بنطال وقميص يظهران على خط التحقيقات في قضية خاشقجي.. البحث عن صاحب هذه الملابس

وجد فريق البحث بعض المواد المشبوهة في حاوية قمامة القنصلية السعودية بإسطنبول، وهي عبارة عن قميص وبنطال وبعض الأوراق الممزقة

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/03 الساعة 11:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/03 الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش
مطالب بتسمية طريق على إسم جمال خاشقجي أمام السفارة السعودية في واشنطن/ رويترز

ظهرت تفاصيل جديدة متعلقة بالتحقيقات في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي؛ حيث وجد فريق البحث بعض المواد المشبوهة في حاوية قمامة القنصلية السعودية بإسطنبول، وهي عبارة عن قميص وبنطال وبعض الأوراق الممزقة، تم إرسالها إلى المختبر الجنائي من أجل إجراء الفحوصات البيولوجية اللازمة لمعرفة صاحب هذه الملابس، وماذا تحتوي هذه الأوراق.

وفي نفس الحاوية، عُثر أيضاً على أسلاك كهربائية ومفاتيح ومجموعة أقفال ومحوّلات كهربائية وبطاقات أمتعة سفر (Luggage Tags)، حيث تم إرسالها جميعها إلى المختبر الجنائي.

وكما هو معلوم فإن السلطات السعودية حاولت إعاقة أعمال مكتب المدعي العام التركي لفترة طويلة بعد الحادثة، عندما أراد تفتيش مقر القنصلية السعودية ومنزل القنصل في إسطنبول. إذ لم يُسمح بتفتيشهما إلا بعد مرور 13 يوماً. وقد سُلّمت جميع نتائج عمليات البحث إلى معهد الطب الشرعي في منطقة "يني بوسنة" بإسطنبول.

من ناحية أخرى، أظهرت بعض الصور سابقاً عدة أشخاص يحرقون أوراقاً داخل حقيبة في حديقة القنصلية السعودية بإسطنبول. كان واضحاً من خلالها أن مسؤولين سعوديين كانوا يقومون بإحراق الوثائق لإزالة الأدلة في مقر إقامتهم.

قالت قناة "سي إن إن إنترناشيونال" الأميركية، الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن محادثات عبر تطبيق "واتس آب" قد تكون وراء مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حيث انتقد في بعضها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ونشرت القناة نص محادثات عبر تطبيق واتس آب، بين خاشقجي والناشط السعودي عمر بن عبد العزيز المقيم في كندا.

وأشارت "سي إن إن" إلى فرضية أن تكون محادثات خاشقجي مع عمر بن عبد العزيز، التي انتقد فيها ولي العهد السعودي بشدة، أحد العوامل التي دفعت إلى قتله.

وأوضحت أن خاشقجي كان على تواصل مع الناشط عمر بن عبد العزيز منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، مشيرة إلى أنها حصلت من الأخير على أكثر من 400 محادثة واتس آب، تتضمن تسجيلات صوتية وصوراً ومقاطع فيديو.

وأضافت أن عبد العزيز تواصل مع خاشقجي عبر واتس آب حتى أغسطس/آب 2018، ثم انتقل تواصلهما عبر واسطة أخرى بعد اكتشافه أن هاتفه تتم مراقبته.

تفاصيل المحادثات التي جرت

ويقول خاشقجي في إحدى مراسلاته عن ولي العهد السعودي: "يحب القوة والقمع".

كما وصف خاشقجي محمد بن سلمان بـ "الوحش"، الذي بإمكانه أن يلتهم الجميع في طريقه (إلى السلطة)، بمن فيهم مؤيدوه.

وفي أحد تعليقاته التي أرسلها لعبد العزيز في مايو/أيار الماضي، كتب خاشقجي عن محمد بن سلمان أن الأخير "كلما التهم ضحايا، أراد أن يلتهم أكثر"، وذلك تزامناً مع الاعتقالات التي طاولت ناشطين سعوديين في تلك الفترة.

وأضاف خاشقجي  أنه "لن يكون متفاجئاً إذا طاول القمع (في المملكة) حتى أولئك الذين يصفقون له (لمحمد بن سلمان)".

وفي تصريحاته لقناة "سي إن إن" ذكر بن عبد العزيز أنه وخاشقجي كانا قد شرعا في محادثتهما التخطيط لإطلاق حركة شبابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمحاسبة النظام السعودي.

وتابع قائلاً: "جمال  كان يعتقد أن المشكلة تكمن في محمد بن سلمان، وأن هذا الولد يجب أن يتم إيقافه".

ماذا حدث بعد أن علم بأن هاتفه مخترق؟

وأوضح بن عبد العزيز أنه شك في أغسطس/آب الماضي أن تليفونه مراقب بعد قرصنته، وأن خاشقجي قُتل بعد ذلك بشهرين.

واستطرد قائلاً: "قرصنة الهاتف لها دور كبير فيما حدث لجمال، في الحقيقة أنا حزين للغاية".

وذكر بن عبد العزيز أن بعض ممثلي السلطات السعودية التقوه في مونتريال الكندية في مايو/أيار الماضي، وأبلغوه أن ولي العهد يتابع تغريداته على موقع "تويتر".

ولفت بن عبد العزيز أنه قام بتسجيل الحوار الذي دار بينه وبين هؤلاء المسؤولين، وأن أحدهم قال له: "جئنا لك برسالة من محمد بن سلمان".

وأوضح أن المسؤولين السعوديين أبلغوه كذلك بضرورة التوجه إلى سفارة بلاده بكندا للحصول على بعض الوثائق، وأنه أبلغ خاشقجي بذلك، فنصحه الأخير بعدم التوجه، والاكتفاء بلقاء هؤلاء الأشخاص في أماكن عامة مفتوحة.

وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية مقتل خاشقجي.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي قبل أن تقول إنه تم قتله وتجزئة جثته بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى السعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.

وأعلنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مؤخراً، أنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من محمد بن سلمان".

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكاً راسخاً" للسعودية.

تحميل المزيد