مراسل CNN متَّهم بلمس فتاة البيت الأبيض والتصرف بأسلوب غير لائق.. خصومه ينشرون فيديوهات للواقعة وأنصاره يدافعون

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/09 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/09 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش

مقطع فيديو لم تتجاوز مدته بضع ثوانٍ، لكنَّ هذا المقطع الذي يُصوِّر إحدى موظفات البيت الأبيض وهي تحاول أخذ الميكروفون من مراسل شبكة CNN الأميركية جيم أكوستا أثناء مؤتمر صحافي فوضوي بات هو محور تركيز أحدث خلاف على الإنترنت بين أنصار ترمب ومعارضيه.

أُلغي "تصريح دخول" جيم أكوستا للبيت الأبيض، والذي يمنحه إمكانية مستمرة لدخول البيت الأبيض خلال الفعاليات الصحافية، وذلك بعدما اعترض على حديث ترمب عن "قافلة" للمهاجرين المتجهين نحو الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأميركية، والتي مثلت ملمحاً مهماً في خطابات الرئيس أثناء الحملات الانتخابية لانتخابات التجديد النصفي. كان أكوستا المراسل الرئيسي لقناة CNN في البيت الأبيض منذ يناير/كانون الثاني من العام الحالي 2018.

 

بعد تجريد أكوستا من تصريحه، اتهمته المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز بلمس إحدى الموظفات، قائلة: "لن نتسامح أبداً مع وضع أي مراسل يده على شابة صغيرة كانت تحاول فقط أن تقوم بعملها كمُتدِّربة في البيت الأبيض"، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.

موقف شبكة CNN حول ما حدث جليّ، إذ قالت: "المتحدثة الرسمية سارة أندرس كذبت. لقد وجَّهت اتهامات مخادعة وأشارت إلى واقعة لم تحدث قط".

 

وقضى مستخدمو الشبكات الاجتماعية ساعات يُحلِّلون اللقطات المُصوَّرة للمشادة التي وقعت بتفصيلٍ دقيق، في محاولةٍ للوصول إلى التتابع الدقيق للأحداث.

ويوجد مقطع واسع الانتشار للحادثة من تحرير سارة بوريس، المحررة الرقمية في المدونة السياسية ذات التوجه اليساري Raw Story، ويعرض هذا المقطع اللقطات بالتصوير البطيء مُوضَّحةً بالدوائر الحمراء لتظهر نقاط التلامس، والتي تقول بوريس إنَّها تُظهِر الموظفة وهي تلمس أكوستا أربع مرات في محاولةٍ لسحب الميكروفون منه.

لكن بالنسبة لأنصار ترمب، فإنَّ شيئاً مختلفاً تماماً حدث؛ إذ يدَّعي موقع Infowars الأميركي المُروِّج لنظريات المؤامرة أنَّه "من الواضح  أنَّ أكوستا استخدم ذراعه اليسرى ليقاوم/يمنع الشابة جسدياً"، بينما زَعَمَ الكاتب في الموقع بول جوزيف واتسون، الذي انضم إلى حزب استقلال المملكة المتحدة البريطاني مؤخراً، أنَّ أكوستا "استخدم قوته ليتغلب عليها".  

وغرَّدت ساندرز من حسابها @PressSec account بوضع مقطع للواقعة خضع للتعديل ببرامج تحرير الصور، كُبِّرت فيه الصورة وركَّزت على حركات الذراع اليسرى لأكوستا.

بدا أنَّ مصدر المقطع الذي استخدمته ساندرز هو موقع Infowars، وظهرت ادعاءات بأنَّه جرى التلاعب في المقطع حتى تبدو أفعاله أكثر إثارة.

قالت سارة ساندرز عبر حسابها على تويتر: "نحن متمسكون بقرارنا سحب تصريح دخول هذا الشخص. لن نتسامح مع هذا التصرف غير اللائق المُوثَّق بوضوح في مقطع الفيديو هذا".

ونشر أحد مستخدمي تويتر يُدعى أيمن إسماعيل مقارنةً لمقاطع من مصادر مختلفة جنباً إلى جنب، والتي أظهرت أنَّ تغيير سرعة الفيديو تسبَّب في إيهام المشاهدين أنَّ أكوستا حرَّك ذراعه اليسرى أسرع وأعنف باتجاه المتدربة أكثر مما هو عليه الأمر في الفيديو ذي السرعة العادية.

وغرَّد أيمن إسماعيل قائلاً: "المزيد من التحليل: تم التلاعب في الفيديو بلا شك. ويمكنك أن تلحظ التعديل عندما تشاهد المقطعين جنباً إلى جنب على سرعة 0.25. شاهد بنفسك".

ويبدو أنَّ إخضاع مؤتمرٍ صحافي لترمب للتحليل بنفس قدر التحليل الذي خضعت له لقطات أبراهام زابرودر (التقط مقطع فيديو لاغتيال الرئيس الراحل جون كينيدي) هو نتيجة طبيعية للمحاولات المتزايدة "للفوز" في معارك الإنترنت في الحرب التي بدأها الرئيس الأميركي مع الصحافة.

وأُثيِرت تكهُّنات أيضاً حول هُوية المرأة الشابة التي حاولت سحب الميكروفون من أكوستا؛ إذ اقترح بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية أنَّ هذه الشابة، التي وصفتها سارة ساندرز بلفظ "متدربة"، كانت هي نائبة المتحدثة الرسمية في البيت الأبيض ليندسي والترز.

في هذه الأثناء، وصل عدد مشاهدات مقطع يُسجِّل فيه أكوستا لنفسه وهو يُمنَع من دخول البيت الأبيض إلى أكثر من مليون مشاهدة.

وغرَّد جيم أكوستا: "طلب جهاز الخدمات السرية الأميركي تصريح اعتمادي كي أدخل البيت الأبيض. وكما أخبرتُ الضابط، فأنا لا ألومه. أعلم أنَّه يؤدي عمله وحسب. (عذراً هذا الفيديو مقلوب)".

 

علامات:
تحميل المزيد