تسلل ليلاً وظل حتى الفجر كي ينفذ خطته، وصعد الهرم في 25 دقيقة.. المصور الدنماركي يروى تفاصيل واقعة سفح الأهرامات

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/10 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/10 الساعة 16:36 بتوقيت غرينتش
دعوات مصرية للاستفادة من فيديو المصور الدنماركي أندرياس هفيد/ social

لأول مرة منذ الواقعة التي حدثت قبل أيام روى المصور الدنماركي  البالغ من العمر 23 عاماً، أندرياس هفيد الذي أثار الجدل والغضب في مصر بسبب الصور والمقاطع "الجنسية" التي التقطها فوق سفح الهرم تفاصيل الواقعة، وكيف نجح في تحقيق هدفه رغم فشله في المرة الأولى.

قال أندرياس هفيد في حوار مع صحيفة  Ekstra Bladet الدنماركية، الاثنين 10 ديسمبر/كانون الأول 2018: "لسنوات طويلة كنت أحلم بتسلّق الهرم الأكبر، والتقاط "صور عارية"، هو أمر مثير للاهتمام بالنسبة لي أيضاً في بعض الأحيان".

وتسببت الواقعة في حالة من الغضب العارم بين المصريين وأيضاً الدنماركيين.

كما أثارت الواقعة غضب السلطات المصرية أيضاً، فقد قال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن وزارة الآثار المصرية تحقق في صور أندرياس هفيد، ووصف الصور بأنها غير أخلاقية وتتطلّب المساءلة القانونية.

وقارن أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، الفيديو بـ"الحرب ضد مصر".

وقال عشماوي -بحسب ما نقلته صحيفة "المصري اليوم"- إن "الفيديو غير أخلاقي، وهو إهانة لرموز الإنسانية، لا سيّما أنه منافٍ لأخلاقنا وقيمنا".

ماذا قال المصور الدنماركي؟

وبحسب الصحيفة الدنماركية، فإن المصور الدنماركي له رأي مغاير، حيث قال: "أنا حزين لأن الكثيرين كانوا غاضبين بشأن العمل؛ لأنني تلقّيت أيضاً ردود فعل إيجابية من العديد من المصريين، وهو شيء أعتقد أنه يستحق الاحتفاء به".

هل فكّرت يوماً في مواجهة الناس بتلك الصورة؟

رد أندرياس على تساؤل الصحيفة قائلاً: "بشكل واضح، الأمر أثار غضب بعض الناس، ولكن يمكن أيضاً النظر للأمر بأنه عمل حُر بالنسبة للفئة الأكثر تحرراً من المصريين".

هل تساءلت ما إذا كانت الواقعة قد تؤدّي إلى أزمة لم تكن تتوقّعها على الإطلاق، وأن تتسبب في عواقب وخيمة على المسافرين الدنماركيين إلى مصر؟

"أنا لم أعتقد أنها قد تتسبب في هذا، فهي صور تنتشر بكثافة ثم يهدأ الأمر، فأنا لم أرد كل هذا، يبدو أن أزمة فيلم "الرسول مُحمد" تتكرر، ولكن الصور التي التقطّتها لم تُظهِر أي قيم إسلامية.

في الحقيقية، أعتقد أن الأهرامات تُعتبر مُقدّسة بشكل مّذهِل من قِبل المصريين، وأعرف أن الأهرامات مُهمّة لمصر، ولكن لنفس الأسباب، أنا مندهش أن المنطقة غارقة في القمامة بأنحاء متفرّقة.

التصوير فوق الأسطح العالية "فن"

ويمارس المُصوّر الدنماركي ما يُعرف بفنّ التصوير من أعلى المباني الشاهقة، حيث يزور مباني ويلتقط صوراً فنّية فوق قمّتها.

ويُعد "اعتلاء المباني" فئة فرعية من فنون استكشاف المُدن، إلا أنه يتميّز عن باقي الأعمال الفنّية التي تُصوّر المدن بأنه يُظهِر ما تبدو عليه الأماكن من فوق أعلى مبانيها، بحسب الصحيفة الدنماركية.

يقول أندرياس عن أسلوبه الفنّي إن "الدور الأكثر أهمّية لاستكشاف المدن هو أنك لا تفعل أكثر من التقاط الصور، ولا تترك وراءك شيئاً سوى آثار أقدامك، فنحن لا نلحق الضرر بالأماكن التي نزورها".

وبدأ أندرياس بالأماكن الممنوعة والخفيّة بمدينته الدنماركية آرهوس، وفي السنوات الأخيرة خرج منها إلى العالم لممارسة هذا الفن من التصوير.

وعلى موقعه الإلكتروني، يقول هفيد: "في السنوات الأخيرة سافرت كثيراً، كانت الأولوية لأوروبا الشرقية وآسيا، وقمت بتسلق مختلف البيوت الشاهقة في هونغ كونغ وبانكوك".

الحرّاس اكتشفوا أمره في مصر!

في بادئ الأمر، كان على المُصوّر الدنماركي التقاط بعض الصور العادية من قمّة هرم خوفو بصحبة صديقته النرويجية، إلا أن الحراس اكتشفوا أمرهما.

وقال: "قضينا بعض الوقت في القاهرة نحاول تحديد أفضل ما يمكننا فعله، ولكن حين حاولنا التسلّق أخيراً استوقفنا الحرّاس داخل منطقة أهرامات الجيزة، وبعدما تم استجوابنا في أحد أقسام الشرطة المحلّية، أُطلق سراحنا دون إجراءات لاحقة".

وبعد الإخفاق الأوّل، سافرت صديقته إلى النرويج، ولكن ظلّت فكرة تسلّق خوفو تسيطر على أندرياس، لذا تواصل مع صديقة له في الدنمارك.

وقال: "كنت شغوفاً للغاية بإتمام المشروع بنجاح، لذا تواصلت مع بعض الفتيات في الدنمارك ممن اعتقدّت أنهن سيكونون مُهتمّات بالظهور في صور أثناء ممارسة الجنس فوق الهرم، وأعتقد الكثير منهم أنها فكرة مرحة، ولحسن الحظ تمكّنت إحداهن من المجيء إلى القاهرة في موعدٍ قريب".

وذات مساء في أحد الأيّام الأخيرة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، في تمام الساعة التاسعة والنصف، تسلل أندرياس وصديقته عبر السور إلى أن وصلا إلى الهرم.

وقال المصوّر: "كان المكان الذي اخترناه بعيداً عن الهرم، وكنّا قد قررنا الطريق الذي سنسلكه مقدّماً، وكنّا نعلم الأماكن التي ينبغي علينا أن نكون حذرين للغاية فيها".

وأضاف: "بعد المرور ببعض الأماكن الخطيرة، وصلنا إلى معبد وانتظرنا هناك لنصل إلى وجهتنا بحلول الفجر".

وتابع قائلاً: "استلقينا هناك وكنّا نتجمّد من البرد نحو ساعة ونصف، وكنّا نسمع أصوات السيارات تتحرّك حول المكان".

وقال أندرياس إن عملية تسلّقه الهرم بصحبة صديقته الدنماركية قد استغرقت حوالي 25 دقيقة.

وأضاف: "حين وصلنا إلى القمّة انتابنا شعور بالبهجة، فقد كان ذلك تتويجاً للكثير من العمل والكثير من الفرص التي اقتنصناها".

لماذا كان تصوير ممارسة الجنس فوق قمّة الهرم هو الاختيار الأفضل ولم تُصوّر شيئاً آخر؟

يقول أندرياس: "من أجل هذه اللقطة اخترت أن أخوض التجربة كلّها؛ فالوقوف أعلى الهرم فحسب يعد عملاً عظيماً، فضلاً عن أنه واحد من بين أكثر الأماكن التي زرتها سحراً".

وأضاف أن "ممارسة الجنس فوق الهرم" كانت أغبى فكرة تمكّنت من إيجادها، فهي تمثّل الشباب الغربي وامتيازاته في أسوأ حالاته، ما كان ينقص الأمر هو بعض السيجار المخدِّر وزجاجة من الفودكا.

وكشف المُصوّر حقيقة ما إذا كان شيء ما قد حدث بينه وبين صديقته بالفعل، حيث نفى ذلك قائلاً: "لقد كانت هذه لقطة مصوّرة، فلم نمارس الجنس حينها ولم يسبق لنا فعل ذلك أبداً، وكانت هذه هي المرّة الثانية التي ظهرت خلالها عارياً في إحدى لقطاتي المصوّرة".

هل كنت تعرف مسبقاً العقوبة التي كنت ستواجهها إذا وجدوكما عُراة؟

رد المصوّر قائلاً: "من حيث المبدأ، كنت على دراية بعقوبة أن يُقبض عليك فوق قمّة الهرم، وكنت أعرف أن الذين عُثِر عليهم فوق قمة الهرم قد تلقّوا تحذيراً أو عوقبوا بالغرامة، وكنت أعلم أنه إذا اتخذَ ضدك إجراء وكنت قد التقطت بعض الصور، فستؤخذ بطاقة الذاكرة من الكاميرا قبل أن تُغادر الأهرامات".

هل هناك مكان لا يمكنك أن تتخيّل تصوير لقطات عارية به؟

ردّ أندرياس قائلاً: "أنا لست خائفاً من الاصطدام بالنظام، ولكنّي لا أشجّع الكثيرين على فِعل ذلك، فأنا لا أريد أن أسخر من أي رمز ديني، والهرم كان رمزاً دينياً بالفعل، ولكن هذا كان قبل 4500 عام".

سافر أندرياس هفيد إلى آسيا، ولا يتوقّع أن يتم الترحيب به مُجدداً في مصر.

وقال: "سأتجنب الذهاب إلى مصر في المستقبل، إذ إنني سأخاطر بالامتثال للعقوبة إذا عُدت إليها، ومشروع الصعود إلى قمة الهرم هو ما جعلني آتي إليها، لذا فأنا أعتقد أنني رأيت ما أردت رؤيته في مصر".

ولم يكشف أندرياس عن وجهته المقبلة لالتقاط صورة عارية فوق قمّة شاهقة، حيث قال: "لن أكشف عن هدفي المقبل قبل أن أنجح في تحقيقه. لا أحد يعرف بشأنه!".

علامات:
تحميل المزيد