4 وزراء بينهم ليبرمان يرفضون الهدنة ويعتبرونها نصراً لحماس.. وإسرائيليون يحتجون ويتهمون نتنياهو بالاستسلام للفصائل الفلسطينية

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/14 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/14 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش
وزراء إسرائيليون يرفضون موافقة نتنياهو على الهدنة مع حماس/ رويترز

وافق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي "الكابينت" ، مساء أمس الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس في قرار أعلن عدد من وزراء الحكومة في وقت لاحق عن معارضتهم له.

ولاقى القرار انتقادات من بعض قادة المعارضة، الذين وصفوه بالاستسلام بعد يومين من العنف الذي شهد إطلاق أكثر من 400 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه جنوب إسرائيل.

وذكرت أخبار القناة 10 أن أربعة على الأقل من الوزراء الذين حضروا جلسة الكابينت اعترضوا على القرار، الذي تم اتخاذه -بحسب التقرير- من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من دون التصويت عليه.

لكن وزير الإسكان يوآف غالانت، الذي حضر الاجتماع، قال إن الوزراء جميعهم وافقوا على القرار، الذي لخَّصه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولم يتم طرحه للتصويت عليه.

حماس رحَّبت بالقرار

ولاقى اتفاق وقف إطلاق النار ترحيباً من حركة حماس الحاكمة لغزة، التي وصفته بالنصر باعتباره فُرض ظاهرياً على إسرائيل بشروط الحركة. وتوقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل عصر الثلاثاء، بعد يومين من الهجمات الصاروخية.

وذكرت القناة 10 أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ووزيرة العدل أييليت شاكيد، ووزير حماية البيئة زئيف إلكين، ووزير التربية والتعليم نفتالي بينيت، طرحوا رداً بديلاً، لكن الوزراء الآخرين رفضوه.

وزير لم يذكر اسمه حضر الاجتماع الذي استمر 7 ساعات يوم الثلاثاء قال للقناة 10 إنه لم يتم إجراء تصويت لتحديد الخطوات التالية.

وقال المصدر إنه كانت هناك عدة خلافات بين وزراء الكابينت، بعضها كان محور نقاش "لعدد من الساعات". لكن المصدر رفض التعليق على مضمون هذه الخلافات.

وفي ختام الجلسة، أصدر الكابينت الأمني بياناً جاء فيه أن "الكابينت الأمني ناقش الأحداث في الجنوب. لقد حصل الكابينت على إحاطات من مسؤولين عسكريين ودفاعيين حول ضربات الجيش الإسرائيلي والعمليات واسعة النطاق ضد أهداف إرهابية في غزة. أوعز الكابينت إلى جيش الدفاع الإسرائيلي بمواصلة ضرباته حسب الضرورة".

وساطة مصرية

في وقت سابق من عصر أمس أعلنت حرك حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة قبولها باتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بوساطة مصرية. ولم تُعرف تفاصيل الاتفاق بعد، ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل، لكن مسؤولاً دبلوماسياً إسرائيلياً رفيع المستوى أكد كما يبدو الهدنة المزعومة.

وقال المسؤول، لموقع Times OF Israel، شريطة عدم الكشف عن اسمه: "تحتفظ إسرائيل بحقها في التصرف. لقد جاءت الطلبات من حماس بوقف إطلاق النار عبر أربعة وسطاء مختلفين. إسرائيل ردت أن الأحداث على الأرض ستقرر ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ".

وذكرت شبكة "حداشوت" الإخبارية التلفزيونية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حضَّ إسرائيل من وراء الكواليس على القبول باتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقاً للجيش، تم إطلاق أكثر من 460 صاروخاً وقذيفة هاون باتجاه جنوب إسرائيل على مدار 25 ساعة يومي الإثنين والثلاثاء، اعترضت منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية" أكثر من 100 منها. معظم البقية سقط في مناطق مفتوحة، لكن العشرات منها سقطت داخل المدن والبلدات الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل شخص واحد، وإصابة عشرات آخرين، وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات.

ورداً على الهجمات الصاروخية، أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافة لنحو 160 موقعاً تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، من بينها أربع منشآت قال الجيش إنها "أصول استراتيجية رئيسية".

ومع ظهور الأنباء عن اتفاق وقف إطلاق النار، أصدر مكتب ليبرمان بياناً قال فيه إن أي ادعاءات بأنه أيد إنهاء الهجوم الإسرائيلي هي "فيك نيوز (أخبار مزيفة). إن موقف وزير الدفاع ثابت ولم يتغير".

وبالمثل، قال مكتب بينيت إن التقارير التي تحدثت عن تأييده لوقف الضربات "كلها كذب" وإن الوزير "عرض موقفه الحازم للكابينت الذي أعرب عنه في الأشهر الأخيرة وخطته لغزة".

  رئيس حزب "يش عتيد" المعارض، يائير لابيد، قال إن "حماس بدأت الجولة الحالية من القتال عندما أرادت ذلك، وأدارته كما أردت والآن أنهته كما يبدو عندما أرادت ذلك"، وأضاف أن نتنياهو "جمع الكابينت لسبع ساعات وقرر في نهاية المطاف التخلي عن سكان الجنوب والتخلي عن قوة الردع الإسرائيلية".

عضو الكنيست عوفر شيلح (يش عتيد) قال إن نتنياهو "جبان في الحرب وجبان في الدبلوماسية" والإسرائيليون "يدفعون الثمن".

عشرات المواطنين الإسرائيليين يرفضون الهدنة

بينما احتفل كثير من الفلسطينيين بالشوارع، كان رد الفعل في إسرائيل متبايناً. وأحرق عشرات من سكان القرى الجنوبية التي تعرضت للقصف في إسرائيل تقاطعاً مرورياً وإطارات السيارات احتجاجاً على ما اعتبروه استسلاماً من جانب الحكومة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس المهيمنة في غزة وفصائل مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 400 صاروخ أو قذيفة مورتر عبر الحدود بعد تنفيذ هجوم مفاجئ بصاروخ موجه على حافلة أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي.

وقالت حماس إنها كانت ترد على توغل إسرائيلي فاشل في غزة أسفر عن مقتل أحد قادتها و6 مسلحين يوم الأحد. وقُتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل كذلك في العملية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعترضت أكثر من 100 صاروخ وقذيفة.

وردت إسرائيل بعشرات الضربات الجوية على مبان في غزة من بينها مجمع للاستخبارات تابع لحماس ومبنى تلفزيون الأقصى الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة من الجيش الإسرائيلي بإخلائه.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أجهز في هجمات جوية، أمس الثلاثاء، على فرقة لإطلاق الصواريخ، كما أطلق النار على عدد من المتسللين الفلسطينيين عبر السياج الحدودي المحيط بغزة.

تحميل المزيد