قال الرئيس دونالد ترامب إن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي "فظيعة ولا تغتفر"، وأضاف ترامب في بيان للبيت الأبيض، مساء الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أنه بعد إجراء بحث مستقل "أصبح لدينا الكثير من التفاصيل عن جريمة قتل جمال خاشقجي" .
وأوضح الرئيس الأميركي أن أجهزة المخابرات الأميركية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل خاشقجي، وقد يكون من الوارد جداً أن "ولي العهد السعودي كان لديه علم بهذا الحادث المأساوي، وربما لا".
وأشار الرئيس دونالد ترامب إلى أنه من المحتمل ألا نتمكن أبداً من معرفة جميع الحقائق المرتبطة بجريمة قتل خاشقجي.
وأضاف أن الملك سلمان وولي العهد "ينكران بشدة أي معرفة بالتخطيط أو تنفيذ جريمة قتل السيد خاشقجي".
علاقة أميركا هي مع المملكة العربية السعودية
وأكد دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم أن تظل شريكاً راسخاً للسعودية، لضمان مصالح أميركا وإسرائيل والشركاء الإقليميين، مضيفاً أن إلغاء أميركا العقود الدفاعية مع السعودية سيفيد روسيا والصين.
وأكد ان السعودية تقدم مساعدة حاسمة للمساعي الأميركية لاحتواء الطموحات الإيرانية، فضلاً عن الالتزام بـ 450 مليار دولار من عقود الأسلحة الأميركية والاستثمارات الأخرى.
كما انها تساعد في بقاء أسعار النفط منخفضة، كما قال ترامب.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي إن الكونغرس "حر" في "الذهاب في اتجاه مختلف" بشأن السعودية زارتباطها بقضية جريمقة قتل جمال خاشقجي "لكنه سيدرس فقط الأفكار التي تتسق مع الأمن الأميركي".
وشدد على أن "علاقة أميركا هي مع المملكة العربية السعودية".
الرئيس دونالد ترامب أمام معضلة جديدة
وضعت جريمة قتل جمال خاشقجي، الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب أمام معضلة جديدة، بعد استخلاص أجهزة الاستخبارات أن ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان أصدر أمر القتل.
وأصبح على ترامب أن يقرر اعتماد هذا الاستنتاج، أو الاستمرار في تجنيب ولي العهد السعودي أي مسؤولية جريمة قتل جمال خاشقجي .
وتوقعت مصادر سياسية حالية وسابقة في واشنطن لصحيفة The Washington Post الأميركية، أن يتم تجاوز هذه الأزمة بضمان المصالح المشتركة والروابط الأساسية بين البلدين.
وقال مسؤول استخبارات أميركي سابق، رفض الكشف عن هُويته بسبب حساسية المسألة، إن الإدارة لو أقدمت على اتخاذ "إجراء جاد" ضد السعوديين، فإنَّ الرياض "ستشعر بحاجة للرد بطريقة ما، وبطريقة لا تؤدي إلى التصعيد.
فربما لن يكونوا داعمين بنفس القدر القائم الآن في سوق النفط، أو ربما يقومون بصفقة أسلحة كبرى من الروس أو الصينيين… ويمكننا أن نتقبل ذلك".
وقال المسؤول السابق إنَّ العلاقات الاستخباراتية بين البلدين سوف تصمد كذلك في وجه الضغط. وأضاف: "ما يحدث في كل حالة تقريباً يمكنني تذكُّرها، حين تمر علاقة سياسية بفترة مضطربة، هو أنَّ العلاقة الاستخباراتية تظل سالمةً… إنَّها بالغة الأهمية لكلا البلدين".
في ظل انقسام الإدارة الأميركية بشأن التعامل مع جريمة قتل جمال خاشقجي
وقبل ساعات من الكلمة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن استنتاجات CIA، يبدو البيت الأبيض منقسماً، حيث التزم كوشنر الصمت حيال القضية وحيال صديقه الأمير، كما استقالت مديرة قسم الشؤون الخليجية في البيت الأبيض كيرستن فونتنروز، بعد أن طالبت باتخاذ موقف قوي في جريمة قتل جمال خاشقجي .
وقد امتنع ترامب عن توجيه أي شبهة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ قتل الصحافي السعودي الذي كان ينشر مقالات منتقدة للرياض في صحيفة "واشنطن بوست" وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 تشرين الأول/أكتوبر.
لكن واشنطن فرضت عقوبات على 17 سعودياً يشتبه بضلوعهم في القضية، بينهم مسؤولان مقربان من ولي العهد.