قتلة خاشقجي جمّدوا دمه قبل تقطيعه.. صحيفة تركية تكشف استخدامهم مادة كي لا يُحدثوا فوضى في مكان الجريمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/18 الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/18 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش

جلب فريق اغتيال الصحافي جمال خاشقجي الأدوات كافة للتخلص منه، ومن بينها مادة خاصة بتخثير الدم، بحيث تجعله لا يسيل على أرضية تنفيذ الجريمة في أثناء تقطيع الجثة، حسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية لتجنب إحداث فوضى مكان الجريمة.

وقالت صحيفتا "حرييت" و"يني شفق" التركيتان، إن فريق الاغتيال حقنوا خاشقجي بدواء مخثِّر للدم، بعد ذلك قاموا بتقطيعه ونقله في حقائب إلى منزل القنصل السعودي بإسطنبول القريب من القنصلية، وهناك تم تذويب جثته في الأحماض. وبعد أن أصبحت سائلاً، تم صبها في مجرى الصرف الصحي.

وتُعرف عملية تجلط الدم أو تخثّر الدم بأنها إحدى العمليات المعقدة التي يقوم بها الجسم كردّ فعلٍ طبيعي لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدموية لجرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دموية لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها.

وهناك أنواع عدة من مخثرات الدم، التي تسمى "مركزات عوامل التخثر-Clotting Factor Concentrates"، والتي يمكن أن يكون فريق اغتيال خاشقجي قد حقنها في جسمه، حسب موقع "الجزيرة.نت"، ومنها:العامل الثامن، عامل "فون ويل براند"، العامل التاسع، عامل تجاوز العامل المثبط 8 (FEIBA-NF)، العامل الـ13، العامل الـ11، مركز الفيبرينوجين.

وتُحقَن هذه المواد في الوريد ضمن تركيز معين وبطريقة معينة وكمية محددة، وفقاً لحالة كل مريض، إذ إن عملية تخثر الدم تتم عبر عدة مراحل، ويجب أن يعوض الدواء النقص في المرحلة المعينة الناقصة من تخثر الدم لدى المريض.  

وحتى يبدأ مخثِّر الدم عمله ويصل إلى الدورة الدموية كاملة لدى خاشقجي، يجب أن يكون القلب ما زال ينبض ويضخ الدم، بما يضمن سريان المادة المخثرة في الدم بالكامل.

أما إذا حُقن خاشقجي بالمخثِّر بعد قتله، فإنَّ توقُّف القلب عن النبض يعني توقف الدورة الدموية؛ ومن ثم لا يمكن أن تنتشر مادة المخثر.

آخر ما قاله خاشقجي

وكان رئيس قسم التحقيقات في جريدة "صباح" التركية قال إن التسجيلات الصوتية التي تملكها بلاده تشير إلى كيفية التخلص من خاشقجي الذي استجدى قاتليه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخير وكان يقول"أنا أختنق أبعِدوا هذا الكيس عن رأسي؛ أنا أعاني من فوبيا الاختناق".

وقدِم فريق مكون من 15 شخصاً من السعودية إلى إسطنبول، للتخلص من الصحافي خاشقجي، الذي كتب في صحيفة "واشنطن بوست"، وعلّق على قنوات تلفزيونية منتقداً سياسات خاطئة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الصحافي في جريدة صباح نظيف كرمان أضاف أن عملية قتل خاشقجي استمرت 7 دقائق حسب التسجيلات الصوتية، موضحاً أن الفريق السعودي الذي قتل خاشقجي وضع أكياساً على أرضية الغرفة، لمنع تسرب الدماء إليها في أثناء عملية تقطيع الجثة.

ومن بين فريق إعدام خاشقجي كان هناك خبير في الطب الشرعي يدعى صلاح الطبيقي، وهو من قام بعملية التقطيع التي استمرت 15 دقيقة؛ ومن ثم وُضعت الجثة المقطعة في 5 حقائب كبيرة ونُقلت إلى سيارة تابعة للقنصلية السعودية.

وحسب الصحافي التركي، فإن فريق الاغتيال جلب معه آلات وأدوات من السعودية. ووعد بأن تنشر الصحيفة التي يعمل فيها، صور للأدوات التي أدخلها فريق الاغتيال إلى تركيا، إلى جانب تفاصيل التسجيلات الصوتية التي توثق لحظات مقتل خاشقجي.

الجثة ذوبت وعندما أصبحت سائلات سكبوها في الصرف الصحي

وذكرت صحيفة صباح  أن قتلة الصحافي جمال خاشقجي تخلَّصوا من جثته عبر رميها في أنابيب شبكة الصرف الصحي، بعد تذويبها في مادة الحمض.

وكتبت الصحيفة الموالية للحكومة التركية من دون ذكر مصادر، أن فحص العينات التي أُخذت من مياه الصرف الصحي سمح بالكشف عن آثار مادة الحمض.

وتابعت أن المحققين يعتبرون أن جثة الصحافي المعارض للسلطات السعودية تم تذويبها في الحمض، وعند الحصول على مادة سائلة بما فيه الكفاية سكبها منفذو الجريمة في أنابيب الصرف الصحي.

وقُتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث ذهب لإتمام معاملات إدارية، على أيدي سعوديين.

وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، التي كان يكتب خاشقجي فيها مقالات رأي، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنَّ الأمر بقتل الصحافي صدر من "أعلى المستويات في الحكومة السعودية"، مشدِّداً في الوقت نفسه على أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز فوق أي شبهة في هذه الجريمة.

ولم تتوقف الصحافة التركية القريبة من السلطات ومسؤولون أتراك، من دون الكشف عن أسمائهم، عن اتهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط في قتل الصحافي.

تحميل المزيد