تحذير روسي شديد اللهجة لأميركا بسبب «الخلافة» في السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/26 الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/26 الساعة 17:08 بتوقيت غرينتش
بوتين وترامب في صورة من أرشيف /رويترز

حذرت روسيا، الولاياتِ المتحدة من أي جهود للتأثير في مسألة اعتلاء العرش بالمملكة العربية السعودية، وقدمت دعمها لولي العهد المأزوم محمد بن سلمان، الذي يتعرض لضغطٍ مستمر بسبب قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بمقر قنصلية بلاده في تركيا.

وقال ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، إنَّ ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لديه كل الحق في وراثة العرش عندما يموت الملك سلمان (82 عاماً)، بحسب وكالة Bloomberg الأميركية.

وقال بوغدانوف، الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية أيضاً، في لقاءٍ له بموسكو الثلاثاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2018: "بالطبع، أنا ضد التدخل. يجب أن يبتَّ الشعب السعودي والقيادة السعودية في مثل هذه الأمور بأنفسهم". وأضاف: "لقد اتخذ الملك قراراً، لا يمكنني أن أتخيل حتى على أي أساس قد يتدخل أي شخص بأميركا في مثل هذه المسألة، ويفكر فيمن يجب أن يحكم السعودية، الآن أو بالمستقبل. إنها مسألة سعودية".

محمد بن سلمان ومقتل خاشقجي

وألقى مشرعون أميركيون كبار باللوم على ولي العهد في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بتركيا، وقالوا إن هذا الاستنتاج تدعمه وكالة الاستخبارات الأميركية.

وأنكرت الحكومة السعودية تورط محمد بن سلمان، وقالت إنه قُتل على أيد عملاء الحكومة، في مهمة فاشلة كانت تهدف إلى إجباره على العودة إلى الوطن. تقول روسيا إنها تقبل بالرواية السعودية.

وشكلت روسيا علاقات وثيقة مع السعودية منذ أن تعهد الملك سلمان للأمير محمد بولاية العرش، ما جعله الحاكم الفعلي لمملكة غنية بالبترول. تعاونت الدولتان في الحد من إنتاج البترول، لدعم الأسعار في ظل اتفاقية الأوبك، ومن المخطط أن يزور بوتين المملكة العربية السعودية العام القادم (2019).

وفي قمة العشرين بالأرجنتين في الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، حيا بوتين ومحمد بن سلمان أحدهما الآخر بابتسامة عريضة، ومصافحة حارة حتى عندما كان ولي العهد السعودي يواجه استقبالاً فاتراً من القادة الآخرين بعد مقتل خاشقجي.

وبعدما عاد الأمير أحمد، الأخ الشقيق الوحيد على قيد الحياة للملك سلمان، من لندن إلى المملكة العربية السعودية في آخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، ظهرت تكهنات بأن أفراد العائلة الملكية الساخطين على الوضع قد يسعون إلى تنصيب أحمد، عم ولي العهد، ملكاً بدلاً منه. حرص الأمير محمد على تحصيل مزيد من النفوذ منذ أن أصبح وريث العرش في 2017، مهمِّشاً خصومه، بحسب الوكالة الأميركية.

وقالت وكالة رويترز، الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، نقلاً عن مصادر مجهولة مقربة من الحكومة السعودية، إن مسؤولين أميركيين كباراً أشاروا إلى أنهم قد يساندون الأمير أحمد ليصبح ملكاً. وفي حين أن الرئيس دونالد ترامب سعى لتأكيد أهمية التحالف الأميركي مع المملكة العربية السعودية، ثارت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ البارزين ضد ولي العهد، ووصفه أحدهم، وهو الجمهوري ليندسي غراهام، بأنه "مجنون" و"خَطِر".

وعندما سُئل بوغدانوف: هل من حق الأمير محمد بن سلمان أن يخلف والده؟ قال: "بالطبع. كل هذا مقرر بالفعل، وكله واضح للغاية. إننا على اتصال بالسعودية، ولا نرى أي مآخذ معيَّنة في هذا الشأن". 

تحميل المزيد