القسّام تكشف كيف دخل الجنود الإسرائيليون إلى غزّة وكيف تمّ إخراجهم: قاموا بعملية فاشلة وأصبحوا أضحوكة

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/12 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/12 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
Palestinians inspect the remains of a vehicle that was destroyed in an Israeli air strike, in Khan Younis in the southern Gaza Strip November 12, 2018. REUTERS/Suhaib Salem

بدأت الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تتكشف تفاصيل العملية الأمنية التي قامت بها قوة إسرائيلية تسللت لبلدة عبسان الكبيرة بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط 7 فلسطينيين، ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.

ويتضح من مكان الحدث، الذي زاره مراسل وكالة الأناضول، أن القوة الإسرائيلية استغلت، في عملية انسحابها، مكاناً زراعياً، يبعد عن المنازل السكنية.

وأفاد مصدر أمني، رفض الكشف عن هويته لوكالة الأناضول وبيان لكتائب القسّام أن طائرات حربية ومروحية وأخرى بدون طيار، تدخلت لإنقاذ القوة، حيث هبطت طائرة مروحية تحت غطاء من القصف المكثف وإطلاق النار محيط المكان، وقامت بإجلاء أفراد القوة، بما فيهم القتيل والجريح.

وأكد المصدر أن القوة الإسرائيلية دخلت برّا إلى غزة واستخدمت في العملية، 3 مركبات مدنية إحداها من نوع فلوكس واجن، والأخرى شاحنة، فيما لم يتم تحديد نوع المركبة الثالثة.

وقال بيان كتائب القسّام إنه تم اكتشاف الجنود الإسرائيليون وبعدها دار اشتباك مسلح أدى إلى" استشهاد القائد الميداني القسامي نور الدين محمد بركة والمجاهد القسامي محمد ماجد القرا".

وذكر أن الطائرات الإسرائيلية قامت بتدمير المركبات عبر قصفها من الجو بعد إخلاء أفراد القوة.

كما شنّ الجيش عشرات الغارات على المنطقة، وتركز القصف في الطرق والمناطق المؤدية لموقع تواجد القوة، حيث تم قصف دراجة نارية "تكتُك"، ومركبة، وأرض زراعية ببلدة الفخاري، وملعب ومبنى مجاور، وموقع لكتائب القسام في بلدة بني سهيلا، وورشة تصليح إطارات السيارات بمنطقة معن.

ولم تذكر تل أبيب مزيداً من التفاصيل لكن الجيش قال في بيان صدر ليل الأحد الاثنين إن "ضابطا في القوات الخاصة قتل وأصيب آخر بجروح طفيفة"، موضحا أن الضابط الذي قتل كان برتبة لفتنانت كولونيل. وقد عرف عنه بالحرف الأول من اسمه "ميم".

ومنذ الصباح، حضرت قوة من كتائب القسام، وأغلقت المكان، ونقلت هياكل المركبات التي استخدمتها القوة الإسرائيلية، وتحفظت على المعدات التي عثر عليها داخلها.

وبحسب مراسل الأناضول، فقد عُثر في مكان العملية على أمتعة شخصية ومشروبات وطعام، وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وخيام، وأدوات اتصالات، ولوحات إلكترونية لم تعرف على وظيفتها.

وقامت قوات من كتائب القسام، وأجهزة الشرطة والأمن مستعينة بجرافة بتمشيط المكان بحثاً عن معدات أخرى استخدمها أفراد القوة المتوغلة.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، قد قال الإثنين، إن الوحدة الخاصة التي اشتبكت مع مسلحين فلسطينيين، الليلة الماضية، في قطاع غزة، نفذت "عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل".

 

وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان اطلعت عليه الأناضول، أن أيزنكوت، أجرى ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) نداف أرغامان، "جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش وجهاز الشاباك، واستعرضا جاهزية الجيش وقوات الأمن في مواجهة تطورات مستقبلية".

ولم يحدد أيزنكوت، طبيعة المهمة التي نفذها الجيش.

وأوضح أن الجيش عزز من تواجد "قواته في القيادة الجنوبية العسكرية، وهو جاهز لتفعيل قوة كبيرة لو تطلب ذلك"، في إشارة إلى قطاع غزة.

وفي وقت سابق الإثنين، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن الجيش قوله إن الهجوم العسكري الذي نفذه الليلة الماضية، جنوبي قطاع غزة، هو "عملية إنقاذ وإزالة تهديد معقدة جداً، وتمت إزالة التهديد خلالها".

وأصدرت كتائب عز الدين القسّام الإثنين بياناً قالت فيه إن الجيش الإسرائيل كان يهدف من خلال العملية إلى "توجيه ضربةٍ قاسيةٍ للمقاومة التي لقنته درساً قاسياً وجعلت منظومته الاستخبارية أضحوكةً للعالم".

وأعلنت أنها خسرت أيضاً علاء الدين فوزي فسيفس ومحمود عطا الله مصبح ومصطفى حسن أبو عودة وعمر ناجي أبو خاطر إضافة إلى خالد محمد قويدر من ألوية الناصر صلاح الدين.

لا نية للحرب

ويتكتم الجيش الاسرائيلي على طبيعة المهمة، التي قامت بها وحدة خاصة إسرائيلية في عمق قطاع غزة مساء الأحد، وإن كان سارع الى التأكيد على أن هدفها "لم يكن الاختطاف أو الاغتيال".

ويقول محللان إسرائيليان، لوكالة الأناضول إن إصرار الجيش الاسرائيلي على إبراز هذه الرسالة، إنما يؤشر إلى أن إسرائيل "غير معنية بتخريب جهود التهدئة الحالية في قطاع غزة".

ويضيف المحللان إن الوحدة الخاصة الاسرائيلية، كانت في مهمة استخبارية في داخل قطاع غزة، غير أن طبيعة هذه المهمة "غير واضحة".

وقال روني شاكيد، المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" واسعة النطاق، إن رسالة الجيش بأن العملية لم تستهدف الاغتيال أو الاختطاف، "مهمة جدا"، وهي تشير بوضوح الى أن إسرائيل "غير معنية بتخريب جهود التهدئة الحالية".

وأضاف شاكيد في حوار خاص لوكالة الأناضول:" إسرائيل بذلك تقول إنها لم تغيّر قواعد اللعبة، وفي حقيقة الأمر فإن حماس وإسرائيل غير معنيتيْن بالحرب، بل بالتهدئة".

ويتفق آفي لسخاروف، المحلل في موقع "والا" الإخباري الاسرائيلي، مع هذا التحليل.

وقال لسخاروف لوكالة الأناضول:" رسالة الجيش هي تأكيد على أن إسرائيل لا تريد تخريب جهود التهدئة".

وأضاف لسخاروف:" يبدو أن حماس التقطت الرسالة، فمنذ ساعات ما بعد منتصف الليل، لم تُطلق صواريخ من قطاع غزة باتجاه الاراضي الاسرائيلية".

وتابع لسخاروف:" باعتقادي فإن لإسرائيل وحماس مصلحة مشتركة بعدم الانجرار إلى حرب".

تحميل المزيد