لماذا لجأت الكويت للتقارب مع تركيا بعد زيارة محمد بن سلمان مباشرة؟.. القصة وراءها خلاف حدودي

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/26 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/26 الساعة 10:57 بتوقيت غرينتش
Kuwaiti Emir Sheikh Sabah al-Ahmad al-Jaber al-Sabah meets with the Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman in Kuwait

سلطت موقع Lobe Log الأميركي الضوء على اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعتها الكويت مع تركيا قبل أيام، معتبراً أن الهدف الأساسي من هذه الاتفاقية هو حالة القلق التي يشعر بها الكويتيون حيال المملكة العربية السعودية عقب الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت.

ووقَّعت تركيا على خطة دفاع مشتركة لعام 2019 ترمي إلى تعزيز التعاون العسكري مع الكويت. وتعززت في السنوات الأخيرة العلاقات الثنائية بين البلدين بفضل الاتفاقات المبرمة في مجالات عدة، بما في ذلك الاقتصاد والدفاع والسياسة.

زيارات تركية إلى الكويت

وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسمية إلى الكويت العام الماضي 2017، ناقش خلالها مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية. وقّع الزعيمان مذكرة تفاهم بشأن بروتوكولات الحوافز على التعاون والاستثمار المباشر في مجالَي العلوم والتكنولوجيا. اتسع حالياً نطاق هذا التعاون حتى بلغ مستوى التعاون العسكري المشترك، الذي بدأ أول الأمر عام 2013.

وعلى مدار العام الماضي، ناقش زعيما الكويت وتركيا أيضاً الأزمة القائمة بين المحور الذي تقوده السعودية من ناحية، وقطر من الناحية الأخرى، بالإضافة إلى الخطوات الممكن اتخاذها لحلها سلمياً. وقال أمير الكويت إنَّ المنطقة تمر بفترة حرجة بسبب العقوبات التي فرضتها المجموعة التي تقودها السعودية على قطر.

وتحسَّنت العلاقات بين الكويت وتركيا في الوقت ذاته التي ساءت فيه العلاقات بين كلا البلدين والسعودية. وعلاوة على ذلك، أبرم البلدان اتفاقهما الأخير بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت، والتي أخفق فيها في حل النزاع المستمر منذ وقتٍ طويل على المنطقة المحايدة، وهي مساحة تبلغ 2230 ميلاً مربعاً (5776 كم مربعاً تقريباً) بين البلدين. وتعارض الكويت استخراج النفط الخام من المنطقة المحايدة ما لم تعترف السعودية بالمنطقة كمحافظة كويتية، بحسب الموقع الأميركي.

لماذا تقلق الكويت من السعودية؟

يشوب العلاقات بين السعودية والكويت التوتر منذ وقتٍ طويل، حتى على الرغم من أنَّ الرياض هبَّت لمساعدة الكويت عند تعرُّضها للغزو العراقي عام 1990. فرفضت الكويت إرسال قوات إلى البحرين عام 2011، كذلك لم تشارك في حرب اليمن، ورغم الضغوط السعودية عليها، فإنَّها لم تقاطع قطر. تعارض الكويت كذلك دور السعودية باعتبارها الأخ الأكبر في مجلس التعاون الخليجي وحاولت الحفاظ على دور الوسيط في الشؤون الإقليمية. والدليل على ذلك موقفها خلال الأزمة الدبلوماسية القطرية المستمرة. حاولت الكويت أيضاً الحفاظ على علاقتها مع إيران. وعلى خلفية ذلك، لا تثق السعودية كلياً بالكويت.

وبحسب الموقع الأميركي، تعي الكويت جيداً أنَّ الأعمال العدائية من جانب الحلف الذي يضم السعودية والبحرين والإمارات ضد قطر قد تتكرر ضد الكويت وسلطنة عُمان. في الواقع، إنَّ المعارضة والوساطة من جانب الكويت وعُمان مَنَعَا المحور الذي تقوده السعودية من احتلال قطر. ومن ثَمَّ، تسعى الكويت لموازنة نفوذ المحور الذي يجمع الإمارات والبحرين والسعودية. فهي تحافظ على العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، ولكن يراودها القلق بشأن متانة تلك العلاقة، لاسيما في ظل وجود الرئيس دونالد ترمب بالبيت الأبيض.

ينبع توسيع نطاق التعاون بين تركيا والكويت وانتقاله من إطار القوة الناعمة إلى القوة الصلبة من الاعتماد المتبادل لمصالح البلدين؛ إذ يمكن لتركيا الوصول إلى مصادر جديدة للطاقة من خلال علاقتها مع الكويت، ويمكن للكويت أيضاً اجتذاب الاستثمارات التركية في المجالات الأمنية والاقتصادية. كذلك تحظى تركيا والكويت بمصالح استراتيجية مشتركة في المنطقة. فيرغب كلا البلدين في منع النفوذ الإيراني من التوسع في العراق، وموازنة نفوذ المحور الذي يجمع الإمارات والبحرين والسعودية ومصر، بالإضافة إلى ذلك، تعني العلاقة الوثيقة التي تجمع بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين رغبة أنقرة في التصدي للجهود التي تقودها السعودية لمواجهة تلك الجماعة.

هل سيمنع هذا التقارب شراء الأسلحة؟

لكن قد لا يعزز التعاون بين الكويت وتركيا الأمن الإقليمي في نهاية المطاف. فقد ازداد الطلب على الأسلحة بشكل كبير منذ تولي ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة، وكذلك بسبب سعي دول المنطقة لتحقيق التوازن في مواجهة خصومها. واحتدمت الخصومات في الشرق الأوسط، والتكتلات متعددة الأطراف آخذةٌ في التشكل. حتى إنَّ الولايات المتحدة اقترحت إنشاء حلف "ناتو عربي".

ويتمثل الوضع المثالي للمنطقة في مشاركة بلدان المنطقة كافة في إنشاء نظامٍ أمني إقليمي دون تدخُّل فاعلين أجانب. ومن شأن هذا أن يتطلَّب التخلي عن المعادلات الصفرية الحالية واستبدالها بمعادلات غير صفرية تضمن ألا يُشكِّل العراق والسعودية وإيران تهديدات متبادلة بعد الآن. ولسوء الحظ، يبدو أنَّ المنطقة لا تزال بعيدة عن هذا الوضع المثالي.

علامات:
تحميل المزيد