لأول مرة منذ 40 عاماً.. جعجع وفرنجية يتصافحان، اللقاء طوى تاريخاً دامياً بين الزعيمين اللبنانيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/14 الساعة 19:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/14 الساعة 19:15 بتوقيت غرينتش

بعد خصومة استمرت نحو 40 عاماً، التقى الزعيمان اللبنانيان المسيحيان سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية؛ وسليمان فرنجية رئيس تيار المردة، الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في مقر البطريركية المارونية قرب بيروت، لطي صفحة دامية من الحرب الأهلية التي باعدت بين حزبيهما.

ويتهم فرنجية، جعجع بالمشاركة مع عناصر من ميليشيا حزب الكتائب اللبنانية، الذي كان حينها مسؤولاً في صفوفها، بقتل أفراد من عائلته عام 1978، الأمر الذي خلف عداوة متجذرة بين الرجلين، فاقمها الخلاف في التوجهات السياسية على مدى عقود.

والتقى الزعيمان المارونيان، الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في بكركي شمال بيروت، بحضور البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي قال في كلمة مقتضبة: "اليوم مع القطبين الحاضرين، نؤكد المصالحة، حتى نواصل الطريق معاً ونسير إلى الأمام" واصفاً اجتماعهما بـ"اللقاء التاريخي العظيم".

وأكد الطرفان، في وثيقة مشتركة تمت تلاوتها إثر اللقاء، "إرادتهما المشتركة في طي صفحة الماضي الأليم، والتوجه الى أفق جديد في العلاقات على المستوى الإانساني والاجتماعي والسياسي والوطني".

وتعد هذه آخر حلقة من حلقات المصالحة بين الزعماء الموارنة في لبنان، الذين خاضوا اقتتالاً دموياً بينهم خلال سنوات الحرب الأهلية (1975-1990).

ويتحدر الرجلان من المنطقة ذاتها في شمال لبنان، والتي تعد الخزان البشري لمناصري حزبيهما. ودفعا معاً ثمن الحرب الأهلية.

ثأر قديم

ويتهم فرنجية، جعجع بالمشاركة في قتل والده طوني ووالدته فيرا وشقيقته جيهان (3 سنوات)، وعدد كبير من أنصاره، فيما عُرف بـ"مجزرة اهدن" في عام 1978. وكان جعجع مشاركاً في العملية العسكرية في ذلك الحين، لكنه أصيب، بحسب ما يقوله حزبه، قبل الوصول إلى منزل فرنجية، ونٌقل إلى المستشفى.

بعد مقتل عائلته، تحمَّل فرنجية مسؤوليات عائلية وسياسية مبكرة. وبدأ نشاطه السياسي وكان لا يزال في مطلع العشرينيات، مستنداً الى إرث جده، الذي انتُخب رئيساً للبلاد بين 1970 و1976، وكان يُعد أحد أبرز الزعامات المسيحية في لبنان.

ويُعرف عن فرنجية -ولحزبه كتلة من 3 نواب في البرلمان اللبناني– انتماؤه إلى الدائرة الضيقة المحيطة بعائلة الأسد في سوريا، ولطالما افتخر بأنه صديق بشار الأسد.

أما جعجع، فهو الزعيم الوحيد الذي دفع ثمن مشاركته في الحرب سجناً لمدة 11 عاماً، بتهم تنفيذ حزبه اغتيالات وتفجيرات. وخرج من السجن في عام 2005 بموجب عفو عام صدر عن المجلس النيابي، إثر انتخابات نيابية أعقبت انسحاب القوات السورية من لبنان، وأوصلت أكثرية مناهضة لسوريا إلى البرلمان. 

ويؤكد "القوات اللبنانية"، وله حالياً كتلة برلمانية تضم 16 نائباً، أن سجن جعجع حصل بدافع سياسي وبدفع من النظام السوري، التي كان -ولا يزال- من أشد خصومه السياسيين. 

وعلى هامش لقاء بكركي، أوضح الوزير السابق يوسف سعادة، عن حزب المردة، أن المصالحة تأتي بعد سلسلة "حوارات صريحة".

وقالت النائبة ستريدا جعجع، زوجة رئيس حزب القوات، إن "هذه المصالحة وإن كانت تطول فئة معينة، فإنها تعطي أملاً للبنانيين".

علامات:
تحميل المزيد