وفد نيابي أردني يزور دمشق بمباركة من القصر الملكي.. أكد على انتصار النظام، والأسد يبعث برسالة للملك

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/20 الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/20 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش

في رسالة شفهية حملها وفد برلماني أردني، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد لملك الأردن عبدالله الثاني، أمس الإثنين 19 نوفمبر/تشرين الثاني، إنه ينظر للأمام في العلاقة وليس للخلف، بحسب ما أكد ذلك النائب الأردني عبد الكريم الدغمي لوكالة "عمّون" الأردنية.

جاء ذلك خلال زيارة توجه بها وفد نيابي أردني إلى دمشق تعتبر الأولى من نوعها، منذ اندلاع الأزمة في سورية قبل نحو 7 سنوات. حيث ضم الوفد وجوهاً نيابية بارزة بعضهم محسوب على التيار اليساري أو العروبي، كما أن بعضهم الآخر رؤساء لجان نيابية، ليلتقوا بالأسد في اليوم الأول من الزيارة.

وكبادرة حسن نية، وبحسب الوفد الأردني، فقد وعد الأسد بالإفراج عن بعض الأردنيين الموقوفين في سوريا، خصوصاً أولئك الذين تم اعتقالهم بعيد فتح المعابر بين البلدين، ودخول آلاف الأردنيين لسوريا.
كما أن الوفد الأردني وبالمقابل أكد أن "انتصار سوريا في هذه الحرب كان انتصاراً لجميع الدول العربية في وجه المشاريع الغربية التي تستهدف ضرب استقرارها وتفتيتها خدمة لأمن إسرائيل"، بحسب ما قاله نواب للوكالة الأردنية.

زيارة بمباركة من القصر الملكي

ويؤكد نواب أردنيون على اطلاع بترتيبات هذه الزيارة، أنها تمت بمباركة رسمية وفي سياق حالة من الانفراج المتبادل تشهدها علاقات البلدين منذ عودة الهدوء للجنوب السوري، وفتح المعابر مؤخراً.

حيث شهدت الأشهر القليلة الماضية اتصالات أمنية وسياسية مكثفة بين الطرفين، أفضت لتوقيع اتفاقية فتح الحدود، واستئناف حركة المسافرين ونقل البضائع بين الجانبين، ثم تلتها زيارات متبادلة لوفود تجارية وزراعية، وحركة سياحة أردنية نشطة باتجاه دمشق.

وبحسب الكاتب الأردني فهد الخيطان، والذي يعتبر "كاتب القصر الملكي"، فإن "خلف الكواليس ثمة إشارات إيجابية على المستوى السياسي بين البلدين"، مؤكداً أن "الأردن يدعم جهود الانفتاح العربي على دمشق، ولا يرى بديلاً عن حضور عربي في المشهد السوري لتمكين السوريين من تحقيق طموحهم بالاستقرار والاتفاق على خطوات موحدة لطي صفحة الأزمة بما يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً، ويضمن حق شعبها بالاختيار الحر لمستقبله السياسي"، على حد وصفه.

ويؤكد الخيطان أن "الأردن ترى أنه من الضروري عودة سوريا لجامعة الدول العربية، لأنه أمر حيوي لكل الأطراف"، مشيراً إلى أن "الدبلوماسية النيابية هي مدخل مناسب لاستئناف العلاقات على مختلف المستويات، مثلها مثل الدبلوماسية الاقتصادية التي دشنت المعابر بين البلدين".

ولمّح الكاتب الأردني المقرب من القصر الملكي، إلى أنه في "مقابل زيارة النواب الأردنيين لدمشق يمكن التفكير بزيارة مماثلة لوفد نيابي سوري لعمان لاستكمال خطوات تصويب العلاقة".

علاقة متذبذبة بين النظامين

يذكر أن العلاقة بين النظامين خلال 7 سنوات من انطلاقة الثورة السورية، مرّت بمنعطفات حادة، دفعت عمّان للإبقاء على علاقة فاترة على أقل تقدير مع دمشق، وإمساك العصا من المنتصف، فلم يصرح الأردن الرسمي بشكل مباشر بأنه في صف المعارضة ضد النظام السوري، كما أنه لم يعلن وقوفه مع نظام بشار الأسد.

إلا أن بعض الشخصيات الأردنية اليسارية المقربة من النظام السوري، كانت كثيراً ما تغادر عمّان إلى دمشق خلال السنوات الماضية لتلتقي الأسد، حيث كانت هذه الوفود تلمح إلى أن القيادة السورية اشترطت لإعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وعمّان، موقفاً أردنياً واضحاً ضد المعارضة السورية وفصائلها، حيث نقلت تلك الشخصيات عن الأسد، حرص دمشق على عودة العلاقات مع عمان كما كانت في السابق.

ويرى خبراء أردنيون أن عودة فتح المعابر بين البلدين   ستؤدي لخفض تكلفة التجارة والنقل البري بين البلدين، إذ بلغ حجم التجارة بين البلدين قبل عام 2011  نحو مليار دولار سنوياً.

وتأمل الأردن المشاركة بفاعلية في إعادة إعمار سوريا بما يعود عليها بالمليارات، كما أنها تأمل عودة نحو 700 ألف سوري مسجلين كلاجئين بالأردن، منذ نحو 7 سنوات.

علامات:
تحميل المزيد