الإمارات تكشف للأمم المتحدة عن مصير ابنة حاكم دبي التي فرَّت من البلاد وأعادتها القوات الخاصة (صور)

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/24 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/25 الساعة 05:26 بتوقيت غرينتش
الشيخة لطيفة مع ماري روبنسون مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة

قالت الإمارات العربية المتحدة، اليوم الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، في منزلها وتعيش مع أسرتها.

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية "وام"، صور تظهر فيهما الشيخة لطيفة مع رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون التي تولّت في السابق أيضاً منصب مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وكانت جماعات حقوقية دعت الإمارات إلى الكشف عن مكان الشيخة لطيفة وحالتها، بعد تقارير في وسائل إعلام أجنبية تفيد بأنه تمت إعادتها قسراً بعد أن فرَّت من البلاد.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إنه بناء على طلب العائلة، التقت ماري روبنسون، المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ورئيسة أيرلندا السابقة، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2018 بالشيخة لطيفة في دبي.

وتابعت أنه بعد موافقتهما تم عرض صور لهما وهما مجتمِعتان بعد الظهر، مضيفة أنه خلال زيارتها لدبي تأكدت روبنسون من أن الشيخة لطيفة تحصل على الرعاية والدعم اللازمين.

وقالت الخارجية إن البيان يرد على المزاعم الكاذبة ويفنِّدها، ويقدم أدلة على أن الشيخة لطيفة في المنزل، وتعيش مع أسرتها في دبي.

وقالت الوزارة إن بعثة الإمارات في جنيف قدمت البيان لمكتب الإجراءات الخاصة التابع لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

أمضت 7 سنوات تفكر في الهرب

وأمضت ابنة حاكم دبي 7 سنوات في التخطيط لمحاولة هروبها الفاشلة من الدولة الخليجية التي تنظر إليها باعتبارها سجناً مطلياً بالذهب.

في تقرير سابق لها، أشارت صحيفة The Guardian البريطانية إلى أن الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، لم تُشاهد أو يُسمع عنها شيء منذ إلقاء القبض عليها على يد رجال مسلحين على بُعد 30 ميلاً (48,2 كيلومتر) قبالة سواحل الهند، في أوائل شهر مارس/آذار.

وتحت عنوان "الهروب من دبي"، استعرضت شبكة "بي بي سي" فيلماً وثائقياً عرض عملية هروب الأميرة لطيفة، البالغة من العمر 32 عاماً، عبر إجراء مقابلات مع جاسوس فرنسي سابق ومُدرِّبة رياضية فنلندية تُدرِّب رياضة الكابويرا القتالية، يقولان إنَّهما ساعدا الأميرة الإماراتية في التخطيط لهروبها، ومع طاقم اليخت الفلبيني، الذين قالوا إنَّهم حاولوا الإبحار بها؛ لكي تعيش حياةً جديدةً.

الهروب من الحياة المترفة

ولطيفة هي ثاني ابنة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحاول الهروب من الحياة المُترَفة الحبيسة، ثم تختفي بعد تقارير تفيد بالعثور عليها وإعادتها إلى دبي.

وكان قد أُلقِيَ القبض على شقيقتها الكبرى "شمسة"، في شوارع مدينة كامبريدج البريطانية بعد فرارها من بنايةٍ تابعةٍ للعائلة المالكة الإماراتية في مقاطعة سري الإنكليزية في عام 2000، في جريمة خطف واضحة لم تُحقِّق فيها الشرطة البريطانية بشكلٍ كامل.

وقالت لطيفة نفسها في مقطع فيديو سجَّلته قبل محاولة هروبها، إنَّها حاولت في السابق مغادرة الإمارات عندما كان عمرها 16 عاماً، لكن أُلقِيَ القبض عليها على الحدود وسُجِنَت لمدة ثلاث سنوات، وتعرَّضت للضرب والتعذيب.

حاولت لطيفة في البداية التواصل مع رجل الأعمال الفرنسي والضابط السابق في القوات البحرية، إرفي جوبرت، في عام 2011، كما زعم، لأنَّها قرأت على شبكة الإنترنت أنَّه فرَّ من دبي قبل سنوات بعد أن تورَّط في مشكلاتٍ مع السلطات. استخدم جوبرت أجهزة التنفس تحت الماء من أجل الغطس ليصل على متن قارب، ثم أبحر إلى الهند.

رحلة الهروب من الإمارات

وقالت جاوهاينن لشبكة BBC إنَّ السعي للحرية بدأ مع أول لقاءين كتلبيةٍ لدعوة إفطار مبكّر، إذ قاما بذلك عدة مرات سابقة لإضعاف شكوك الحُراس الملكيين حول يوم التنفيذ الفعلي. وأضافت أنَّ لطيفة بدَّلت ملابسها ونظاراتها الشمسية، وسافرتا معاً عبر الحدود إلى عمان، ثم بدأتا رحلتهما إلى البحر.

واجهتا رحلةً شاقة لمسافة 26 ميلاً (41.8 كيلومتر) على متن قارب قابل للنفخ ومركبة تزلُّج مائية باتجاه المياه الدولية، حيث كان جوبرت في انتظارهما على متن يخت. قال جوبرت إنَّه كان يبحر باليخت تحت علم الولايات المتحدة الأميركية، على أمل أن ذلك سيساهم في نجاح أي محاولة لبلوغ ساحل دولي، مضيفاً أنَّهم خططوا للتوجه إلى ولاية غوا في الهند.

وقالت جاوهاينن عن المرحلة الأولى من الرحلة: "بلغ ارتفاع الأمواج حوالي متر ونصف المتر وكانت الريح تندفع نحونا، لذا استغرق الأمر عدة ساعات قبل أن نصل إلى القارب ثم إلى اليخت". كان يدفعهم الشعور بالخوف مما قد ينتظرهم وراء هذه الرحلة.

وقالت جاوهاينن إنَّ لطيفة من على متن القارب بعثت برسالة إلى إحدى العائلات، واتصلت بجماعة "محتجزون في دبي" الحقوقية، وتواصلت مع وسائل الإعلام، آملة أنَّ علانية قصتها سوف تحميها. لكن يبدو أنَّها لم تحظَ بأيِّ ردٍّ يُذكَر، ربما لأن قصتها بدت وكأنها بعيدة الاحتمال لدرجة جعلت الصحافيين يخشون أن تكون خدعة. وأضافت جاوهاينن: "كانت ترسل رسائل بريد إلكتروني إلى المراسلين الصحافيين ولم يرد عليها أحد. يبدو أنَّه لم يكن هناك أحدٌ يُصدِّقها، لذلك بدت يائسةً وحزينة؛ لأن ما مِن أحدٍ قد يساعدها، ولأنهم قد يجيئون في أعقابنا في أيِّ يوم".

وقيل لشبكة BBC إنَّه بعد مرور أيام، دوهِمَ اليخت وأُلقِيَ القبض على لطيفة من قِبل قوات خاصة "كوماندوز". لم تُشاهَد علناً منذ ذاك الحين. ويقول أصدقاؤها إنَّه لم يحدث تواصل معها وأُغلِقَ حسابها على موقع إنستغرام. وقال إرفي: "قالت إنَّها تفضل أن تُقتَل على القارب على العودة إلى دبي. أنا لا أعرف شيئاً حتى عن مكان وجودها، أشعر بقلقٍ بالغ".

وحتى اليوم لم يُعلِّق الشيخ محمد وحكومة دبي على تلك المزاعم، التي عرضتها شبكة BBC في الفيلم الوثائقي. ونُقِلَ عن مصدرٍ مُقرَّب من حكومة دبي قوله إنَّ الأميرة لطيفة "موجودة مع عائلتها ووضعها ممتاز".

 

علامات:
تحميل المزيد