لماذا يحرص نتنياهو على إبرام صفقة مع حماس.. Haaretz: لا يوجد بديل في غزة ومصر لم تعد مهتمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/03 الساعة 17:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/03 الساعة 21:28 بتوقيت غرينتش
نتنياهو يريد عقد صفقة مع حماس

قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن موجز اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي مطلع الأسبوع الجاري تناول موضوعاتٍ مذهلة، ومختلفةً تماماً عن النقاط الرسمية التي يتناولها مكتب رئيس الوزراء. وكانت نتيجة الاجتماع واضحةً: نتنياهو سيبذل جل جهده من أجل تجنب نشوب حربٍ أخرى في قطاع غزة.

يعي رئيس الوزراء أنَّه يدفع كلفةً سياسية ما مقابل تأجيل إرسال الجيش إلى قطاع غزة في عمليةٍ برية واسعة. لكنَّه يعتبر المشكلة الإنسانية القضية الأكثر إلحاحاً في القطاع، وهو محق في ذلك، لانه يدرك أنَّ إرسال الدبابات والقوات ليس الحل لسد العجز الشديد في البنية التحتية في غزة حسبما قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية.

لا يوجد أحد يتسلم السلطة

صحيفة Haaretz الإسرائيلية قالت إن نتنياهو يدرك أنَّه حتى وإن تمكنت إسرائيل من السيطرة على القطاع في نهاية المطاف، فإنَّها لن تجد من تسلمه سلطة الحكم.

فالسلطة الفلسطينية ليست على قدر المهمة، ومصر ليست مهتمة، فضلاً عن عدم ظهور بديل محلي لحكومة حماس في هذا القطاع الساحلي. وعلى الأرجح ستعاني إسرائيل لإدارة الحياة اليومية لسكان غزة العدائيين البالغ عددهم مليونين.

 وحتى وإن دُحرت قيادة حماس أو زُجَّ بها في السجون، ستظل هناك بنية تحتية للحركة في غزة قادرة على استنزاف الجيش الإسرائيلي وإلحاق الخسائر به لأشهر قادمة، إن لم يكن لسنوات.

وقالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن هذا هو السبب وراء الاستعداد المستمر لدى نتنياهو لمنح محاولات التوصل إلى تسويةٍ مع حماس فرصةً أخرى.

وعلى الرغم من أنَّ إسرائيل لا تتدخل رسمياً في تلك المحادثات، فإنَّها تراقب عن كثب كل تطور في المحادثات التي تجريها المخابرات المصرية ونيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط مع حماس.

إسرائيل سترحب بأي اتفاق مع حماس

صحيفة Haaretz الإسرائيلية قالت، عملياً، تعلم جميع الأطراف المشاركة في المحادثات أنَّ إسرائيل لا تدعم فقط شحنات وقود الديزل الممولة من قطر، التي زادت بالفعل عدد الساعات التي تتوفر فيها الكهرباء لسكان غزة يومياً، بل ستدعم بكل سرور الاتفاق الذي يُصاغ حالياً وتدفع بموجبه قطر رواتب الموظفين في القطاع العام في غزة.

وهذان مطلبان جوهريان لحماس، وتشير المرونة التي تتعامل بها إسرائيل إلى نقطة تحول مهمة. والاستدعاء العاجل للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة يوم الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول يوضح أنَّ المصريين يحاولون بذل جهودٍ أكبر، على الرغم من فشل الوصول إلى اتفاق عدة مرات في الماضي.

وعلى عكس ما يرد في خطابها، فإنَّ حكومة إسرائيل اليمينية مستعدة للتعايش لفترة طويلة في ظل استمرار حكومة حماس في غزة.

فالحكومة الإسرائيلية لا تريد الإطاحة بحماس

وحسبما ذكر يانيف كوبوفيش في صحيفة Haaretz الإسرائيلية الأسبوع الماضي، لا تهدف الحكومة الإسرائيلية إلى إطاحة حكومة حماس. وهناك سبب آخر محتمل لهذا القرار. فنتنياهو يشعر بالرضا إزاء ما حققه من نجاحٍ كبير خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى عمان.

يعتقد مقربون منه في توفر المزيد من تلك الفرص في دول الخليج عما قريب. لكن سيكون من الصعب للغاية زيارة تلك الأماكن إذا ما استمرت قناة الجزيرة في بث صورٍ مستمرة للأطفال الفلسطينيين الذين يلقون حتفهم إثر الضربات الإسرائيلية على غزة.

وتعترف وزارة الدفاع الآن أنَّه قد أُحرِزَ تقدمٌ ملحوظ في المحادثات الأسبوع الماضي. وأدت الحيلة التي قامت بها حركة الجهاد الإسلامي بالتأكيد إلى تصعيد الأمور أكثر، إذ غيرت سياسة الرد الخاصة بها وأطلقت عشراتٍ من الصواريخ رداً على مقتل خمسة متظاهرين بنيران إسرائيلية في الجمعة الماضية 26 أكتوبر/تشرين الأول.

تقول الاستخبارات الإسرائيلية إنَّ حركة الجهاد الإسلامي تحدت حماس وتجاوزتها، وقررت التعامل بصرامة مع إسرائيل. واضطرت إسرائيل للرد على الصواريخ بمجموعة من الضربات الجوية، وعليه توقفت المحادثات.

Haaretz قالت إن المحادثات استؤنفت بعد ذلك الوقت، لكن كان هناك عائق آخر يلوح في الآفاق يتمثل في الخوف من وقوع أي إصابات كما هو الحال كل أسبوع في المظاهرات التي تنشب كل جمعة على السياج الحدودي. واتخذت مصر خطوة غير معتادة هذا الأسبوع بإرسال وفد من مسؤولي المخابرات لمحاولة التأكيد على التزام الفلسطينيين بضبط النفس في المظاهرات.

لكن هناك خلافاً بين نتنياهو ووزير الدفاع الذي يريد سحق حماس

هناك تغيير آخر مثير للاهتمام طرأ على طريقة تفكير مجلس الوزراء بشأن غزة. وكما هو معتاد، نشأ خلاف بين نتنياهو وكبار الضباط من جهة، ومن جهة أخرى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي يدعو إلى "سحق" حماس.

وتحدث وزير التعليم نفتالي بنت حول الحاجة إلى تطبيق إجراءاتٍ أكثر حزماً في القطاع. لكن، ربما بسبب رغبة الإسرائيليين في تجنب الخسائر العسكرية المحتملة، أشار مؤيدو إطلاق عمليةٍ عسكرية أوسع وأولئك الذين يصفونها بالحل الأخير إلى أنَّهم يتحدثون حول عمليةٍ عسكرية تُشَن من مسافةٍ بعيدة دون توغلٍ بري حقيقي.

على مدار سنوات، كان هناك خلاف في صفوف الجيش الإسرائيلي حول مدى فعالية الضربات الجوية والاستخبارات الدقيقة وحدها في وقف الصواريخ وقذائف الهاون، وهي الأسلحة الرئيسية التي ستستخدمها حماس في حالة الحرب (على افتراض أنَّ نصف الأنفاق التي تستخدمها في هجماتها قد اكتُشفت ودُمرت).

فشلت المحاولات الإسرائيلية السابقة في الشمال في 1993 و1996 و2006، والعمليات الثلاث في غزة بين عامي 2008 و2014، في البرهنة على قدرتها على تحقيق ذلك بمفردها. لكن، على الأقل وفقاً لما يرد في البيانات العامة، فإنَّ هناك إجماعاً جديداً وشيكاً على هذا الأمر.

تحميل المزيد