ما حقيقة العرض الروسي لإسرائيل حول تخفيف العقوبات عن إيران مقابل انسحابها من سوريا؟

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن روسيا عرضت تخفيف العقوبات الأميركية على إيران، مقابل انسحاب قواتها من سوريا.

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن ثلاثة أعضاء في الكنيست (البرلمان) قولهم إن نتنياهو قال لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، يوم الإثنين الماضي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018: "عرض الروس تخفيف العقوبات الأميركية على إيران مقابل انسحاب القوات الإيرانية من سوريا".

وكان لقاء نتنياهو مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مغلقاً ولم يسمح للصحافة بحضوره.

روسيا تنفي ما تم تسريبه من إسرائيل

لم يدم الأمر طويلاً في وسائل الإعلام، حتى أعلنت الخارجية الروسية نفيها لما وصفاتها بالمزاعم حول وجود اقتراح روسي لرفع العقوبات جزئياً عن طهران مقابل سحب القوات الإيرانية من سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، للصحافيين، الأربعاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني، إن موسكو لم تقترح على إسرائيل والولايات المتحدة رفع جزء من العقوبات المفروضة على طهران، مقابل سحب الأخيرة قواتها من الأراضي السورية.

وتطالب إسرائيل منذ عدة أشهر بإنهاء ما تسميه "التموضع العسكري الإيراني في سوريا"، فيما أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ عشرات الهجمات الجوية على أهداف إيرانية في سوريا.

وقالت القناة الإسرائيلية: "حتى يومنا هذا، حاول الروس كبح النشاط الإيراني في سوريا والتوصل إلى تفاهمات مع الإيرانيين حول المناطق التي سيسحبون منها قواتهم، ومن ناحية أخرى، قال الروس بانتظام إن الوجود الإيراني في سوريا مشروع".

وفي حال كانت هذه التسريبات صحيحة، فإنها المرة الأولى التي يقدم فيها الروس اقتراحاً للإقصاء التام للإيرانيين من سوريا، وربطه بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران في ضوء انسحاب حكومة ترامب من الاتفاقية النووية.

متى جرى الحديث عن هذه الفكرة؟

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن خلال الأشهر الماضية تجديد العقوبات على إيران، بعد إعلانه الانسحاب من الاتفاقية الدولية مع إيران.

والتقى نتنياهو في العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولكن المحطة الإسرائيلية قالت: "ليس من الواضح ما إذا كان الاقتراح الروسي قد نقل إلى إسرائيل في محادثة بين نتنياهو وبوتين في باريس الأسبوع الماضي، ومع ذلك تشير ملاحظاته إلى أن هناك احتمالاً كبيراً بأن هذا هو ما جرى فعلاً".

وقال نتنياهو في الاجتماع: "إن روسيا وحدها لا تستطيع إزالة القوات الإيرانية من سوريا، وتحتاج إلى التعاون مع الدول الأخرى من أجل إيجاد حل للقضية".

ونقلت القناة الاسرائيلية عن نتنياهو قوله في اللقاء مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية إن روسيا والولايات المتحدة "تتفاوضان حالياً على طرق للحد من نفوذ إيران في سوريا، بما في ذلك فكرة التوصّل إلى اتفاق لتخفيف العقوبات مقابل مغادرة الإيرانيين لسوريا".

وقالت: "لاحظ نتنياهو أن لقاءً أخيراً بين الأميركيين والروس قد جرى في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني في فيينا، بين المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري وكبار المسؤولين الروس".

وأضافت: "في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أي قبل 3 أيام من الاجتماع في فيينا، عقد نتنياهو مع جيفري محادثة طويلة في إسرائيل وناقش معه الاتصالات الأميركية -الروسية حول هذا الموضوع".

وتابعت القناة الإسرائيلية: "خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن طلب أعضاء الكنيست من نتنياهو التوضيح ما إذا كانت إسرائيل قد أعربت عن رأيها بشأن الاقتراح الروسي، فرد بأنه في هذه المرحلة هذه ليست سوى فكرة لم يتم بعد تحديد أي موقف منها".

ونقلت القناة الإسرائيلية عن السفارة الروسية في تل أبيب رفضها التعليق على هذه المعلومات.

وقالت السفارة الروسية للمحطة الإسرائيلية: "نحن مستمرون في المفاوضات مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى من أجل الترويج لحل سياسي في سوريا، نحن لا نفصل محتوى هذه المحادثات الدبلوماسية".