الأزمات تحيط بالقمة الخليجية.. وصحف قطرية توضح سبب غياب أمير قطر، ومعنى التمثيل الدبلوماسي للدوحة

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/09 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/09 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
Foreign Ministers of the Gulf Cooperation Council (GCC) attend a meeting in Bayan Palace, in Kuwait City, Kuwait, December 4, 2017. REUTERS/Ahmed Hagagy

تستضيف السعودية، الأحد 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي التي تُعقد في أجواء أزمات متنوعة، منها الخلاف مع قطر والحرب في اليمن، بالإضافة إلى مقتل الصحافي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول.

ومع أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في قمة الدول الست الأعضاء في المجلس التي ستُعقد في الرياض، إلا أنه لن يحضر شخصياً.

"القمة الخليجية لن تقدم ولن تؤخر"

ورأت صحيفة "الشرق " القطرية أن توجيه الدعوة لقطر للمشاركة في القمة لا يعني أن تغيراً طرأ على موقف دول الحصار تجاه الأزمة الخليجية، مشددة على ضرورة التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها دول الحصار قبل التفكير في حضور قطر القمة الخليجية".

وخلصت الصحيفة إلى أن " القمة الخليجية لن تقدم ولن تؤخر، فالمنظومة الخليجية باتت معطلة، وأياً كان مستوى مشاركة دولة قطر فهي حريصة على إنجاح منظومة مجلس التعاون الخليجي".

في حين قالت صحيفة "العرب" إن "القمة الخليجية بالرياض لن تختلف عن سابقتها".

وكانت السعودية والامارات والبحرين ومصر قررت قطع علاقاتها مع قطر، متهمة الدوحةً بدعم الإرهاب والتقرب من إيران. وتنفي قطر هذه الاتهامات. لكن النزاع مستمر منذ 18 شهراً، ولم تظهر مؤشرات إلى قرب تسويته.

الانقسام واضح في القمة

من جانبه، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إن "قطر حرقت جميع سفن العودة، ولم يعد لديها أي سفينة من جهتها، يمكن أن تعيدها إلى المجلس".

وإلى جانب قطر والإمارات والسعودية والبحرين، يضم مجلس التعاون الخليجي الكويت وسلطنة عُمان اللتين لا تزالان تقيمان علاقات مع الدوحة.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، أن العلاقات مع إيران "ستكون إحدى القضايا التي سيبحثها قادة دول المجلس"، في دورته الـ39، خاصة بعد إعادة تطبيق العقوبات الأميركية على طهران.

ويبدو الانقسام جلياً في المجلس، بين الدول التي تتبع سياسة متشددة ضد طهران كالرياض وأبوظبي والمنامة، وتلك التي تقيم علاقات مع طهران مثل مسقط والكويت.

وتسعى الدوحة أيضاً إلى تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع طهران.

حرب اليمن

تأتي القمة الخليجية في حين يواصل وفدا الحكومة والحوثيين محادثاتهما التي بدأت الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، في ريمبو بالسويد برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من 10 آلاف قتيل، ودفع 14 مليون شخص الى حافة المجاعة.

ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات أسبوعاً.

وتقود السعودية، بمشاركة الإمارات، تحالفاً عسكرياً في البلاد، دعماً لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

وكانت قطر عضوةً في التحالف قبل أن تنسحب منه.

وأوقع النزاع في اليمن، منذ مارس/آذار 2015، أكثر من 10 آلاف قتيل، وتسبّب في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، بحسب الأمم المتحدة.

وتشكل محادثات السلام الجارية أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وأثارت صور أطفال يمنيين يعانون سوء التغذية، بأجسادهم النحيلة للغاية والعاجزة عن الحركة، استنكاراً وغضباً في العالم؛ ما سبَّب للسعودية خصوصاً إحراجاً، لكونها أحد أبرز أطراف النزاع.

وتأتي القمة أيضاً في حين تتعرض السعودية وولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان، لضغوط دولية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وأقرت الرياض، بعد نفي طويل، بأن خاشقجي قُتل داخل قنصليتها في إسطنبول. ولكنها سعت إلى إبعاد الشبهات عن الأمير محمد بن سلمان.

وحظي ولي العهد السعودي بدعم قوي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى الرياض شريكاً استراتيجياً مهمّاً في الشرق الأوسط، إضافة إلى دورها كأكبر مُصدّر للنفط ومن بين أهم الجهات التي تشتري الأسلحة الأميركية.

 

تحميل المزيد