خطوة أميركية لإرضاء تركيا.. مكافأة مالية من واشنطن بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عن مطلوبين لأنقرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/07 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/07 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش
U.S. Secretary of State Mike Pompeo meets with Turkish Foreign Minister Mevlut Cavusoglu at the State Department in Washington, U.S., June 4, 2018. REUTERS/ Leah Millis

أعلن مسؤول أميركي، أمس الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد زيارته أنقرة أنّ بلاده خصّصت مكافآت ماليّة بملايين الدولارات لمن يدلّها على مكان وجود 3 من قادة حزب العمال الكردستاني المحظور.

ومن المرجّح أن يكون الإعلان عن هذه المكافآت قد جاء لإرضاء أنقرة التي تحضّ حلفاءها الغربيين منذ وقت طويل على اتّخاذ موقف أكثر تشدّداً ضدّ حزب العمال الكردستاني، الذي يُعتبر إرهابياً في نظر كلّ من تركيا والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي.

وقال ماثيو بالمر، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إنّ المكافآت قد رُصدت مقابل "معلومات تقود إلى التعرّف على، أو تحديد مكان وجود" كل من مراد قره إيلان وجميل بايك ودوران كالاكان.

وأضاف، في بيان أصدرته السفارة الأميركية في أنقرة، أنّ المكافأة المعروضة حول معلومات عن قره إيلان تصل إلى 5 ملايين دولار، تليها المكافأة حول بايك بأربعة ملايين دولار وكالكان بثلاثة ملايين.

تركيا ستتعامل بحذر مع الخطوة الأميركية

تركيا من جهتها تلقت هذا الإعلان الأميركي بإيجابية، وقالت في بيان إن أنقرة تتوقع من واشنطن دعم القرار بإجراء ملموس في سوريا والعراق فيما يتعلق بالحرب ضد حزب العمال الكردستاني والأذرع التابعة له.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة، إن تركيا ستتعامل مع الخطوة الأميركية بحذر وتتوقع أن تقطع الولايات المتحدة جميع العلاقات مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

ويأتي العرض الأميركي بتقديم مكافآت في وقت بدأ فيه تحسن العلاقات بين أنقرة وواشنطن بعد أن أصدرت محكمة تركية الشهر الماضي حكماً بالإفراج عن القس الأميركي آندرو برونسون الذي كان موضوعا قيد الإقامة الجبرية.

وفي الأسبوع الماضي رفع البلدان عقوبات فرضت على مسؤولين حكوميين في أغسطس/آب بسبب قضية برونسون. وأعلنت واشنطن الأسبوع الجاري أن تركيا ستحصل على إعفاء مؤقت من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن بنك خلق المملوك للدولة تسير في اتجاه إيجابي. ويواجه بنك خلق احتمال فرض غرامة أميركية بسبب مزاعم عن خرقه العقوبات المفروضة على إيران.

وبدأت القوات الأميركية والتركية، الأسبوع الماضي، دوريات مشتركة في منبج السورية، كانت الدولتان قد اتفقتا عليها لطرد المتشددين. وكانت تركيا قد قالت من قبل إن الولايات المتحدة تؤخر تنفيذ الخطة.

وسيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره التركي خلال قمة بباريس في مطلع الأسبوع.

وصنّفت وزارة الخارجية الأميركية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في 1997، لكنّ تركيا لم تكن راضية عن التعاون في سوريا بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب التركية التي تعتبرها أنقرة فصيلاً تابعاً لحزب العمال.

من هما قره إيلان وجميل بايك؟

وقال بالمر إنّ "الولايات المتحدة تثمّن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى أنّ المكافآت رصدت في إطار برنامج وزارة الخارجية "مكافآت من أجل العدالة".

ونشر البرنامج على حسابه في تويتر صوراً للقادة الثلاثة تحت عنوان "مكافآت مقابل معلومات".

وقال الإعلان: "قدّم معلومات والدفع قد يكون ممكناً. السريّة مضمونة مئة بالمئة، وتوفير مكان إقامة آخر قد يكون ممكناً".

ويُنظر إلى قره ايلان وبايك على أنّهما زعيما حزب العمال بحكم الأمر الواقع بعد اعتقال تركيا مؤسس الحزب وزعيمه عبدالله أوجلان عام 1999.

ويقضي أوجلان حالياً عقوبة السّجن المؤبّد في سجن خارج إسطنبول. ويعتقد محللون أنّ قره إيلان وبايك موجودان في جبال قنديل النائية  في شمال العراق، حيث لحزب العمال قواعد خلفية، مع ترجيح بعض الخبراء إمكان زيارتهما إيران في بعض المناسبات.

وشنّ حزب العمال الكردستاني تمرّداً ضد الحكومة التركية دام ثلاث سنوات ونصف السنة بهدف تحقيق الاستقلال للأقلية الكردية في تركيا، قبل أن يخفض سقف مطالبه لاحقاً إلى الحكم الذاتي.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى. وبالرّغم من إعلان حزب العمال وقف إطلاق النار عام 2015، إلا أنّ المواجهات بين الطرفين لا تزال مستمرة.

 

تحميل المزيد