استراحة محارب أم هدنة طويلة؟ الهدوء يعود لغزة باتفاق رعته مصر، وحماس «تعلن النصر» في  أعنف تبادل للقصف منذ حرب 2014

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/14 الساعة 05:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/14 الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش
وثائق إسرائيلية تبين حجم الإحباط في صفوف الجيش خلال حرب غزة 2014/ رويترز

توقف إطلاق النار بين الفصائل المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل، مساء الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد وساطة مصرية؛ ليعم الهدوء النسبي حدود غزة بعد أعنف تبادل للقصف منذ حرب عام 2014.

غير أن الخصمين أوضحا أن توقف القتال ما هو إلا استراحة محارب وليس ترتيباً طويل الأجل.

وهدأ القتال أمس في الساعة الخامسة مساء (1500 بتوقيت غرينتش). وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات إن فصائل غزة أوقفت إطلاق النار في إطار اتفاق اقترحته مصر. وأكد مسؤولون إسرائيليون مشاركة القاهرة في الترتيب الذي تم التوصل إليه الثلاثاء.

وذكرت الفصائل المسلحة أنه منذ الإثنين قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 7 فلسطينيين، 5 منهم على الأقل نشطاء.

وقتلت الهجمات الصاروخية من غزة رجلاً فلسطينياً من سكان الضفة الغربية المحتلة، كان يعيش في شقة بإسرائيل حيث كان يعمل.

ووابل الصواريخ هو الأكبر منذ حرب غزة عام 2014 التي كانت الثالثة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال عشر سنوات.

حماس تعلن النصر في هذه الجولة

قالت القيادة المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، في بيان الثلاثاء، إنها ستلتزم بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر "طالما التزم به العدو الصهيوني".

وأعلنت حماس النصر في هذه الجولة،  وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة، إن الفصائل "لقنت الاحتلال درساً قاسياً ودفّعته ثمن جرائمه، وأربكت قياداته وأجبرتهم على التراجع".

وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوفال شتاينتز بعد اجتماع لمجلس الوزراء استمر عدة ساعات إنه لا علم له بهدنة رسمية.

وأضاف لتلفزيون (واي نت) على الإنترنت: "الجيش الإسرائيلي وجه ضربة قاسية وغير مسبوقة لحماس والجماعات الإرهابية في غزة، وسنرى إن كان هذا يكفي أم أن الأمر يتطلب المزيد من الضربات".

وبينما احتفل كثير من الفلسطينيين بالشوارع، كان رد الفعل في إسرائيل متبايناً. وأحرق عشرات من سكان القرى الجنوبية التي تعرضت للقصف في إسرائيل تقاطعاً مرورياً وأحرقوا إطارات السيارات احتجاجاً على ما اعتبروه استسلاماً من جانب الحكومة.

مستوطنون يحتجون على قرار حكومتهم وقف إطلاق النار مع غزة/ رويترز
مستوطنون يحتجون على قرار حكومتهم وقف إطلاق النار مع غزة/ رويترز

وقال الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس المهيمنة في غزة وفصائل مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 400 صاروخ أو قذيفة مورتر عبر الحدود بعد تنفيذ هجوم مفاجئ بصاروخ موجه على حافلة أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي.

وقالت حماس إنها كانت ترد على توغل إسرائيلي فاشل في غزة أسفر عن مقتل أحد قادتها وستة مسلحين يوم الأحد. وقُتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل كذلك في العملية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعترضت أكثر من مئة صاروخ وقذيفة.

وردت إسرائيل بعشرات الضربات الجوية على مبان في غزة من بينها مجمع للاستخبارات تابع لحماس ومبنى تلفزيون الأقصى الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة من الجيش الإسرائيلي بإخلائه.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أجهز في هجمات جوية الثلاثاء على فرقة لإطلاق الصواريخ، كما أطلق النار على عدد من المتسللين الفلسطينيين عبر السياج الحدودي المحيط بغزة.

عنف أسبوعي على الحدود

وتندلع مواجهات من حين لآخر على الحدود منذ أن بدأ الفلسطينيون احتجاجات أسبوعية في 30 مارس/آذار للمطالبة بحق العودة إلى أراض فقدوها في حرب عام 1948. وقتل أكثر من 220 فلسطينياً بنيران إسرائيلية منذ بدء الاحتجاجات التي شملت اختراقات للسياج الحدودي مع إسرائيل.

وفي غزة سوت القذائف الإسرائيلية 7 مبان متعددة الطوابق بالأرض أغلبها في مدينة غزة ومنها محطة التلفزيون. وقال شهود إن صواريخ تحذيرية تحمل رؤوسا حربية صغيرة أطلقت أولاً.

وقال عبد الله أبو حبوش (22 عاماً) إن صيحات الجيران أيقظته من نومه وإنه خرج من المبنى الذي يقطنه بعد أن أطلقت إسرائيل ما تسميه تحذير "الطرق على السطح".

وقال أبو حبوش: "تجمعنا أكثر من 50 شخصاً في غرفة واحدة. كبار السن الذين كانوا معنا فقدوا وعيهم بسبب الدخان… الصاروخ من طائرة إف-16 دمر المبنى بالكامل". وأضاف أنه ليس لديه أدنى فكرة عن سبب قصف المبنى.

وقالت إسرائيل إن كل المباني التي استهدفها جيشها استخدمتها حماس.

وخاضت حماس، التي يصنفها الغرب منظمة إرهابية، وإسرائيل 3 حروب منذ أن سيطرت الحركة الإسلامية على غزة في عام 2007 أي بعد عامين من سحب إسرائيل مستوطنيها وجنودها من القطاع.

 

تحميل المزيد