تونس تكشف هوية قتلة مهندس «طائرات القسام» وتخاطب مصر وتركيا لتسليم متهمين.. القصة الكاملة لاغتيال الزواري

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/11 الساعة 19:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/12 الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش
الزواري مهندس الطائرات التونسي

كشفت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2018، النقاب عن هوية المسؤولين عن اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري، الذي اغتيل  في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016.

وكانت السلطات التونسية قد اتَّهمت عقب عملية الاغتيال أجهزة مخابرات أجنبية -لم تُسمها- بالوقوف وراء اغتيال الزواري بالرصاص داخل سيارته، إلا أن حركة حماس اتَّهمت حينها جهازَ المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بالوقوف وراء العملية، مؤكدة أن الزواري عضو في ذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام، وأحد المسؤولين عن تطوير برنامجها للطائرات المسيَّرة عن بعد.

تونس تكشف التفاصيل الكاملة

وقالت وزارة الداخلية التونسية، خلال مؤتمر صحافي لها اليوم، إنها تعرَّفت على الأسماء الحقيقية لمنفذي اغتيال الزواري، مشيرة إلى أن أموالاً طائلة تم إنفاقها على العملية التي تم التحضير لها خارج البلاد.

وقال متحدث باسم الداخلية التونسية إن بلاده وجّهت مذكرات قضائية للسلطات البوسنية والسويدية والبلجيكية والتركية والكوبية والمصرية واللبنانية والكرواتية، لتسليم متهمين في عملية اغتيال الزواري.

الندوة الصحفية لوزارة الداخلية بخصوص ملف الشهيد محمد الزواري

الندوة الصحفية لوزارة الداخلية بخصوص ملف الشهيد محمد الزواري

Gepostet von Ministère de l'Intérieur – Tunisie am Dienstag, 11. Dezember 2018

وأشارت الوزارة التي عرضت الصور والأسماء الحقيقية لمنفّذي الاغتيال إلى اعتماد فرق التحقيق على كاميرات المراقبة في الطرقات ومناطق عدة بجهة صفاقس، بكشف المسارات والسيارات التي استخدمها فريق الاغتيال بجانب عملية القتل ثم الانسحاب.

وقال مدير الوحدة الوطنية التونسية للبحث في الجرائم الإرهابية، بالقرجاني عبدالقادر فرحات إن "أحد منفذي اغتيال الزواري نمساوي يدعى كرستوفر، وقد قدَّم نفسه على أنه مهتم باختراعاته، خاصة التحكم في الغواصة عن بعد"، مضيفاً: "لدينا حقائق مثبتة مبنية على جملة من الأدلة الرقمية".

وأضاف فرحات أنّهما تحولا لمدينة المنستير، وأقاما في نزل في الجهة يوم 9 ديسمبر، وتعرَّفا على تونسي يدعى "عبدالقادر"، قصد التنقل لزيارة مصانع بهدف الاستثمار، وبالبحث تبيَّن أنهما حاولا التغطية على وجودهما في تونس، عبر الادعاء بالاستثمار.

وتابع أنّه يوم 10 ديسمبر/كانون الأول، تحوّلا في جولة سياحية في الجنوب، ويوم 11 حضرا إلى تطاوين، صحبة دليل سياحي، ثم عادا للمنستير يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، واستعملا تطبيق الـGPS في تنقلاتهما.

وأوضح: "يوم 13 ديسمبر/كانون الأول، تولى شخص يدعى سليم بوزيد تكليف امرأة اسمها مهى بن محمود بتوفير سيارتين والإبقاء عليهما جانب مقهى في صفاقس، ويوم 14 ديسمبر/كانون الأول، تم رصد السيارة التي نزل منها أحد البوسنيين، وتوجه للمأوى المحاذي، وتلقَّيا مكالمات هاتفية متواترة من رقم أجنبي".

وأشار المسؤول الأمني التونسي إلى أن الجانيين تعقبا سيارة الزواري قبل يوم من الاغتيال.

واستعمل الجانيان السيارتين اللتين وفَّرتهما المرأة التونسية في تحركاتهما. وقبل يوم من عملية الاغتيال غادرا للقيروان، ثم يوم 15 ديسمبر/كانون الأول، تحوّلا لعقارب بعلة شراء زيت الزيتون.

ثم توجهت السيارتان بعد ذلك إلى منزل الزواري، وتم ركن سيارة من نوع "بيكانتو" قرب منزله و"رونو ترافيك" امتطاها الشخصان، وفي حدود الواحدة غادر الزواري مقر إقامته إلى مركز تحاليل طبية، ولا وجود لتعقب ميداني أثناء تحركه لأنّهما لمحا مروره، وواصلا بقاءهما في المقهى، ليغادراه قبل مرور سيارة الزواري وهي عائدة قبل دقيقتين.

وبعد تنفيذ عملية الاغتيال تنقلا عبر رونو ترافيك، التي تم حجز وسيلة الجريمة داخلها، ثم ركناها ليصعدا سيارة كيا، وتوجها إلى سيارة الميتشي بيتشي، التي حاول الجانيان عدم ظهورها في مسرح الجريمة.

حماس تثمن جهود تونس

من جانبها ثمّنت حركة "حماس" جهود السلطات التونسية في متابعة ملف اغتيال المهندس محمد الزواري.

 

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح نشره عبر "تويتر" تعقيباً على مؤتمر وزارة الداخلية التونسية الذي كشف فيه عن تفاصيل عملية الاغتيال: "نثمن جهود السلطات التونسية في متابعة ملف اغتيال المهندس الزواري، وكشفهم عن المجرمين المتورطين في هذه الجريمة".

وأضاف برهوم: "المطلوب ضرورة ملاحقة هؤلاء المجرمين ومحاكمتهم وتقديمهم للعدالة، والعمل على فضح الاحتلال الإسرائيلي، المسؤول الرئيس عن هذه الجريمة".

والزواري هو مهندس طيران تونسي من مواليد 1967، عمل على مشروع تطوير طائرات من دون طيار وتصنيعها.

وانضم لـ "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في فلسطين، وكان رائداً لمشروع إنتاج طائرات دون طيار، التي استخدمتها الحركة في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة عام 2014.

عاش مدّة من الزمن في سوريا أثناء وجود حماس هناك، قبل عودته لبلاده تونس بعد الثورة والإطاحة بنظام بن علي عام 2011، ليُغتال في مسقط رأسه بمدينة صفاقس، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016.

 

 

علامات:
تحميل المزيد