منتدى عالمي بالرياض تقيمه مؤسسة يملكها ولي العهد.. The Washington Post تدعو الشركات لمقاطعته وتسرد الأسباب

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/11 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/11 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
RIYADH - FEBRUARY 29: Aerial view of Riyadh downtown on February 29, 2016 in Riyadh, Saudi Arabia.

كتبت كارين عطية، محررة قسم الآراء العالمية في صحيفة The Washington Post مقالاً طالبت فيه المؤسسات الدولية بالامتناع عن المشاركة في منتدى عالمي في الرياض، تقيمه مؤسسة "مسك"، التابعة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منتصف الشهر الجاري نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وذلك بسبب الانتهاكات التي يقوم بها النظام في السعودية.

وهدف منتدى مسك هو "استحداث الفرص لتنمية المجتمع وإطلاق طاقات أفراده". وشاركت شبكة CNN وشركة Twitter وقناة CNBC ووكالة Bloomberg ومؤسسة Bill and Melinda Gates التابعة لعائلة بيل غيتس، على سبيل المثال لا الحصر، في المنتدى العام الماضي، وحتى الأمم المتحدة تربطها علاقة وثيقة بمؤسسة مسك، فقبل مقتل خاشقجي ببضعة أيام تعهَّدت مؤسسة مسك بتقديم الدعم المالي لمبادرات الأمم المتحدة للنهوض بالشباب على الصعيد العالمي.

في أعقاب مقتل خاشقجي، كان من المشجع حسب كارين عطية رؤية بعض المنظمات الغربية تتخذ موقفاً، وتسارع بالانسحاب من مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لكن الاهتمام المُنصَبّ على شركاء ورعاة مؤسسة مسك والحدث العالمي القادم الذي تنظمه كان أقل بكثير. ومع ذلك، لا بد أنَّ المنظمين يشعرون بالخطر، فهم يتكتَّمون بدرجة كبيرة على البرنامج والمشاركين قبل بضعة أيام فقط من انطلاق الحدث، إذ لا يوجد على موقع منتدى مسك ما يشير إلى تأكيد حضور متحدثين أو رعاة.

ولمصلحة السعودية والاستقرار الإقليمي، لا بد أن ينتهي عهد الانتهاكات والإفلات من العقاب لولي العهد محمد بن سلمان، حسب كارين عطية. فمِن خطف رئيس الوزراء اللبناني، وتدمير العلاقات الدبلوماسية مع كندا، وتحويل اليمن إلى كارثة إنسانية مزرية، إلى كونه أحد المشتبهين الرئيسيين في مؤامرة استدراج واعتقال وقتل وتقطيع أوصال أحد الكتاب بصحيفة The Washington Post، ينبغي أن يكون جلياً على نحوٍ مفجع الآن السبب وراء خشية جمال من فشل السعودية تحت قبضة محمد بن سلمان الحديدية المتهورة.

ما علاقة بدر العساكر بالأمر؟

وقالت إن هناك سبباً آخر يدعو المنظمات إلى الحذر من الارتباط بمسك، وفقاً لبعض التقارير الواردة من وسائل الإعلام التركية، فإنَّ فريق الاغتيال الذي قتل خاشقجي اتصل ببدر العساكر، الأمين العام لمؤسسة مسك ومدير مكتب محمد بن سلمان الشخصي، أربع مرات، أثناء عملية القتل، يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

في الأسبوع الماضي، أعلنت مؤسسة Bill and Melinda Gates أنَّها تُعلِّق دعمها لمؤسسة مسك. وفي بيان نشرته صحيفة Seattle Times الأميركية، قالت مؤسسة Gates إنَّ "اختطاف جمال خاشقجي وقتله أمرٌ مقلق للغاية"، و"نحن نراقب الأحداث الجارية بقلق، ولا نخطط لتمويل أي جولات لاحقة من برنامج التحديات الكبرى الخاص بمؤسسة مسك". (لا يسع المرء إلا أن يتساءل لماذا فشل سقوط عشرات القتلى المدنيين في اليمن، في منع مؤسسة عائلة غيتس من العمل مع السعودية، لاسيما بالنظر إلى دعم مؤسسة عائلة غيتس للبرامج الإنسانية في اليمن. لكنَّ اتخاذ موقف متأخر خيرٌ من عدم اتخاذ أي موقف على الإطلاق).

وبيل غيتس ليس هو رائد الأعمال الوحيد الذي بات يخشى التعاون مع محمد بن سلمان، بعد المصير القاسي الذي لقيه خاشقجي: فقد علّق ريتشارد برانسون، مؤسس شركة Virgin Group البريطانية، ما قيمته مليار دولار من الاستثمارات السعودية في شركاته المعنيّة بمجال الفضاء، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول. وعلى الصعيد السياسي، يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من إمكانية تعريض محمد بن سلمان خطط إنشاء "ناتو عربي" للخطر. وقال مصدر لوكالة رويترز، إنَّ حضور محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة لمناقشة الأمر "غير مستساغ".

وقالت كارين إن الكثير من المنظمات تشعر بالتردد إزاء قطع علاقاتها مع النظام السعودي. فوفقاً لتقرير صحيفة Seattle Times، لم تدلِ شركات جوجل وLinkedIn وتويتر وجامعة هارفارد بتعليقات حول ما إذا كانت ستستمر في شراكتها مع مؤسسة مسك. وكما رأى العالم خلال جولة محمد بن سلمان الطويلة الحافلة في الولايات المتحدة هذا العام، فقد التقط ولي العهد بعض الصور في جامعة هارفارد واندمج مع المسؤولين في شركة جوجل. والتقى مع جيفري بيزوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع أمازون، الذي يمتلك أيضاً صحيفة The Washington Post، وصافح الرئيس التنفيذي لشركة تويتر جاك دورسي. هل ترغب هذه المنظمات، التي بلورت صورتها العامة كمؤسسات تدعم حرية التعبير وتبادل الأفكار، بالفعل في تشويه سمعتها بدعمها رجلاً يقود نظاماً يستخدم الشبكات الاجتماعية كسلاح ضد شعبه، ويتصيّد المنتقدين المفكرين كالفرائس، ولا يعبأ بتحويل القنصليات السعودية إلى مجازر بشرية.

لا تلميع 

وطلبت من المؤسسات الأميركية أن تتوقف عن تلميع صورة محمد بن سلمان، وأن تنسحب من مؤسسة مسك. ولدى تلك المؤسسات خيار واضح عندما يتعلق الأمر بمحمد بن سلمان، فإما أن تنحاز إلى القمع الوحشي أو أن تقف ضده. لقد حان الوقت بالنسبة لهم لاتخاذ الخيار الصحيح ومعاملة محمد بن سلمان باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، والنأي عنه علانية.

وذكّرت عطية بداية تواصلها مع خاشقجي، عندما قدم أولى مقالاته في صحيفة The Washington Post قال لي: "أنا تحت ضغط كبير من أفراد العائلة والأصدقاء لكي أبقى صامتاً، لكن هذا ليس بالأمر الصحيح، لدينا ما يكفي من الدول العربية الفاشلة، ولا أريد أن يكون بلدي واحداً منها"، كان يتحدث عن السعودية.

ومضت قائلة إنه لم يَدُر في خلدها قط أنَّه بعد عام واحد فقط من "عملنا معاً سيلقى جمال حتفه، وأن يُقتَل بوحشية، وعلى الأرجح قُطِّعت أوصاله، بسبب انتقاده القوى المظلمة التي تسيطر على بلده الحبيب. وبعد ذلك بشهر، حَرَم قتلته الخسيسون عائلته وأصدقاءه من فرصة دفن رفاته بالشكل اللائق".

تحميل المزيد