قصة الجزائري الذي مات محتجزاً تحت الأرض لم تنته.. جثته ما زالت عالقة داخل حفرة، ومحتجون يطردون وفداً حكومياً

اندلعت الثلاثاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، احتجاجات شعبية في بلدة الشاب الجزائري عياش محجوبي ، "رجل البئر" الذي توفي على عمق 30 متراً، جنوب شرقي الجزائر العاصمة. ومنع المحتجون وفداً حكومياً من زيارة الحفرة التي قضى فيها الضحية.

وبدأت الاحتجاجات عقب وصول وفد حكومي من عدة وزارات إلى البئر التي توفي فيها الضحية، ولا تزال جثته عالقة تحت الأرض.

وأظهرت مقاطع فيديو عمليات رشق بالحجارة للوفد الذي ضمَّ ممثلين عن وزارات الداخلية والموارد المائية والتضامن والأسرة، والمدير العام للحماية (الدفاع) المدنية.

كما منع المحتجون، حسب قناة النهار الجزائرية الخاصة (مقربة من الرئاسة)، الوفد من الوصول إلى البئر التي علق فيها الشاب الجزائري عياش محجوبي (31 عاماً)، حيث ضربوا طوقاً بشرياً حولها.

وحسب المصدر ذاته قالت وكالة "الأناضول"، فقد غادر الوفد الحكومي المنطقة من دون أن يتمكن من الوصول للبئر. وخاطب شباب غاضبون الوفد الحكومي بالقول "علاش جيتو (لماذا أتيتم؟)"، في إشارة إلى تأخر السلطات في التدخل.

كما أظهرت مقاطع صوراً لرشق موكب الوفد الحكومي بالحجارة من جانب المحتجين، بينما أشار بيان لوزارة الداخلية الجزائرية إلى أن الوفد زار بيت الضحية وقدَّم التعازي لعائلته.

وفد حكومي في بيت عائلة الشاب الجزائري عياش محجوبي

أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن إيفاد لجنة وزارية مشتركة، بإشراف من الأمين العام للوزارة، صلاح الدين دحمون، إلى ولاية المسيلة قصد الوقوف على الظروف المتعلقة بعملية إنقاذ عياش محجوبي، ومؤازرة عائلته وذويه.

وقالت الداخلية في بيان لها، الثلاثاء 25 ديسمبر/كانون الأول "استقبلت اللجنة المتكونة من الأمناء العامين لوزارات الموارد المائية والتضامن والأسرة وقضايا المرأة، إلى جانب المدير العام للحماية المدنية، وكذا المندوب الوطني للمخاطر الكبرى، ببيت عائلة محجوبي لمؤازرة أقارب الفقيد الشاب الجزائري عياش محجوبي ، بحضور أعيان المنطقة، الذين رحَّبوا بالضيوف، شاكرين إياهم على تضامنهم".

وأوضح البيان أن الأمين العام لوزارة الداخلية صلاح الدين دحمون، تنقل للوقوف على مدى تقدم عملية انتشال الضحية، وتقديم التعازي باسم الحكومة لعائلة المرحوم ولسكان المنطقة جمعاء.

الذي تحولت قصته لقضية رأي عام في الجزائر

والأحد 23 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت قوات الحماية المدنية الجزائرية وفاة الشاب الجزائري عياش محجوبي الذي ظلَّ عالقاً في بئر على عمق 30 متراً لستة أيام، ولاقى موجة تضامن في أنحاء البلاد.

وقبل 8 أيام سقط محجوبي في بئر ارتوازية، وهي عبارة عن أنبوب معدني بقطر 40 سنتيمتراً، وعمق يفوق 30 متراً ببلدية الحوامد بمحافظة المسيلة جنوب شرقي العاصمة.

وتحولت قصة الشاب عياش محجوبي إلى قضية رأي عام، شغلت الجزائر وجلبت متضامنين من عدة محافظات، ومتطوعين بآليات للحفر، في حين قضى متضامنون لياليهم قرب البئر رغم البرد الشديد.

وغصت شبكات التواصل الاجتماعي بأخبار الشاب، لا سيما "فيسبوك"، الذي يعد الأكثر انتشاراً في الجزائر.

كما تحول "أنقذوا عياش" إلى الهاشتاغ "الوسم" الأكثر تداولاً عبر موقع "تويتر" خلال الأيام الماضية في البلاد.