خطب الجمعة لمحاربة الهجرة غير الشرعية.. الجزائر تلجأ إلى الأئمة لتحريم «الحرقة»، وتتهم الدول المستقبِلة بتشجيع الظاهرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/26 الساعة 20:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/26 الساعة 20:46 بتوقيت غرينتش
ارتفاع عدد قتلى المهاجرين في لبنان/رويترز

قررت الجزائر توحيد خطب صلاة الجمعة يوم 28 ديسمبر/كانون الأول 2018 في جميع مساجد البلاد، وسيكون موضوعها الهجرة غير الشرعية في الجزائر "الحرقة"، التي أودت بحياة العشرات من الشباب الجزائريين خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل إقبالهم على "قوارب الموت" للعبور نحو الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط.

وكانت آخر حوادث موت راغبين في الهجرة غير الشرعية، حادثة احتراق قارب يضم 29 مهاجراً غير شرعي في سواحل مدينة وهران شرق الجزائر، من بينهم 3 أطفال.

وسجلت وزارة الدفاع الجزائرية، الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول 2018، إحباط هجرة غير شرعية لـ650 حراقاً خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

تحريم الهجرة غير الشرعية في الجزائر وتنمية "الوازع الديني"

وزير الشؤون الدينية الجزائري، محمد عيسى، دعا الأئمة إلى توحيد خُطب الجمعة، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية "الحراقة"، وتحريمها، لما تسببه من إلقاء النفس إلى التهلكة في عرض البحر.

وشدد وفق ما نقلته صحيفة "الشروق" الجزائرية، على "تنمية الوازع الديني وسط الشباب، وحثهم على ضرورة الحفاظ على أنفسهم، وعدم إفجاع عائلاتهم والتسبب في مآسٍ عائلية".

وأضاف الوزير الجزائري، الأربعاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، خلال يوم تحسيسي حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر ، أنّ قوارب الموت باتت هاجساً يؤرق الأُسر الجزائرية، التي باتت تفقد أبناءها في عرض المتوسط.

والخطير في الأمر حسب وزير الشؤون الدينية الجزائري، أن الظاهرة باتت تستقطب الأطفال والنساء بشكل رهيب، لينتهي قدرُهم قوتاً للأسماك، أو في حياة الذلة والمسكنة.

دول الاستقبال "تشجع الحراقة" بطريقة غير مباشرة!

وحذر الوزير من استغلال الدول المستقبِلة للجزائريين، من خلال تشجيعهم بطريقة غير مباشرة، على الهجرة غير الشرعية في الجزائر بتسهيل ظروف استقبالهم، وذلك بهدف انتقاء الأصلح منهم وتوجيه الآخرين إلى العمل في مهن مخزية ومذلة.

وشدد محمد عيسى على الأئمة بضرورة مرافقة الشباب في المساجد من خلال الدروس المسائية ومختلف الأنشطة الثقافية والدينية، من أجل توجيههم نحو كل ما هو إيجابي ومفيد، ومساعدتهم في القضاء على آفة الفراغ، التي تبقى أكبر خطر.

بالإضافة إلى تشجيعهم على خوض تجارب مفيدة في حياتهم، على غرار تعلُّم الحرف المفيدة والتحصيل الدراسي الجيد، ليتمكنوا من مواجهة مصاعب الحياة بجدارة بدل الاستسلام لليأس والانسياق وراء سماسرة قوارب الموت.

والأئمة سيعتمدون "الترهيب والترغيب" في التوعية ضد "الحرقة"

من جهته، رحب رئيس المجلس المستقل للأئمة، جمال غول، بدعوة وزير الشؤون الدينية الأئمة للحديث عن الهجرة غير الشرعية في الجزائر خلال خطبة الجمعة.

وأكد الشيخ غول تناولهم الموضوع عدة مرات في الخطب والدروس قبل صدور تعليمة الوزير، واعتبر المتحدث هذه التوجيهات بالبادرة الجيدة، في ظل التنامي الكبير لظاهرة الحرقة.

وشدد رئيس المجلس المستقل للأئمة على "ضرورة وأهمية تفعيل دور الإمام وتجنيده للتصدي لمثل هذه الظواهر الخطيرة التي تفتك بمجتمعنا، سواء كانت بتعليمات وتوجيهات من الوزارة أو من دونها".

وكشف المتحدث عن مدى التأثير الكبير للخطاب الديني في أوساط الشباب وجميع فئات المجتمع، لجمعه بين أسلوب الترهيب والترغيب، وهو ما يستلزم استعماله عند تناول هذه الظاهرة، فالترهيب لتخويف الشباب من خوض تجربة مماثلة.

تحميل المزيد