قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقال من منصبه، الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وذلك بعد يوم واحد على إعلان وقف إطلاق النار، بين الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، وإسرائيل.
وقال ليبرمان للصحافيين "ما حدث بالأمس من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب".
وأضاف "ما نفعله الآن كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمناً ونتكبد ضررا بالغاً" على مستوى الأمن القومي.
وهاجم ليبرمان في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في مدينة القدس الغربية، الحكومة، لموافقتها على قرار وقف إطلاق النار، أمس الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، والسماح بإدخال أموال من دولة قطر إلى القطاع الأسبوع الماضي.
وقال ليبرمان: "من ناحيتي، فإن هناك نقطتين لم يكن بالإمكان الصمت عليهما، أولاً إدخال 15 مليون دولار في حقائب إلى قطاع غزة، من أجل تمويل الأشخاص الذين يمارسون الأرهاب ضدَّنا، ووقف إطلاق النار مع حماس".
وأضاف: "من ناحية نقوم بتمرير قوانين في الكنيست من أجل منع تمويل العائلات الإرهابية، ومن ناحية أخرى نقوم بتقديم المال للعائلات التي تمارس الإرهاب ضدنا على الحدود في غزة".
وهاجم ليبرمان وقف إطلاق النار بغزة، وقال: "وقف إطلاق النار مع (حركة) حماس، استسلام للإرهاب (…)، من وجهة نظري لا يمكن الصمت على إطلاق 500 صاروخ باتجاه إسرائيل".
وقال مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه في حال استقالة ليبرمان من منصبه، وزيراً للدفاع، فإن الكنيست سيُحل قريباً.
وقف إطلاق النار يُغضب الإسرائيليين.. ونتنياهو يدافع
ومساء الثلاثاء، أعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بوساطة مصرية، بعد يومين من التصعيد، فيما أعلنت تل أبيب موافقتها على التهدئة في قطاع غزة، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للخروج والدفاع عن القرار.
وقال نتنياهو، إن "القيادة الحقيقية تفعل الشيء الصائب، حتى لو كان صعباً".
وأضاف نتنياهو، خلال مراسم لذكرى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق دافيد بن غوريون في النقب ( جنوب): "القيادة لا تفعل الشيء السهل".
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" عن نتنياهو إضافته أن "(حركة) حماس توسلَّت لوقف إطلاق النار وهم يعرفون جيداً لماذا".
وأشار نتنياهو إلى أنه "منتبه لاحتجاجات السكان الإسرائيليين في جنوب إسرائيل"، مستدركاً: "لكن مع قادة الأمن أرى الصورة العامة لأمن إسرائيل".
ولقي قرار وقف إطلاق النار مع غزة انتقادات من بعض قادة المعارضة الإسرائيليين، الذين وصفوه بالاستسلام، بعد يومين من جولة تصعيد شهدت إطلاق أكثر من 400 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه جنوب إسرائيل.
وذكرت أخبار القناة 10 أن 4 على الأقل من الوزراء الذين حضروا جلسة الكابينت اعترضوا على القرار، الذي تم اتخاذه -بحسب التقرير- من قِبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من دون التصويت عليه.
ما الذي يريده ليبرمان؟
ولمَّحت الصحيفة إلى وجود تخوّف لدى أصدقاء ليبرمان بحزب "الليكود" من احتمالية انسحاب حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه ليبرمان من الائتلاف الحكومي، بسبب الخلاف على طبيعة الرد الإسرائيلي في غزة، والإخفاق في التوصل إلى اتفاق حول تجنيد المتدينين في الجيش.
وكان ليبرمان قد دعا مراراً في الأسابيع الماضية إلى توجيه ضربة قوية ضد حركة "حماس"، من أجل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
لكن وزير الدفاع اليميني قال في تصريحات خلال الأسابيع الأخيرة، إنه الوحيد الذي يتبنى ذلك الموقف في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).
كما تعرّض وزير الدفاع إلى سلسلة انتقادات من وزير التعليم زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت، حول ما سمّاه "فشل ليبرمان في تحقيق الأمن في غزة".
ونقلت "هآرتس" عن مقربين من ليبرمان "أنه يعني الإعلان عن استقالته، وهي خطوة كان يخطط لها منذ فترة بسبب شعوره بأنه لا يقود المؤسسة الأمنية كما يريد".
ويتزعم حزب "الليكود" الائتلاف الحكومي الذي يضم أيضاً "البيت اليهودي" و "شاس" و "كلنا" و "يهودوت هتوراه" إضافة إلى "إسرائيل بيتنا".