أول عملية قامت بها كانت في سوريا وفشلت وأعدم قائدها، وأخرى بمصر.. العالم السري للوحدات الخاصة الإسرائيلية

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/13 الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/13 الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش
Israeli forces stand guard as the Israeli army remove shacks erected by Palestinian activists to protest against Israel's plan to demolish the Palestinian Bedouin village of Khan al-Ahmar, in Khan al-Ahmar, in the occupied West Bank

سلَّطت صحيفة The Time البريطانية، الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، الضوء على وحدات العمليات الخاصة التي أسَّستها إسرائيل لجمع المعلومات والتجسُّس على الدول العربية منذ عام 1948، وقت قيام إسرائيل.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فمنذ سنواتها الأولى سعت إسرائيل إلى بناء قدراتها لجمع المعلومات الاستخباراتية عبر أجهزة التنصّت المرفقة بشبكات الاتصالات الخاصة بجيرانها العرب.

أول عملية كانت في سوريا

غير أن زرع مثل هذه الأجهزة وخدماتها الروتينية، فضلاً عن تغيير البطاريات كانت مهمة خطيرة. كان القبض على فريقٍ من 5 أشخاص أُرسلوا لتغيير بطارية في سوريا في عام 1953، وتعرُّض أفراد الفريق للتعذيب وانتحار أحدهم بمثابة صدمة وطنية.  

وأدى فشلها في سوريا إلى تأسيس وحدات قوات خاصة لديها الخبرة في العمليات بعيدة المدى عبر الحدود، ولم تُكشف خلف خطوط العدو. كان العديد من المجندين الأوائل في وحدة سايرت متكال، وهي وحدة استطلاع إسرائيلية، من اليهود الشرقيين الذين يتحدثون العربية كلغة أم، ويمكنهم الانهماك في التجسُّس في بيئة عربية.

وصف إيهود باراك، أحد ضباط سايرت متكال الذي أصبح لاحقاً رئيساً لوزراء إسرائيل، إحدى العمليات الأولى للوحدة تحت قيادته في عمق الأراضي السورية، في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان "بلادي.. حياتي"، بأنَّها كانت "مهمة تنصُّت". وكتب عن مهمة أخرى قائلاً: "تمثلت الفكرة في التنصت على شبكات الاتصالات في سيناء المصرية أثناء احتلالها من قبل إسرائيل ما بين 1967 حتى 1980. وكان يعني ذلك استخدام أجهزة تنصُّت أقوى وأضخم إلى حدٍّ بعيد"، بحسب الصحيفة البريطانية.

ونُفِّذت المهام الأولى بالأساس في الصحراء أو غيرها من المناطق المفتوحة، وكانت الخبرة الأساسية اللازمة هي القدرة على التنقل لمسافات طويلة ليلاً، والقدرة على الاختباء والتمويه نهاراً، بحسب الصحيفة البريطانية.

وفي العديد من العمليات استُخدِمَت طائرات الهليكوبتر، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العمليات العسكرية بحلول الستينيات. وشارك ضابطٌ آخر مشهور في الوحدة، هو رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في مهمات بعيدة المدى لا تزال معظم تفاصيلها سرية. شملت إحدى مهامه قطع مسافات شاقة لساعات سيراً على الأقدام عبر الثلوج على ارتفاعات شاهقة شمال حدود إسرائيل. وفي مرحلةٍ ما من هذه الرحلة، أُرسِل مَلاَّح درزي للمساعدة في توجيه الفريق إلى الحدود.

وحدة المستعربين

استخدمت إسرائيل عناصر لمكافحة الإرهاب قادرة على القيام بمهام سرية في المناطق العربية، منذ أيام الميليشيات اليهودية قبل قيام الدولة. وأصبحت على مر السنين مهنة عسكرية مكتملة الأركان، وتتمتع بوحدات كاملة مكرَّسة لخدمة عملياتها السرية.

أسَّس إيهود باراك أكبر هذه الوحدات، دوفدفان (الكرز بالعبرية، ومعروفة باسم "المستعربين")، في عام 1986. يجيد عناصرها المخضرمون اللغة العربية ولا يُستخدَمون فقط في غاراتٍ لمرة واحدة بل أيضاً في مهمات استخباراتية طويلة الأجل، ويعيشون في بلدات ومدن عربية لفتراتٍ طويلة.

بعض هذه العناصر هم من اليهود الذين درسوا اللغة والثقافة العربية، والآخرون هم أعضاء من مجتمع الدروز، وهي أقلية تتحدَّث العربية ومُمَثَّلة بشكل كبير في الجيش الإسرائيلي.

تعني طبيعة خدمة هؤلاء الضباط أنَّه في بعض الحالات، حتى لو قُتِلوا في معركةٍ ما، تُحجَب أسماؤهم وصورهم عن العامة. في عام 2005، قُتِل المُقدِّم إيمانويل مورينو من سايرت متكال في غارة على قاعدة لحزب الله في لبنان، ولم تُنشَر صورته قط بسبب المهام التي شارك فيها. حالياً، المُقدِّم "م" الذي قُتِل في غزة ليلة الأحد 11 نوفمبر/تشرين الثاني تحوم حوله سريةٌ أكبر بكثير.

علامات:
تحميل المزيد