حتى نفهم الأزمة.. 3 تأثيرات ناجمة عن «الإغلاق» الحكومي الأميركي على بقية دول العالم

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/27 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/27 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
ترامب خلال اجتماعه مع زعماء الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين (رويترز(

قالت صحيفة The Washington Post الأميركية إنه لم يتضح حتى الآن إلى متى سيستمر الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأميركية، الذي بدأ منتصف ليل الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاتفاق الخاص بالميزانية الذي توصل إليه أعضاء الكونغرس، وتوقَّع ترامب أن الأمر قد يستمر وقتاً طويلاً إذا لم يحصل على تمويل لبناء الجدار الذي يريد بناءه على الحدود مع المكسيك.

الصحيفة نشرت تقريراً، توضح فيه أزمة الإغلاق الحكومي، وانعكاساته في أميركا، لأنه غالباً ما يكون من الصعب على الأشخاص خارج الولايات المتحدة أن يفهموا ما حدث، فهناك عددٌ قليل من الدول الأخرى التي تحدث فيها أزمات مماثلة رداً على أزمات التمويل المحلي. ولكن حتى لو كان الإغلاق الحكومي ظاهرة أميركية "فريدة"، فإنَّ تأثيره سيكون له صدى دولي عبر 3 طرق رئيسة.

الموظفون

توظف الحكومة الأميركية الآلاف من الأشخاص في أنحاء العالم، ولعلَّ أبرز مثال على ذلك الأشخاص الذين يعملون في سفارات الولايات المتحدة لدى جميع دول العالم. وبوجهٍ عام، يُعَد الأشخاص ذوو الوظائف الحيوية للأمن القومي وسلامة أرواح الناس "استثناءً"، ويتعيَّن عليهم العمل في أثناء الإغلاق الحكومي بدلاً من منحهم إجازة غير مدفوعة الأجر.

وسيتقاضون رواتبهم بأثر رجعي بعد إقرار ميزانية الإنفاق. ويندرج معظم الدبلوماسيين الأميركيين ضمن هذه الفئة.

لكنَّ العمال غير المستثنين قد ينتهي بهم الأمر إلى عدم الحصول على رواتبهم. وينطبق ذلك فعلياً على الأشخاص المتعاقدين على تنفيذ أعمال لحساب الحكومة الأميركية، ومعظمهم ليسوا مواطنين أميركيين.   

وكتب جون كامبل، وهو دبلوماسي سابق بالسفارة الأميركية لدى جنوب إفريقيا، في  عام 2011 مقالةً، قال فيها: "في الدول النامية حيث تكفي رواتب معظم موظفينا نفقاتهم بالكاد، ويدخرون منها القليل، ستكون عواقب عدم دفع رواتبهم وخيمة".

الخدمات

لا يؤثر الإغلاق الحكومي في الموظفين فقط، بل يؤثر أيضاً في العمل الجاري تنفيذه. فعلى سبيل المثال، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ستستمر في إصدار جوازات السفر والتأشيرات، مع أنَّها حذرت من أنَّ هذه الأعمال "سيستمر تنفيذها ما دامت هناك رسوم كافية لتمويلها". لكنَّ بعض الخدمات الأخرى لن يجري توفيرها، ما ستكون له عواقب غير متوقعة.

وقال غراهام لامبا الباحث بالمجلس الأطلسي، إنَّ وزارة الخارجية الأميركية استجابت للتسونامي الذي وقع مؤخراً في إندونيسيا، بإخبار المواطنين الأميركيين في المنطقة بمتابعة آخر المستجدات على حساب السفارة الأميركية في جاكرتا على موقع تويتر.

ومع ذلك، أعلن حساب السفارة على تويتر توقُّفه عن كتابة التغريدات بانتظام، بسبب الإغلاق الحكومي. ونتيجة لذلك، لم يتمكن المسح الجيولوجي الأميركي، الذي يعد أحد أهم الموارد العالمية للبحث العلمي في الأحداث المتعلقة بالزلازل، من توفير المعلومات بشأن التسونامي

وربما تكون للإغلاق الحكومي عواقب على المساعدات الإنسانية والمعونات الأجنبية؛ فأي التزامات أو تعهدات على الحكومة الأميركية لا تحظى بتمويلٍ في أثناء الإغلاق الحكومي، باستثناء حالات إنقاذ حياة البشر وممتلكاتهم. وقد يُفرَض مزيدٌ من القيود إذا استمر الإغلاق وأصبحت الأموال المتاحة غير كافية.

"الهيبة"

يعد توقف الحكومة الأميركية عن العمل أمراً محيراً بالنسبة لكثير من الدول، إذ أوضح موقع WorldViews، في وقتٍ سابق من العام الجاري (2018)، أنَّ احتمالية تسبُّب أزمة سياسية في عدم دفع رواتب عدد كبير من موظفي الحكومة تعد أمراً لم تسمع به معظم الأنظمة السياسية الأخرى. وحتى الآن، وقع الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة 22 مرةً منذ عام 1979، منها 3 مراتٍ في العام الماضي (2017) وحده.

وكتب لورنس مارتن، وهو كاتب عمود بصحيفة Globe and Mail الكندية، في يناير/كانون الثاني 2018، بعد حدوث إغلاق حكومي: "يعتقد الكنديون أن نظام حكمهم أفضل من نظام الحكم الأميركي. وإذا أرادوا أدلةً أكثر، فلينظروا إلى ما يحدث في أميركا حالياً –حيث أُعلِن الإغلاق الحكومي- ليُقدِّروا قيمة نظامهم الذي لا يسمح بحدوث هذه الحالة من التخبُّط".

تحميل المزيد