هل باءت الحملة الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله بالفشل؟ موقع أميركي: تطورات تكشف أنها لن تكون في صالح تل أبيب

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/26 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/26 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: Supporters of Lebanon's Hezbollah leader Sayyed Hassan Nasrallah gesture as they hold Hezbollah flags in Marjayoun, Lebanon May 7, 2018. REUTERS/Aziz Taher/File Photo

شهدت الأسابيع القليلة الماضية تصعيداً في الخطاب الإسرائيلي إزاء حزب الله، وتسلّمه المزعوم "لصواريخ دقيقة التوجيه" من إيران. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرات الشحن الإيرانية اتجهت في رحلاتٍ جوية مباشرة إلى بيروت، مُحمَّلة بأسلحةٍ متقدمة للحركة اللبنانية.

في الوقت نفسه، أشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي يجري الإعداد لها الآن، والتي تسمى "عملية الدرع الشمالي" -التي تقول إسرائيل إنها تهدف إلى تدمير الأنفاق التي حفرها حزب الله تحت الأرض لتنفيذ عملياتٍ هجومية مستقبلية- قد تكون مقدمة لعمليةٍ إسرائيلية أكبر بكثير، تهدف إلى التعامل مع مساعي حزب الله للحصول على الصواريخ دقيقة التوجيه.

ومع ذلك، وبحسب موقع Lobelog الأميركي، فقد حدثت بعض التطورات الكاشفة في خضم هذه الحملة الإسرائيلية، التي لا يبدو أنها ستكون في صالح إسرائيل. وربما يُمثِّل ذلك تفسيراً للسبب وراء زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً، أن الجهود الإسرائيلية قد نجحت في منع حزب الله من الحصول على أعدادٍ كبيرة من الصواريخ الموجهة بدقة، مما يشير إلى أن تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق لن يحدث في وقتٍ قريب بأي حال.

أبرز هذه التطورات: تغيُّر الموقف الأميركي

يتعلَّق أبرز هذه التطورات الكاشفة بموقف الولايات المتحدة. إذ بينما كان المسؤولون الإسرائيليون يعملون على تضخيم تهديد حزب الله، كانت أولويات الكونغرس الأميركي -المعروف بتأييده للمزاعم الإسرائيلية بحكم العادة- مُنصبِّة على أمورٍ أخرى.

فبدلاً من الانضمام إلى الجوقة الإسرائيلية، كان مجلس الشيوخ الأميركي يستهدف المملكة العربية السعودية ووليّ عهدها، محمد بن سلمان، الذي يُنظَر إليه بشكل متزايد على أنه حليف لإسرائيل، وهي مفارقةٌ غريبة.

وأصدر مجلس الشيوخ قراراً في 13 ديسمبر/كانون الأول، يدعو إدارة ترامب إلى وقف دعمها لحرب السعودية على المتمردين الحوثيين في اليمن. وفي الوقت نفسه، أصدر مجلس الشيوخ قراراً حمَّلَ محمد بن سلمان مسؤولية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

لكن ما يقلق إسرائيل أكثر هو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 19 ديسمبر/كانون الأول، أنه سيأمر القوات الأميركية بالانسحاب من سوريا. وأحد المعاني الواضحة لقرار ترامب، الذي من المؤكَّد أنه سيكون مريحاً لحزب الله (وبالتالي لإيران)، هو أن مستشار الأمن القومي جون بولتون لا يملك تأثيراً على ترامب وليس هو من يُحرِّك المشهد.

وكان بولتون قد صرَّح في سبتمبر/أيلول الماضي، أن القوات الأميركية لن تغادر سوريا "ما دامت القوات الإيرانية خارج الحدود الإيرانية، وهذا يشمل وكلاء وميليشيات إيران" (يعني: حزب الله).

خلال حرب لبنان في يوليو/تموز عام 2006، كان بولتون سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، في عهد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش. وخلال هذه الحرب كان بولتون من المؤيدين المتحمِّسين لإسرائيل، بل وظهرت تقارير تشير إلى أنه تعاون مع الإسرائيليين سراً ضد مشروع قرار بدا أنه كان يحظى بتأييد وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايز، للتوصَّل إلى وقفٍ لإطلاق النار.

ومن وجهة نظر الموقع الأميركي، فإن حقيقة أن ترامب تجاهَلَ رأي بولتون وأعلن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، تعني أنه من الجائز أن إسرائيل لا تتمتَّع بقدرٍ كبير من النفوذ في البيت الأبيض كما كان يُعتَقَد.

حزب الله: إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً

"فشلٌ ذريع"، هكذا وصف مسؤول في حزب الله الحملة الإسرائيلية الأخيرة ضد الحركة اللبنانية. وأشار المسؤول الذي تحدث لموقع Lobe Log الأميركي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن "حملة الترهيب ضد لبنان قد فشلت".

وبالفعل، امتنع مسؤولون لبنانيون بارزون عن توجيه أي انتقاد لحزب الله، على الرغم من الادعاءات الإسرائيلية بأن الحركة تُهدِّد أمن لبنان.

وأشار الرئيس اللبناني ميشال عون إلى انتهاكات إسرائيل المستمرة للسيادة اللبنانية، في حين أكَّدَ في الوقت نفسه على التزام بلاده بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006. وأصدر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري -وهو أحد خصوم حزب الله المحليين- بياناً مماثلاً، وأدان الانتهاكات الإسرائيلية الجوية والبحرية لسيادة بلاده.

وذكر مسؤول حزب الله كذلك حقيقة أن إسرائيل فشلت في دفع مجلس الأمن لاتخاذ إجراء ضد حزب الله.

كان المسؤول يشير إلى جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن في 19 ديسمبر/كانون الأول، دعت فيها إسرائيل المجلس إلى تسمية حزب الله منظمة إرهابية. وامتنع المجلس عن التصويت.

ومضى المسؤول نفسه إلى التأكيد على أن "لدى نتنياهو خيارات محدودة"، مُعرِباً عن إيمانه في الوقت نفسه بأن "العوامل على الأرض" لا تشير إلى أن الحرب الإسرائيلية على لبنان باتت وشيكة.

قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان: لا رغبة للصراع

بدا أن ممثلين لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان، والمعروفة باسم "اليونيفيل"، يُقلِّلون من احتمال نشوب صراع وشيك بين إسرائيل ولبنان.

وفي تصريحات لموقع Lobelog، قال أندريا تيننتي، المتحدث باسم اليونيفيل، إنه بناء على "الاجتماعات الثلاثية" -التي تُجري دورياً بين اليونيفيل وممثلي الجيشين الإسرائيلي واللبناني- يبدو أنه "لا توجد أيُّ رغبة للصراع".

وشدد تيننتي على أن اليونيفيل تبذل قصارى جهدها لتنفيذ مهمة تفويضها، وهي مراقبة وقف الأعمال القتالية بعد انتهاء حرب عام 2006، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

وبالإضافة إلى التأكيد على أن اليونيفيل تأخذ كل المخاوف على محمل الجد، وأنها لم تغض الطرف، أضاف تيننتي أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لم تشهد "أيَّ دليلٍ على تهريب أسلحة" في منطقة عملياتها في جنوب لبنان (وتجدر الإشارة إلى أن مسؤولين إسرائيليين صرَّحوا في السابق أنه يجري تهريب الأسلحة إلى حزب الله في تلك المنطقة).

وأشار المتحدث باسم اليونيفيل إلى أنه لم يُعثَر على مثل هذا الدليل، على الرغم من حقيقة أن "اليونيفيل" تجري 450 "نشاطاً يومياً"، أي ما يعادل 14 ألف نشاط شهرياً.

وفيما يتعلَّق بالمزاعم الإسرائيلية حول تخزين حزب الله للأسلحة في المناطق المدنية في جنوب لبنان، أكَّدَ تيننتي أن تفتيش الممتلكات الخاصة ليس جزءاً من مهام تفويض اليونيفيل. وقلَّلَ من احتمال تغيير هذا الأمر في أيِّ وقت قريب، مشيراً إلى أن أيَّ تغييراتٍ من هذا القبيل في تفويض الأمم المتحدة سوف تتطلَّب موافقة مجلس الأمن، إلى جانب موافقة جميع الدول المساهمة بقواتها في اليونيفيل.

تحميل المزيد