جندي كوري شمالي جديد يتخطى خط الفصل العسكري ويفر عبر واحدة من أخطر الحدود إلى الجنوب

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/01 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/01 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش

فرَّ جندي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية، السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، عبر الحدود التي بدأت بيونغ يانغ وسيول إخلاءها من السلاح مع تحسن العلاقات بينهما، كما أعلن مصدر عسكري كوري جنوبي.

وقالت قيادة الجيش الكوري الجنوبي، في بيان، إن "جندياً كوريّاً شمالياً رُصد خلال عبوره خط الفصل العسكري".

وأضافت أن "الوكالات المتخصصة ستقوم باستجوابه بشأن التفاصيل عن طريقة وصوله إلى الجنوب".

ولم تذكر قيادة الجيش أي تفاصيل عن اسم الجندي أو الموقع الذي فر منه أو رتبته، وما إذا كان يحمل سلاحاً، لكنها قالت إنه "محتجز لدينا في مكان آمن".

وتعود آخر حادثة من هذا النوع على الحدود المحصنة بين الكوريتين إلى مايو/أيار 2018، عندما لجأ مدنيان كوريان شماليان بزورق صغير إلى الجنوب عبر البحر الأصفر.

سبقه جندي تصدرت أخباره وسائل الإعلام

وكان جندي سابق فرّ تحت وابل الرصاص إلى كوريا الجنوبية.وتصدرت عملية فرار أوه تشونغ سونغ عبر الحدود عند قرية بانمونجوم في المنطقة منزوعة السلاح تحت وابل من الرصاص الذي أطلقه رفاقه، عناوين وسائل الإعلام العالمية العام الماضي فيما تم نقله إلى المستشفى لإصابته بجروح خطيرة.

ويُعد انشقاق الجنود أمراً نادراً للغاية في بانمونجوم، نقطة الجذب السياحي والمكان الوحيد عند الحدود، حيث تقف قوات من الطرفين وجهاً إلى وجه.

وذكرت صحيفة "سانكي شيمبون" اليابانية أن أوه (25 عاماً) هو نجل جنرال، وذلك في ما قالت إنها أول مقابلة إعلامية للجندي المنشق.

لكن رغم وصفه نفسه بأنه من "الطبقة العليا" في المجتمع الكوري الشمالي، فإنه أكد أنه لا يشعر بأي ولاء تجاه القيادة في بيونغ يانغ.

وقال بحسب الصحيفة: "في الشطر الشمالي لا يأبه الناس، وخاصة الجيل الأصغر سناً لبعضهم البعض ولا للسياسة ولا لقادتهم، لا يوجد حسّ الولاء".

وأضاف أنه كان "غير مهتم" بحكم كيم جونغ أون، وهو من الجيل الثالث من عائلة كيم التي تقود كوريا الشمالية. وأكد أنه لم يكن يهتم بنظرة أصدقائه للأمر.

وقال: "80% من أبناء جيلي غير مهتمين على الأرجح ولا يشعرون بالولاء"، معتبراً أن ذلك "أمر طبيعي؛ نظراً إلى أن نظام توريث السلطة يعد أمراً مفروغاً منه بغضّ النظر عن عدم قدرته على إطعام الناس".

ونفى أوه تقارير إعلامية كورية جنوبية أشارت إلى أنه مطلوب في الشطر الشمالي على خلفية اتهامه بالقتل.

وذكرت الصحيفة أنه بدأ بتناول الكحول بعد خلاف لم يحدد أسبابه مع بعض أصدقائه. وأثناء عودته إلى موقعه تجاوز نقطة تفتيش فخشي أن يتم إعدامه ولذا قرر مواصلة طريقه والفرار.

وقال: "خفت أن يتم إعدامي إذا عدت، فعبرت الحدود".

وأفادت الصحيفة بأن مسؤولين في الاستخبارات اليابانية أكدوا هوية أوه.

وأظهر تسجيل مصور نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني الجندي المنشق مرتدياً سترة سوداء وقميصاً أبيض اللون، حيث تحدث بلكنة كورية شمالية دون أن يتم الكشف عن وجهه.

وتحول المشهد الجيوسياسي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كبير منذ العام الماضي عندما هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن حرب على كوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية.

وقال أوه: "شعرت حقاً بأننا كنا على وشك الدخول في حرب مع الولايات المتحدة".

لكن شبه الجزيرة الكورية تشهد حالياً تقارباً سريعاً، بينما يتوقع أن يتم نزع سلاح الجنود في القرية الحدودية التي انشق عبرها.

وأشار أوه إلى أنه يتفهم السبب الذي دفع رفاقه السابقين لإطلاق النار عليه قائلاً: "لو أنهم لم يطلقوا النار لكانوا واجهوا عقوبة قاسية. ولذا لو كنت مكانهم لقمتُ بالشيء ذاته".

30 ألف مدني كوري شمالي لجأوا إلى الجنوب

ومنذ انتهاء الحرب بين الكوريتين (1950-1953)، لجأ أكثر من 30 ألف مدني كوري شمالي إلى الجنوب، معظمهم عبر الحدود مع الصين.

وكانت الكوريتان بدأتا، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إزالة 20 موقع مراقبة على طول الحدود شديدة التحصين بينهما، في مسعى لتخفيف التوتر بالمنطقة وعلى أمل التخلص منها جميعاً في المستقبل.

وبموجب اتفاق تم بين جنرالات من الجانبين الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، اتفقت الكوريتان على إزالة 10 مواقع والإبقاء على موقع واحد فقط على كل جانب من الحدود.

ولا تزال الدولتان، نظرياً، في حالة حرب منذ انتهاء الحرب التي كرست تقسيم شبه الجزيرة وانتهت بهدنة بدلاً من معاهدة سلام.

إلا أنّ العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ هذا العام (2018)، مع اتفاق على سلسلة من المبادرات التصالحية.

تحميل المزيد