مضاعفة حجم القوات، وتشييد قاعدة بَحرية، وشراء أكثر أنظمة التسلح تطوراً في العالم..  قطر تعزز قواتها العسكرية بعد الحصار

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/29 الساعة 19:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/29 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش

قررت قطر زيادة حجم قواتها البحرية بأكثر من المثلين بحلول عام 2025، وبناء قاعدة بَحرية جديدة، مع توسيع برنامج التجنيد ولتعزيز الجيش القطري ، في ظل استمرار النزاع مع جيرانها و الحصار المفروض على قطر والذي تقول إنه يتطلب اعتماداً أكثر على الذات.

ومثل جيرانها، استخدمت الدولة الصغيرة والغنية بالغاز ثروتها الهائلة لإجراء عملية تحديث شاملة لجيشها، وخصصت عشرات المليارات من الدولارات لشراء بعض أكثر أنظمة الأسلحة تطوراً في العالم.

هل الحصار المفروض على قطر هو ما دفع الدوحة لتحديث جيشها؟

وقال مسؤولو دفاع قطريون إن عملية التحديث مخطط لها منذ عدة سنوات، وتسبق المقاطعة السياسية والاقتصادية التي تقودها السعودية منذ يونيو/حزيران 2017، بسبب مزاعم بأن الدوحة تدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر.

لكنهم قالوا أيضاً إن الأزمة سلطت الضوء على ضرورة تعزيز القدرات الداخلية، مع التشبث، في الوقت ذاته، بالأمل في انتهاء النزاع الذي تسبب بتصدع مجلس التعاون الخليجي، الذي تأسس عام 1981 لتنسيق الشؤون السياسية والاقتصادية والدفاعية لدول المجلس.

وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية، للصحافيين، خلال جولة إعلامية بالمنشآت العسكرية: "لا تريد أن تلقي العبء كله على عاتق أصدقائك وحلفائك… عند مرحلة ما، ينبغي أن تقف وتدافع عن نفسك".

ولم تفلح جهود الوساطة الأميركية في احتواء الخلاف، في حين تعمل واشنطن على مقترح لتشكيل تحالف أمني بالشرق أوسط، ليكون حصناً في مواجهة إيران. وقالت الدوحة إن التحالف الجديد يواجه خطراً يتعلق بمصداقيته إذا استمرت المقاطعة.

والولايات المتحدة حليف لدول مجلس التعاون الخليجي الست. وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أميركية بالمنطقة، في حين تستضيف البحرين الأسطول الخامس.

أنظمة طائرات مقاتلة أميركية وفرنسية لتعزيز قدرات الجيش القطري

ومنذ بداية أزمة المقاطعة، أعلنت قطر شراء 3 أنظمة طائرات مقاتلة مختلفة، بينها 36 طائرة أميركية من طراز "إف-15″، و12 مقاتلة "رافال" فرنسية، و24 طائرة "يوروفايتر تايفون".

وذكر متحدث باسم البحرية أنه من المتوقع زيادة عدد أفراد البحرية من نحو 3 آلاف الآن إلى 7 آلاف بحلول 2025. وستبدأ أعمال بناء قاعدة بَحرية جديدة مترامية الأطراف جنوبي الدوحة، في أوائل 2019.

وتهدف القاعدة إلى استيعاب 6 آلاف شخص، ودعم بعض المشتريات الكبرى الأخيرة، والمتوقع أن تصل خلال العامين المقبلين، وتشمل 4 سفن حربية إيطالية، ومنصة هبوط على سفينة برمائية عملاقة.

لكن العامل البشري يشكل "أكبر تحدٍّ" أمام الجيش القطري

يقول محللون إن القوى العاملة ستمثل تحدياً كبيراً، وإن الأنظمة المختلفة للتسليح، التي من المفترض أن تعزز التحالفات الاستراتيجية، ستعقّد عملية التدريب.

وقال بيتر وايزمان، وهو باحث كبير بمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "عليهم أن يبنوا قوات جوية وبَحرية من الصفر وبعدد محدود للغاية من القطريين.. من أين سيأتون بالقوى العاملة للقيام بذلك؟".

وأضاف: "إذا قارنت ذلك ببلجيكا أو السويد، اللتين يبلغ عدد سكان كل منهما نحو 10 ملايين نسمة، ولدى كل منهما قوات مسلحة أصغر من حيث العتاد مقارنة بقطر- فستكون هذه مهمة صعبة للغاية".

ويبلغ عدد المواطنين القطريين أكثر من 300 ألف نسمة، وتعتمد على المغتربين من دول -مثل باكستان والسودان- للعمل في الجيش القطري .

وقال مسؤولون في مجال الدفاع، إنهم يعملون لإدخال أكبر عدد ممكن من القطريين في القوات المسلحة، لكنهم رفضوا الكشف عن الرقم الحالي للقطريين أو الأجانب الذين يؤدون الخدمة.

وتم توسيع نطاق برنامج التجنيد الإجباري هذا العام (2018) إلى 12 شهراً من 3 أشهر، وسيبدأ البرنامج قبول تجنيد القطريات على أساس تطوعي، للمرة الأولى، العام المقبل (2019).

خاصة أن الدوحة ترفض استقدام أجانب لقيادة طائراتها وسفنها الحربية

وقال العطية: "لن نستقدم طيارين أجانب للتحليق بطائراتنا، أو قيادة دباباتنا أو سفننا الحربية".

ويبدو التحدي الخاص بالتدريب واضحاً في كلية الزعيم الجوية، التي تهدف إلى تخريج مزيد من الطيارين بواقع الثلث هذا العام (2018)، والانتقال إلى منشأة أكبر في 2019.

وقال العميد عيسى المهندي، الذي يشرف على برنامج "إف-15″، إن الدفعة الأولى من 6 طائرات "إف-15" ستصل في أوائل 2021، وسوف تستخدم كحد أدنى طاقماً من طيارين اثنين من القوات الجوية الأميركية، ونحو 10 متعاقدين حتى يتم تدريب مزيد من الطيارين القطريين لتعزيز قدرات الجيش القطري .

وفي الوقت الذي تبني فيه قواتها، أعلنت قطر خططاً طموحة للاستثمار في قاعدة العديد، وهي قاعدة انطلاق استراتيجية للعمليات الأميركية بسوريا والعراق وأفغانستان.

وقال مسؤولون قطريون إنهم يضعون اللمسات النهائية على خطط لإقامة أماكن سكن جديدة وقاعات للطعام ومساحات للتخزين بحلول 2022، لكي يشعر نحو 10 آلاف أميركي يعيشون هناك "بمزيد من الراحة".

وقال متحدث في الجيش القطري : "الفكرة هي أن تجعلها قاعدة دائمة بدلاً من أن تكون قاعدة للحملات". ورفض المتحدث التعليق على حجم الاستثمار المتوقع.

علامات:
تحميل المزيد