخلي عن صور الحيوانات، واستبدالها برموز وطنية وتاريخية، وهو ما كان مطلب الشعب منذ عشرات السنين".

وكانت بعض وسائل الإعلام الجزائرية قد تطرقت إلى شكل الأوراق والقطع النقدية الجديدة المزمع التعامل بها مع العام الجديد 2019.

كما تطرق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى هذه الخطوة، وسرّبت هي الأخرى نماذج عن الأوراق النقدية التي ستطرح للتداول يناير/كانون الثاني 2019.

#صــــورة__اليــــوم: الأوراق النقدية الجديدة : إستبدال صور الحيوانات بصور شخصيات تاريخية جزائرية لكم حرية التعليق و التفاعل و النقاش …!

Gepostet von Saif Eddine Ouchene am Montag, 31. Dezember 2018

ستنافس الدولار واليورو في الشكل واللون والنوعية

الأوراق والقطع النقدية الجزائرية في حُلّتها الجديدة، وفق ما تطرقت إليه النهار الجزائرية في وقت سابق، ستكون من حيث الشكل واللون وكذا نوعية الصنع منافِسة لعملات عالمية مثل الدولار الأميركي واليورو.

ولأجل تحقيق تلك الغاية، تم الاعتماد في صناعة الأوراق النقدية على تقنية الألياف القطنية، كونها تقاوم العوامل المساهمة في تلف واهتراء وتمزُّق العملة بشكل سريع، وهذا النوع الممتاز من الورق يعتمد عليه في طباعة اليورو والدولار الأميركي.

بنك الجزائر باعتباره المسؤول الأول عن العملية، حسب المصدر، وفي إطار التحضيرات لعملية طباعة أوراق نقدية جديدة، كان قد اقتنى أجهزة طباعة متطورة تتلاءم مع التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في طباعة النقود، كما سيتم إدراج شفرات سرية من شأنها أن تَحُول دون تقليد أوراق الفئات النقدية الأربع الجديدة المنتظرة وتزويرها.

وتغيير شكل العملة الجزائرية جاء من منطلق فكرة طرحها محافظ بنك الجزائر، محمد لوكال، وستبلوّر بشكل سلس من خلال تنظيم عملية مُحكمة لاستبدال الأوراق القديمة بالجديدة بشكل يمنع أي تلاعب أو تزوير.

لجنة عُليا لمتابعة العملية حتى بعد التداول

اقترح الخبير فارس مسدور تثبيت لجنة عُليا دائمة تشرف على متابعة عملية تغيير العملة الجزائرية من حيث الشكل والمضمون واللون، وحتى دراسة استقبال المواطنين للعملة الجديدة والملاحظات، وذلك لغلق أي ثغرة يمكن تسجيلها بعد طرحها للتداول.

واعتبر مسدور، في تصريح  لـ "عربي بوست"، أن "حديث بنك الجزائر عن لجنة تحضيرية لعملية تغيير الأوراق النقدية غير كافٍ، وعليه أن يُشكل لجنة من البنك ووزارة المالية وخبراء في الميدان تكون دائمة لمرافقة المشروع حتى بعد التداول".

كما انتقد مختلف الخطط الاقتصادية للحكومة الجزائرية، والبعيدة في غالبها عن الدراسة العميقة والتخطيط الدقيق، ما يجعها مُعرَّضة للفشل في عدة مجالات وليس الاقتصاد فقط.

ومن وجهة نظر مسدور، فإن الجزائريين "أصبحوا لا يثقون في جملة التغييرات التي تمس مختلف المجالات، بما فيها العملة، لذا فالأولوية يجب أن تكون هي كسب ثقة الشعب وحبه لشكل الأوراق التي سيتداولها مستقبلاً، باعتبارها جزءاً من حياته اليومية".

"الحيوانات كانت إهانة للجزائر"

خطة الجزائر في تغيير شكل العملة الوطنية كانت بهدف إعطاء أبعاد وطنية وتاريخية للأوراق النقدية باعتبارها رمزاً من رموز البلد، أتى هذا بعد انتقادات كبيرة داخل وخارج الوطن لاحتواء العملة الجزائرية على صور لحيوانات، منها ما لا يوجد في الجزائر أساساً.

ووصف الخبير الاقتصادي فارس مسدور الخطوة بالمهمة، وقال: "كنت من أوائل مَن طالب الحكومة بإعادة النظر في شكل الأوراق النقدية التي تضم في غالبها صوراً لحيوانات".

ويضيف لـ "عربي بوست": "إذا أردتَ معرفة جزء مهم من تاريخ الدول، فعليكَ متابعة عملاتها، معدنية كانت أو ورقية، فهي تضم صوراً لقادة وزعماء ذاك البلد، أو أحداثاً تاريخية مهمة، أو حتى بعض العادات والتقاليد المعروفة هناك".

هنا في الجزائر، يضيف: "ورغم التاريخ المجيد للوطن، إلا أن الحكومة مع مرّ السنوات عجزت عن ترجمة تلك العَظَمة على الأوراق النقدية، باستثناء بعض الأحداث الرمزية كالبندقية، والمجاهد، ومقام الشهيد".

ويبيّن الفيديو التالي تاريخ العملة الجزائرية، الورقية والمعدنية، من العهد الاستعماري إلى غاية السنوات العشر الأخيرة، والتي كانت فيها الأُسود، والخيول، والجِمال والصقور والثيران، وحتى الغزلان، والخراف والثيران تزيّن وجوهها.

لإعادة 50 مليار دولار

الخبير الاقتصادي فارس مسدور يرى أن تغيير الأوراق النقدية لابد أن يمس الألوان والأشكال مع تغيير الرموز المهينة لتاريخ الجزائر، وذلك لإرغام رجال المال والأعمال والأثرياء على إعادة الأموال المتواجدة خارج التداول.     

واعتبر مسدور أن قيمة الأموال المتواجدة خارج مجال التداول تفوق الـ50 مليار دولار، وهو السبب الذي ساهم في تقهقر الدينار ورفع قيمة العملة الصعبة، خاصة في السوق السوداء.

الإعلامي في المجال الاقتصادي جحنين عبد النور اعتبر أن "سعي الحكومة لاحتواء الكتلة النقدية المتداولة خارج السوق الرسمية، وامتصاص الأموال المكتنزة والمدخرة، سواء لدى العائلات أو رجال المال والأعمال، هو ما جعل الدولة تتحرك لتغيير الأوراق النقدية".

وفي الوقت نفسه تساءل جحنين، في حديثه مع "عربي بوست": "لماذا جاءت هذه الخطوة بعد إقرار الحكومة طبع النقود لمواجهة الأزمة المالية؟ أليس حرياً بالحكومة التريث في طبع النقود إلى غاية استبدال الأوراق النقدية الجديدة؟".

الشباب يتجاوبون ويقترحون

فكرة تغيير العملة الوطنية من حيث الشكل والمحتوى تعود إلى بداية 2018، حينما تحدث البنك الجزائري عن  استعداده لطرح أوراق وقطع نقدية جديدة ستعوض تلك التي كانت تحمل حيوانات على وجهيها.

وتوحّدت حينها تعليقات الشباب الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن فكرة تغيير شكل العملة الوطنية، وكل تلك التعليقات اعتبرت الفكرة طيبة بهدف توثيق التاريخ الجزائري، ومسح الحيوانات باعتبارها مهينة. 

كما قام بعض الناشطين باقتراح صور لشخصيات تاريخية ووطنية؛ فاقترح البعض أن تكون شخصية الشهيد البطل العربي بن مهيدي على واجهة ورقة فئة 1000 دينار جزائري.

Gepostet von ‎عبد الوهاب خلفة‎ am Mittwoch, 3. Januar 2018

كما تم اقتراح الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف على واجهة الورقة النقدية فئة 500 دينار جزائري.

Gepostet von ‎عبد الوهاب بوداحة‎ am Dienstag, 5. Dezember 2017

مجموعة الستة الذين فجّروا الثورة ضد الاستعمار الفرنسي في 1954، اقترحت هي أيضاً أن تكون في واجهة الورقة النقدية فئة 2000 دينار جزائري.

Gepostet von ‎عبد الوهاب خلفة‎ am Mittwoch, 3. Januar 2018

فيما اقترح البعض فئة ورقية جديدة من فئة 5000 دينار جزائري، وتحمل صورة الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة.

نوعية الأوراق النقدية الجزائرية ستضاهي الأورو والدولار! سيتم إلغاء التعامل بالأوراق النقدية الحالية في الجزائر قبل…

Gepostet von Hou553m DZ am Dienstag, 2. Januar 2018

لكن وكما يبدو بعد صدور القانون الأساسي لهذه الأوراق، فإن آمال الشباب اختُصرت في شخصيتي مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، والقائد الأمازيغي يوغرطة، إضافة إلى الجامع الكبير والقمر الصناعي الجزائري ألكوم سات 1.

علامات:
تحميل المزيد