عودة «السترات الصفراء».. الحركة تدعو لمظاهراتٍ السبت مجدداً في 3 دول أوروبية

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/13 الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/13 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
التظاهرات في فرنسا - صورة من الأرشيف/ رويترز

دعا منظِّمو مظاهرات "السترات الصفراء"، على شبكات التواصل الاجتماعي، الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى مظاهرات في كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا، السبت 15 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وأفاد مراسل وكالة الأناضول التركية بأن ناشطين وجهوا دعوات لتنظيم احتجاجات في جميع مدن الدول الثلاث، لا سيما العاصمة الفرنسية باريس.

وبالتزامن مع ذلك، دعت الحكومة الفرنسية إلى عدم التظاهر السبت، على خلفية هجوم استهدف سوقاً لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ (شرق)؛ أوقع 3 قتلى وعدة مصابين، الثلاثاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2018.

يشار إلى أن سياسيين وممثلين عن "السترات الصفراء" اتهموا الحكومة بافتعال هجوم ستراسبورغ، لإخماد الحراك الاحتجاجي، المستمر منذ أسابيع.

وقال نيكولا دوبون آينيون، رئيس حزب "انهضي فرنسا" (يمين)، إن هناك محاولات لاستخدام الحادث في إسكات المحتجين.

وحثَّ آينيون، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "لاشين إنفو" المحلية، على الاستمرار في التظاهر، باستثناء باريس.

ولم تفلح تدابير اجتماعية، أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون، قبل أيام، في إخماد الاحتقان الشعبي، الذي توسع إلى حد المطالبة برحيل الأخير.

تنازلات ماكرون ليست كافية

وفي بلجيكا، ذكر مراسل "الأناضول" أن منظِّمي احتجاجات "السترات الصفراء" تقدموا بطلب إلى الشرطة، للحصول على تصريح بتنظيم مظاهرات في ميدان لوكسمبورغ، وسط العاصمة بروكسل.

وفي هولندا أيضاً، يعتزم ناشطون تنظيم مظاهرات مماثلة ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء مارك روته.

وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت موجة من الاحتجاجات تضرب عدة دول أوروبية، للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة، انطلقت من فرنسا وطالت كلاً من هولندا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا وصربيا والمجر.

وقبل أيام ردت الحركة على خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتعلن الثلاثاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2018، رفضها لما تعهَّد به في أول خطاب له عن أسواً أزمة داخلية تتعرض لها فرنسا منذ 50 عاماً.

واعتبرت حركة السترات الصفراء أن خطاب ماكرون عن الإصلاح الاقتصادي غير مقنع، مؤكدة مواصلة احتجاجاتها في العاصمة باريس ومدن أخرى حتى تلبية مطالبها الـ40، التي تم إرسالها في وقت سابق إلى وسائل الإعلام المحلية.

وكان ماكرون قد تعهَّد في كلمة للشعب نقلها التلفزيون بسلسلة إجراءات تصبُّ في خانة تعزيز القدرة الشرائية وتقضي برفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو اعتباراً من 2019، من دون أن يتحمّل أرباب العمل أي كلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية اعتباراً من 2019 وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمن يتقاضون أقلّ من 2000 يورو شهرياً.

الوقت لم يحن لإيقاف الحراك

ويرى العديد من المتظاهرين الذين تحدثت معهم إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية، أن الوقت لم يحن بعد لإيقاف حراك السترات الصفراء.

ففي الشوارع، لم يرضِ خطاب ماكرون المتظاهرين، حيث صرحت إحدى المنتسبات للسترات الصفراء في مقاطعة فريجوس لإذاعة "أوروب1" قائلة: "لقد كنا نتوقع هذا الخطاب الذي خلا من أي معنى"، بحسب ما ذكره موقع Europe1الفرنسي.

واعتبرت أن الرئيس الفرنسي لم يلقِ "سوى ببعض الفتات.. سنواصل البقاء في الشوارع، كما سنواصل إغلاق الطرقات" في محاولة منها للتعبير عن استنكارها لهذا الخطاب الذي امتد لنحو 13 دقيقة.  

بالنسبة لفابيان، وهي متظاهرة أخرى من مدينة برنيول في مقاطعة فار، فإنه "يجب أن نذهب أبعد من ذلك. ويوم الثلاثاء، سأعود من جديد للشارع".

واعتبرت فابيان أن خطاب ماكرون يعتبر "خطوة للأمام، ولكنها غير كافية. لذلك فإن السترات الصفراء غير مستعدة للتخلي عن حراكها".

نقائص في خطاب ماكرون

تحدث العديد من المستمعين والمعلقين لإذاعة "أوروبا 1" عن نقائص في قرارات الرئيس الفرنسي، حيث نشر فرانك على موقع فيسبوك أن الرئيس "قد نسي الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 1000 يورو في الشهر، يعني مثلي أنا، أي الأشخاص المحسوبين على ذوي الاحتياجات الخاصة".

من جهته، عبر ميشال عن تجاهله للحلول المتقدمة التي عرضها إيمانويل ماكرون، قائلاً على شبكات التواصل الاجتماعي: "لست عاملاً يتقاضى أجراً متدنياً، ولا أعمل ساعات إضافية، ولست متقاعداً..".

من جهته، علق مارك: "لم يقل الرئيس شيئاً في خصوص قطاع الخدمات العامة. مثلاً، في قطاع الصحة، ولم يتحدث ماكرون عن كيف سيتم سد الثغرات في الإيرادات الضريبية والاجتماعية عبر الأموال الموزعة في البلاد. فالزيادات التي أقرها لا تدخل في حسابات المعاش".

ماكرون في مأزق

وهذا الرد السلبي من أصحاب "السترات الصفراء" يحمل أنباءً غير مبشرة للإليزيه، خاصة الرئيس الفرنسي الذي قدم تنازلات كبيرة للمحتجين، بدءاً من إلغاء زيادة الضريبة على الوقود، وانتهاء بالتحسينات الاقتصادية التي أعلنها أمس، ما يُنذر باستمرار الأزمة، ويضع ماكرون في مأزق كبير.

لكن المأزق الأكبر الذي قد يواجهه ماكرون قد يكون خارجياً، فقد أعلنت المفوضيّة الأوروبية أنها ستدرس بعناية كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية الوعود التي أطلقها ماكرون لامتصاص غضب "السترات الصفراء".

علامات:
تحميل المزيد