فرصة جديدة للسلام.. الحوثيون في طريقهم إلى السويد لإجراء محادثات، ووفد الحكومة اليمنية يطلب شرطاً واحداً للسفر

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/04 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/04 الساعة 17:29 بتوقيت غرينتش
رويترز

غادر وفد الحوثيين صنعاء الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الأول 2018، للمشاركة في محادثات تنظمها الأمم المتحدة حول حل النزاع في اليمن، وذلك بعد الإعلان عن سلسلة تدابير لإرساء الثقة بينهم وبين الحكومة اليمينة.

ويرافق مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الذي كان في صنعاء منذ الإثنين، وفد الحوثيين، بحسب مصدر ملاحي في مطار صنعاء. ويفترض أن يصل الوفد الحكومي برئاسة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى السويد الأربعاء.

وتأتي مغادرة الوفد بعد الإعلان عن توقيع اتفاق بين الحكومة والمتمردين لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، وبعد يوم على إجلاء 50 جريحاً من المتمردين الحوثيين إلى العاصمة العمانية مسقط.

ولم يحدد بعد موعد رسمي للمحادثات. ولكن مصادر حكومية يمنية أشارت إلى إمكان أن تبدأ المفاوضات الخميس.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة على "تويتر"، "لن ندخر جهداً لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار"، مضيفاً "أيدينا ممدودة للسلام".

وصول الحوثيين أولاً

وكان مسؤول في الرئاسة اليمنية في الرياض طلب عدم الكشف عن اسمه، أكد في وقت سابق أن الوفد الحكومي "جاهز، ولكنه لن يتوجه إلى السويد إلا بعد التأكد من وصول" الوفد الحوثي إليها.

وفي خطوة تهدف إلى تعبيد طريق التفاوض، وقعت الحكومة اليمنية اتفاقاً مع الحوثيين لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين.

وقال مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنية هادي هيج إن الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 عنصر من القوات الموالية للحكومة، و1000 إلى 1500 شخص من المتمردين.

وبين المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، ومسؤول جهاز المخابرات في عدن ناصر منصور هادي وشقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

ورأت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ميريلا حديب أن "هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء الثقة بين المجتمعات اليمنية"، مشيرة أن اللجنة ستشرف وتسهل عملية التبادل بين الطرفين.

وأوضح هيج أن تطبيق الاتفاق سيتم بعد مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في السويد قريباً.

  "فرصة حاسمة"  

في المقابل، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة باللغة الإنكليزية على حسابه على "تويتر"، "نعتقد أن السويد توفر فرصة حاسمة للانخراط بشكل ناجح في حل سياسي في اليمن".

وأكد قرقاش الذي تشارك بلاده في تحالف عسكري بقيادة السعودية داعم للحكومة اليمنية أن "إجلاء مقاتلين حوثيين مصابين من صنعاء يظهر مرة أخرى دعم الحكومة اليمنية والتحالف العربي للسلام".

وقامت طائرة للأمم المتحدة الإثنين بإجلاء 50 جريحاً من الحوثيين من صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط. وكان مسؤولون حوثيون أشاروا إلى أن إجلاء الجرحى يشكل جزءاً من التدابير التي تفترض أن تسبق أي مفاوضات.

وأعرب غريفيث الثلاثاء في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" عن "خالص الشكر لقيادات التحالف وسلطنة عمان لتعاونهم ودعمهم هذه المبادرة بشكل كامل" بعد إجلاء المصابين.

وقال الوزير الإماراتي إن "حلاً سياسياً مستداماً بقيادة يمنية يوفر أفضل فرصة لإنهاء الأزمة الحالية".

لكنه أضاف "لا يمكن أن تتعايش دولة مستقرة وهامة للمنطقة مع ميليشيات غير قانونية. قرار مجلس الأمن الدولي 2216 يقدم خارطة طريق قابلة للتطبيق".

وصدر القرار في نيسان/أبريل 2015، وينص على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها منذ العام 2014 وأبرزها صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة.

ويعتبر ملف الجرحى الحوثيين أساسياً في الجهود الرامية لإجراء مفاوضات سلام بين أطراف النزاع اليمني.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف، بعدما رفض المتمردون في اللحظة الأخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة الى صنعاء وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عمان. ويسيطر المتمردون منذ 2014 على العاصمة صنعاء، بينما يسيطر التحالف بقيادة السعودية على الأجواء اليمنية.

وقالت مصادر في الأمم المتحدة وفي الحكومة اليمنية أن من الخطوات التي من شأنها أيضاً أن تعزز أجواء الثقة إعادة فتح مطار صنعاء، وهو موضوع ستتم مناقشته في السويد.

الأزمة "ستتفاقم"

وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على التشارك في السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن المتمردين الحوثيين عالقين في سلطنة عمان لثلاثة أشهر.

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم شهدت تصعيداً مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليوناً من سكان البلاد.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الأزمة الإنسانية في اليمن، الأسوأ في العالم، ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.

تحميل المزيد