الأمم المتحدة تحذر، و«اليونيفيل» تنشر عناصر إضافية على طول الحدود.. لبنان: نخشى من عدوان إسرائيلي جديد بعد انعقاد مجلس الأمن

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/19 الساعة 19:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/19 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش

أعرب لبنان، عن خشيته من أن تكون الجلسة الطارئة التي يعقدها مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، بشأن 4 أنفاق، قالت إسرائيل إنها اكتشفتها قرب الخط الأزرق- "مقدمة لعدوان إسرائيلي آخر على البلاد".

جاء ذلك في إفادة قدمتها مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة أمل مدللي، بالجلسة المنعقدة بمقر الأمم المتحدة الدائم في نيويورك.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن انطلاق عملية "درع الشمال" بداية الشهر الجاري (ديسمبر/كانون الأول 2018)، للكشف عن وتدمير أنفاق، يقول إن "حزب الله" اللبناني حفرها أسفل الحدود بين البلدين.

ومنذ ذلك الحين، أعلن الجيش الإسرائيلي اكتشاف 4 أنفاق، قال إنها تمتد من الأراضي اللبنانية إلى داخل إسرائيل.

وقالت مدللي: "لقد شهد لبنان أربع حروب إسرائيلية مدمرة في السنوات الأربعين الماضية، أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، وإصابة آخرين بجروح بالغة، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وسنوات من المشقة للشعب".

وأضافت: "بينما كان اللبنانيون منشغلين بالتحضير للاحتفال بأعياد الميلاد، أصبحوا اليوم قلقين ومهتمين وخائفين من المستقبل، عندما يرون هذا المجلس الموقر يجتمع لمناقشة موضوع خاص بلبنان".

واعتبرت مدللي أن ما تقدّم "يثير ذكريات العدوان الإسرائيلي والاستمرار في احتلال الأراضي اللبنانية. ويتساءلون (اللبنانيون) ما إذا كان كل هذا مقدمة لعدوان آخر".

انتهاكات مستمرة

وأكدت المندوبة اللبنانية التزام بلادها القرار (1701)، مشيرة إلى أن "هذا الالتزام يصب في مصلحة بلدي وشعبي"، حيث ينص القرار، الصادر بعد حرب 2006، على وقف تام للأعمال القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، ويطالب الحكومة اللبنانية ببسط سيطرتها على جميع أراضيها.

وكانت الخارجية اللبنانية قد كلّفت مندوبتها لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى ضد تل أبيب، إزاء ما قالت إنها "حملة تشنها إسرائيل ضد البلاد".

وتابعت المندوبة اللبنانية: "إسرائيل نعتبرها مسؤولة عن إثارة الصراع، من خلال انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، وهذه هي القضية الحقيقية: نحن نواجه انتهاكات مستمرة لسيادتنا عن طريق البر والجو والبحر، في انتهاك كامل لأحكام القرار 1701".

ونفت مدللي أن يكون لبنان ارتكب أي انتهاكات، مشددة على أن "الجانب الإسرائيلي تصل انتهاكاته للقرار 1701 إلى 1800 انتهاك سنوياً، وفي الأشهر الأربعة الأخيرة بلغت 150 انتهاكاً شهرياً في المتوسط".

الأمم المتحدة تحذر

في السياق، حذرت الأمم المتحدة من خطورة "سوء التقدير"، على خلفية اكتشاف 4 أنفاق عبر الخط الأزرق بين الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. جاء التحذير الأممي على لسان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا، خلال جلسة مجلس الأمن، المنعقدة بناء على طلب أميركي-إسرائيلي بخصوص الأنفاق.

وقال المسؤول الأممي، في إفادته لأعضاء المجلس: "يتعين ألا نقلل من احتمالات سوء التقدير والحساب". وأضاف أن "الأنشطة الاستفزازية على طول الخط الأزرق وتصاعد الخطاب يسهمان في بيئة تزيد فيها المخاطر".

وأبلغ لاكروا أعضاء المجلس أن "اليونيفيل" (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) نشرت عناصر إضافية وفرق اتصالات في المواقع الحساسة على طول الحدود.

وأوضح أن البعثة أجرت اتصالات مع العديد من القادة اللبنانيين بينهم الرئيس ميشال عون، كما قامت بسلسلة من الزيارات التقنية بالمواقع التي يشتبه في وجود أنفاق بها.

وأشار لاكروا إلى أن البعثة أكدت وجود 4 أنفاق جنوب الخط الأزرق، وتوصلت التقييمات التقنية إلى أن اثنين -على الأقل- منها يعبران الحدود، "لكن تلك الأنفاق لا توجد لديها نقاط خروج على الجانب الإسرائيلي".

كما لفت إلى أن الأنفاق تم حفرها على عمق يتراوح بين 29 و46 متراً تحت الأرض، ويصعب الكشف عنها، وهي توجد بالقرب من مناطق حساسة للجانبين.

واعتبر المسؤول الأممي أن الأنفاق تمثل انتهاكاً جسيماً للقرار 1701، الذي أوقف الحرب بين إسرائيل و"حزب الله".

تحميل المزيد