واشنطن طالبت بوقف إطلاق النار في اليمن لكن ولي العهد اتخذ قراراً آخر.. Washington post: على ترمب التحرك  أو فليتدخل الكونغرس

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/13 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/13 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي/ رويترز

قالت صحيفة The Washington Post الأميركية، إن إدارة ترمب بدأت منذ أسبوعين أولى خطواتها نحو كبح النظام السعودي الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان بدعوتها إلى وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها السعودية في اليمن وهو الفشل العسكري الذي أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأشارت The Washington Post في افتتاحيتها الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أن الرد السعودي على هذه التصريحات الأميركية، كان هجوماً جديداً مع حلفائها على ميناء الحديدة، والذي يمر عبره 70% من الغذاء والدواء لليمن البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة، نصفهم على شفا الموت جوعاً.

حرب تدور في اليمن بالأسلحة الأميركية

وقالت الصحيفة، إن هجوماً أُوقف على المدينة في وقتٍ سابق من هذا العام تحت ضغطٍ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة. والآن تعود الطائرات السعودية للقصف مجدداً، ربما باستخدام الذخائر التي تزوِّدها بها الولايات المتحدة؛

وفقاً لمنظمة العفو الدولية، وقعت انفجارات يوم الأحد 11 نوفمبر/تشرين الثاني بالقرب من المستشفى الأكثر حيوية في الحديدة. ويوم الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني، اتخذت وزارة الدفاع (البنتاغون) خطوةً أخرى، وهي إنهاء عمليات إعادة التزويد بالوقود للطائرات السعودية التي تقاتل في اليمن. لكن هذا أيضاً لم يوقف الهجوم. وذكرت شبكة BBC أن قتال الشوارع استمر ليوم الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني.

حرب اليمن كانت أول حلقة في سلسلة مغامرات ولي العهد

قالت الصحيفة، إن محمد بن سلمان دشَّنَ حرب اليمن عام 2015، بعد فترة ليست بالطويلة من توليه منصب وزير الدفاع في المملكة السعودية. وكان من المفترض أن تؤدي إلى إلحاق هزيمة سريعة بالمتمردين الحوثيين الذين طردوا الحكومة اليمنية من العاصمة صنعاء.

الصحيفة أضافت، أنه بدلاً من ذلك، تحوَّلَت إلى أزمةٍ سقط فيها أكثر من 16 ألف مدني ما بين قتيل وجريح، معظمهم في غارات جوية شنَّتها السعودية على المدارس والمساجد والأسواق وحفلات الزفاف والجنازات، وفي أغسطس/آب، على حافلة مليئة بالأطفال. ولأن أحداً لم يعترض على هذه الممارسات، فقد واصل ولي العهد خوض سلسلة من المغامرات الطائشة الأخرى، بلغت ذروتها بقتل الصحافي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

يهمس المدافعون عن محمد بن سلمان بأن رد الفعل العنيف على مقتل خاشقجي كان درساً بليغاً له، وأن سلطته تقلَّصت، وأن مستشاريه المُتشدِّدين قد غادروا وحلَّ محلهم مستشارون أكبر سناً وأرجح عقلاً. ولكن لم تظهر دلائل ذلك في اليمن.

بخلاف ذلك، لايزال نظام الرياض يبصق في وجه أحد المدافعين عنه، وهي إدارة ترمب، التي كانت تحاول حماية ولي العهد. ويوم الأحد 11 نوفمبر/تشرين الثاني، اتصل وزير الخارجية مايك بومبيو بمحمد بن سلمان و"كرَّر دعوات الولايات المتحدة إلى وقف الأعمال العدائية"، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

لكن في الوقت نفسه، وفقاً لافتتاحية The Washington Post، يستمر بومبيو في التظاهر بأن محمد بن سلمان يمكنه "أن يُحمِّل جميع من شاركوا في قتل خاشقجي" المسؤولية كاملة، رغم أن ولي العهد نفسه هو المشتبه به الرئيسي.

أصابت الولايات المتحدة في دعمها لجهود الأمم المتحدة لإطلاق مفاوضات السلام بشأن اليمن بحلول نهاية العام. لكن أصبح من الواضح أن السبيل الوحيد لفرض وقف لإطلاق النار وإنقاذ الملايين الذين يواجهون المجاعة والكوليرا هو إنهاء كل الدعم العسكري للقوات السعودية والقوات الإماراتية المتحالفة معها.

يجب ألا يكون هناك مزيد من المبيعات أو تسليم الذخائر وقطع الغيار، ويجب تجميد جميع العمليات الاستخبارية الأميركية ووقف الدعم الفني.

فإذا لم تصبح إدارة ترمب أكثر صرامة مع ولي العهد، الذي علَّقت عليه الآمال برعونةٍ في تنفيذ الجزء الأكبر من استراتيجيتها في الشرق الأوسط، فيجب على الكونغرس أن يتصرَّف بدلاً عنها.

تحميل المزيد