جامعة هارفارد تلغي دعوة أمير سعودي لإلقاء محاضرة فيها بسبب مقتل خاشقجي

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/03 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/03 الساعة 17:05 بتوقيت غرينتش
Former Head of Saudi intelligence and current Saudi King Faisal Center for Research and Islamic Studies Chairman Prince Turki Al Faisal Al Saud attends a close session meeting at the IISS Regional Security Summit - The Manama Dialogue in Manama, December 8, 2013. REUTERS/Hamad I Mohammed (BAHRAIN - Tags: POLITICS HEADSHOT MILITARY)

نقل موقع The Daily Beast الأميركي عن الأمير السعودي تركي الفيصل أن كلية كينيدي بجامعة هارفارد ألغت دعوة كانت قد قدمت للأمير للتدريس كأستاذ مقيم لمدة أسبوع؛ بسبب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل شهر.

وأصبحت جامعة هارفارد أحدث مؤسسةٍ ترفض ارتباطها بشخصية سعودية بارزة بعد مقتل الكاتب بصحيفة The Washington Post جمال خاشقجي.

وقال الأمير تركي، ابن الملك السعودي الراحل فيصل، والسفير الأسبق للمملكة السعودية لدى الولايات المتحدة في مقابلةٍ بمنزله بولاية فرجينيا: "تلقيتُ إخطاراً.. قِيل فيه بتهذُّبٍ شديد: قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب كي تأتي وتُحاضِر نظراً لقضية خاشقجي".

ومن جهةٍ أخرى، سمحت كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون، حيثُ درَّس رئيس الاستخبارات العامة السعودية سابقاً لعشر أعوام، للأمير السعودي بإنهاء المادة التي يُدرِّسها للفصل الخريفي.

وقال تركي: "لا يسعني فهم ما يحدث، كيف لشخصٍ مثلي لم تكن له أية صلة بما يحدث في المملكة، أن يُوصَم تلميحاً ويُعامَل كمذنب بالارتباط.. ومن مؤسسةٍ مثل جامعة هارفارد. على التفاعل الأكاديمي وتبادُل المعرفة والخبرة بين الناس أن يكون أمراً يُشجَّع، لا أن يُوقََف أو يُقطَع".

ولم ترد جامعتا هارفارد وجورج تاون على عدة طلباتٍ للتعليق يوم الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني. وكان لجامعة هارفارد صلةٌ طويلة الأمد مع العائلة المالكة السعودية، إذ قَبِلَت تلقِّي 20 مليون دولار من الأمير الوليد بن طلال في عام 2005 لتوسيع مجال الدراسات الإسلامية فيها، بحسب صحيفة The Harvard Crimson الطلابية الأميركية لجامعة هارفارد.

وشغل الأمير تركي الفيصل منصب رئيس الاستخبارات العامة السعودية حتى صيف عام 2001. ويجري الآن إعادة تنظيم هذا الكيان في أعقاب مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وألقت المملكة القبض على أكثر من 18 مسؤولاً عسكرياً واستخباراتياً، من بيتهم سعود القحطاني، وهو مستشارٌ مقرَّب لولي العهد السعودي، ونائب رئيس الاستخبارات العامة اللواء أحمد العسيري. ويزعم المسؤولون السعوديون أنَّ نيَّتهم اقتصرت على استجواب خاشقجي على خلفية صلاته الماضية المُعلَنة بجماعة الإخوان المسلمين، لكنَّ الكاتب الصحافي قاوم مُستجوِبيه وخُنِق حتى الموت بغير قصد.

الرواية الرسمية التركية لمقتل خاشقجي

ويقول المدعي العام التركي إنَّ خاشقجي قُتِل خنقاً في غضون لحظاتٍ من دخوله القنصلية لاستخراج وثائق للزواج من خطيبته التركية، وإنَّ جثته قُطِّعت في عملية اغتيالٍ مُسبَقة النية.

وأرسل الملك السعودي شقيق الأمير تركي، أمير منطقة مكة الأمير خالد بن فيصل، إلى تركيا للتفاوض مع أنقرة في أعقاب حادثة خاشقجي.

وقال تركي إنَّ الملك سلمان طلب منه التحدث إلى أقرباء خاشقجي الموجودين بالولايات المتحدة، ومن بينهم زوجته السابقة وأطفاله، الذين كان تركي على معرفةٍ بهم خلال فترة عمل خاشقجي لدى الأمير في لندن والولايات المتحدة.

لكنَّ تركي نفى كونه في أية مهمة رسمية لتغيير الآراء تجاه المملكة أو كي يُرمِّم سُمعة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أنَّه وافق على العملية وجريمة قتل الصحفي السعودي.

وأصرَّ تركي قائلاً: "لستُ على أيّ تواصلٍ مع الأمير محمد بن سلمان. ولم يردني أي شيءٍ منه ولا من أي مسؤولٍ سعودي آخر".

وقال تركي إنَّه وخاشقجي "افترقا" قبل بضع سنوات بعدما "طرح خاشقجي فكرة أنَّ الإخوان المسلمين طريق ممكن لحقوق الإنسان والديمقراطية داخل إطار عمل الهيكل السياسي العربي والإسلامي.. شعر خاشقجي بأنَّهم قد يكونون عتيقين وسُبُلهم في حاجةٍ لتطويرٍ كبير. لكنَّه كان واثقاً أنَّهم السبيل للمضي قدماً".

أدان الأمير تركي جريمة قتل خاشقجي، ودعا "لإعلان صريح وشفاف عن كيف، ومتى، وماذا حدث بالضبط، وأن تُعرَض الحقيقة على مرأى من الجميع، دون أي تردُّدٍ أو أسف"، يعقب ذلك وصفاً لما ستفعله المملكة "كي تمنَع حدوث هذا مرةً أخرى".

الأمير السعودي يهاجم تركيا وأميركا

ألقى الأمير تركي خطاباً نارياً أمام جمهورٍ في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول، مستغلاً الفعالية التي كان مُخطَّطاً لها من وقتٍ طويل كي يُدين نفاق الولايات المتحدة، وكذلك انتقاد تركيا الشديد لتعامل المملكة مع جريمة قتل خاشقجي.

فهاجم تركي واشنطن ضمنياً بقوله: "على الدول التي عذَّبت وسجنت الأبرياء، والتي شنَّت حرباً قتلت آلاف الأشخاص استناداً إلى معلومات ملفقة أن تتواضع في تعاملها مع غيرها"، في إشارةٍ واضحة لغزو الولايات المتحدة للعراق، الذي استند إلى معلومات استخباراتية معيبة، واستجوابها للمُشتبه بكونهم إرهابيين في المواقع السوداء التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).

لكنَّ تركي كان أهدأ في نقده أمس الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني، فاستحضر فتراتٍ عصيبة شهدتها العلاقات الأميركية-السعودية في السابق، ووصف حادثة خاشقجي بأنَّها أمرٌ لا بد من تخطيه "ببساطة عن طريق الانخراط" بين الطرفين.

وقال: "هذا هو السبيل للمضي قدماً، أن تكون منفتحاً وصريحاً وغير خائفٍ من التعامل مع مَن يختلفون معك".

وأضاف: "أرجو أن تعمل الإدارة الأميركية الحالية بشكلٍ مماثل مع السعودية لتخطي هذه الأزمة، لدينا مثلٌ في اللغة العربية يقول: يدٌ واحدة لا تصفق".

 

تحميل المزيد