زيارة مفاجئة من حفتر إلى روسيا قبل مؤتمر مصيري عن ليبيا.. لهذه الأسباب موسكو لن تدعمه بالسلاح وتكرر سيناريو سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/09 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/09 الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش
الجنرال الليبي خليفة حفتر/ social media

وصل قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، إلى موسكو من جديد، مستبقاً انعقاد مؤتمر رفيع المستوى في مدينة باليرمو الإيطالية، الذي لقى كل من الرئيس الروسي ورئيس الولايات المتحدة دعوات للمشاركة في فعالياته.

وتنتهج روسيا سياسة غير واضحة في ليبيا، كما لا تعتبر قائد الجيش الوطني الليبي اللاعب الرئيسي على الساحة السياسية الليبية، لكن يرغب حفتر من خلال هذه الزيارة إلى موسكو في إظهار عكس ذلك للغرب بحسب صحيفة News.ru الروسية.

وفي الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "لن يلتقي فلاديمير بوتين بخليفة حفتر، هذا غير مدرج في جدول أعمال الرئيس الروسي".  

يستبق المؤتمر الدولي بإيطاليا

وبحسب مصادر تابعة لوزارة الدفاع الروسية، وصل حفتر إلى موسكو وأجرى محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني. وخلال الاجتماع، ناقش الجانبان القضايا الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب الدولي وحل الأزمة في الأراضي الليبية.

ولم تتجاهل وسائل الإعلام الدولية هذه الزيارة التي قام بها حفتر، نظراً لدعم روسيا لهذا القائد الذي يسيطر على المناطق الواقعة في الشرق الليبي. علاوة على ذلك، التقى حفتر عدة مرات بقادة روس وكانت إحدى هذه اللقاءات على متن حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف".

وفي يومي 12 و13 نوفمبر/تشرين الثاني، سيعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا في باليرمو الإيطالية، وقد دعي إلى هذا المؤتمر كبار المسؤولين الروس بمن فيهم فلاديمير بوتين. وفي ظل هذا الوضع، يبدو أن خليفة حفتر تعمد أن تكون زيارته إلى موسكو بالتزامن مع توقيت المؤتمر الدولي.

وبحسب الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف، "يتمثل الهدف من هذه الزيارة التي تسبق مؤتمر باليرمو، في التأثير على موسكو لدفع الكرملين لاتخاذ موقف يخدم مصالح حفتر".

ويضيف الخبير "يرغب حفتر في التظاهر بأنه حليف رئيسي لموسكو، لكن، لم تتم مناقشة أي جديد يُذكر على أرض الواقع، فقد تطرق ممثلو موسكو في لقاءاتهم السابقة مع حفتر إلى كل المسائل المهمة".

بعد الإطاحة بمعمر القذافي سنة 2011، لم يظهر مركز واحد للحكم في ليبيا؛ ففي الغرب، ظهرت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقيادة رئيس الوزراء فائز السراج. أما شرقاً وفي جزء من الجنوب الليبي، بسط خليفة حفتر نفوذه في المنطقة واتخذ من طبرق مركزاً له.

روسيا لن تتدخل في ليبيا

ويعتبر الاستيلاء على "الهلال النفطي" سنة 2016، الذي يضم أكبر موانئ تحميل النفط في البحر الأبيض المتوسط، أحد الإنجازات الرئيسية لحفتر.

وفي 29 مايو/أيار سنة 2018، قبلت الأطراف المتنازعة المشاركة في المحادثات التي جرت في خضم المؤتمر الدولي المتعلق بليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة وبرئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعلى إثر هذه المحادثات وافق جميع الأطراف على إقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي المحادثات السابقة، شارك كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفايز السراج، وخليفة حفتر، وبعض الشخصيات الليبية الأخرى، فضلاً عن عدد من قادة الدول الإفريقية.

ومن المفترض أن يكون مؤتمر باليرمو الخطوة التالية في طريق التسوية الليبية. وفي أكتوبر/تشرين الأول أعلن المتحدث باسم الكرملين أن زيارة بوتين إلى باليرمو غير مؤكدة، ليعود ويؤكد في الثامن نوفمبر/تشرين الثاني أن بوتين لن يذهب إلى إيطاليا.

وبحسب الصحيفة الروسية فليس من المرجح أن تتدخل روسيا بجدية في العمليات الجارية والمتعلقة بليبيا. وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير سيمينوف قائلاً، "على عكس سوريا، تعتبر ليبيا منطقة حيوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ولا سيما فرنسا وإيطاليا. لهذا السبب، لن تخوض روسيا نزاعاً معهم، كما لن توافق على مد أي طرف بأي نوع من الأسلحة.

بالإضافة إلى ذلك، من المستبعد أن تتدخل روسيا عسكرياً في ليبيا". في المقابل، يحظى حفتر بدعم مصري إماراتي، كما تهتم فرنسا بنواياه لتوحيد البلاد. في حقيقة الأمر، لا يملك حفتر أي وضع أو صفة رسمية في البلاد، فهو قائد عسكري. ولكن، لا يستبعد سيمينوف أن يحظى حفتر بدعم بعض القيادات في الكرملين.

وترى الصحيفة الروسية أنه في الوقت نفسه، من المهم بالنسبة لروسيا أن تظهر استعدادها للمفاوضات مع جميع أطراف النزاع في ليبيا. وبالتالي فإن حفتر مُرحب به في موسكو. وفي هذا الصدد، يوضح سيمينوف "يقدم خليفة حفتر نفسه في صورة المحارب للإرهاب، وبالتأكيد، تعد مسألة مكافحة الإرهاب مهمة بالنسبة للكرملين".

 

تحميل المزيد