قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن قادة دول في الشرق الأوسط تواصلوا مع مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أجل التعبير عن دعمهم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، بعد جريمة قتل جمال خاشقجي مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته الخميس 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أنه خلال الأيام الأخيرة، تواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع مسؤولين كبار في إدارة ترمب للتعبير عن دعمهم لولي العهد، بحجة أنه شريك استراتيجي مهم في المنطقة، حسب قول أشخاص مطلعين على المكالمات.
محمد بن سلمان يصف جمال خاشقجي بـ "الإسلامي الخطير "
من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصف الصحافي الراحل جمال خاشقجي، بـ "الإسلامي الخطير"، في اتصال مع البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن أشخاص مطلعين، إن "محمد بن سلمان" وصف خاشقجي بـ "الإسلامي الخطير"، بعد أيام على اختفاء الأخير، في اتصال هاتفي مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب، ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
وأوضحت الصحيفة أن الاتصال جرى بين الجانبين قبل إقرار السعودية علناً بحادث قتل جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول.
وقالت إن ولي العهد حثَّ خلال الاتصال ذاته، كوشنر وبولتون على الحفاظ على التحالف السعودي الأميركي، وقال إن خاشقجي كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة يعارضها بولتون ومسؤولون كبار في إدارة ترمب.
3 تنازلات يريدها الغرب من ولي العهد السعودي بعد قتل جمال خاشقجي
وترى صحيفة The Guardian البريطانية، أن إحدى طرق إنقاذ الأمير محمد بن سلمان بعد قتل جمال خاشقجي ، وهو الطموح السعودي الرئيسي في هذه المرحلة تكمن في تقديم تنازلات أخرى، ويريد الغرب في المقام الأول ثلاثة منها.
التنازل الأول هو أن يتقاسم وليّ العهد السلطة داخل الديوان الملكي. وقد يكون وصول شخصيات ملكية أخرى إلى الرياض مؤخراً، مثل الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الأخ الأصغر للملك سلمان، علامة على عودة ديوانٍ استشاري.
والتنازل الثاني هو إجباره على إعادة النظر في المقاطعة السعودية المستمرة لقطر، وهي دولة لديها أصول غاز هائلة، وقاعدة عسكرية أميركية ضخمة، ويمكن القول إنها نموذج أفضل لتحديث الخليج.
وليس هناك ما يشير إلى حدوث تقدم في ذلك، لكنَّ الكثير من الدبلوماسيين القطريين يؤيدون هذا المسار.
أما التنازل الثالث بعد حادث قتل جمال خاشقجي فهو محاولة إنهاء الحرب في اليمن، التي قالت الدول الغربية للرياض مراراً وتكراراً إنَّها لن تُحسم عسكرياً، على الأقل دون وقوع خسائر مروّعة ومجاعة لا تُحتمل يمكن أن تترك ما يصل إلى 14 مليون شخص، أي نصف السكان، معتمدين على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وحتى الآن، تكمن خطة السعودية في حربها باليمن في الاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، ومن ثَمَّ السيطرة على تدفق الأسلحة غير القانونية والإيرادات الضريبية والمساعدات الإنسانية.
ولطالما قال السعوديون إن الاستيلاء على الميناء هو ما سيدفع الحوثيين للجوء إلى مائدة التفاوض.