حضَّت تركيا، الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، السعودية على الإجابة عن الأسئلة المتبقية بلا أجوبة في قضية مقتل جمال خاشقجي وأبرزها مَن أصدر أوامر القتل؟ وما الذي حدث للجثة؟
وأعلن سعود المعجب، النائب العام السعودي، الخميس، ورود معلومات تركية بأن المشتبه بهم في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، أقدموا على فعلتهم بِنيَّة مسبقة.
وأفاد المعجب، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، بـ "ورود معلومات من الجانب التركي تشير إلى أن المشتبه بهم في قضية خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة".
وأوضح أن "النيابة العامة (السعودية) تواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما وردها، وما أسفرت عنه تحقيقاتها وصولاً إلى الحقائق واستكمال مجريات العدالة".
وكانت السعودية أعلنت الأسبوع الفائت، أنّ خاشقجي، كاتب الرأي في صحيفة واشنطن بوست، قُتل خلال "شجار" في القنصلية السعودية في إسطنبول، وذكرت أنها أوقفت 18 سعودياً على صلة بمقتله.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار، الثلاثاء، إلى جريمة قتل "بشعة" تم التخطيط لها مسبقاً، فيما نشر الإعلام التركي تفاصيل مروعة عن تعذيب خاشقجي وقطع رأسه.
لا تزال هناك أسئلة
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو: "لا تزال هناك أسئلة بحاجة إلى أجوبة" بشان القتل المدبَّر لخاشقجي، طالباً من السعوديين الإجابة عن سبب توقيف 18 شخصاً.
وتساءل أوغلو: "من الذي أعطى الأوامر؟" لقتل الصحافي، مشيراً إلى عدم العثور على الجثة حتى الآن.
وقال أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في أنقرة: "أين (الجثة)؟ لقد أكّدتم أنهم فعلوها، لكن لماذا لا يقولون (أين)؟" الجثة.
وتابع أن أسرته أيضا تريد معرفة مكان جثة الصحافي البالغ 59 عاماً الذي دخل إلى قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه لم يخرج أبداً.
وكرّر أوغلو مطالب أردوغان بمحاكمة المتورطين في الجريمة أمام القضاء التركي في تركيا، مشيراً إلى أنّ تركيا ترغب في التعاون مع الجميع.
وأضاف أن تركيا ليس لديها "أي رغبة" في رفع القضية أمام محكمة دولية، لكنها ترغب في مشاركة المعلومات ونتائج التحقيقات التي تجريها.
وأفادت "صباح" إحدى أبرز الصحف التي تنشر "تسريبات" تركية منذ بدء قضية خاشقجي، بأنّ أجهزة الاستخبارات التركية أطلعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جينا هاسبل على العناصر التي جمعتها في إطار التحقيق في قتل خاشقجي خلال زيارتها تركيا الثلاثاء.
فيديو وتسجيلات صوتية عرضت على "سي آي إيه"
وقالت الصحيفة إن الجهاز التركي عرض على مديرة السي آي إيه "مشاهد فيديو وتسجيلات صوتية، والعناصر التي تم الحصول عليها خلال تفتيش القنصلية العامة ومنزل القنصل السعودي" في إسطنبول.
ورداً على سؤال إذا كانت هذه التقارير صحيحة، قال أوغلو إنّه لن يقدم إجابة محددة، لكّنه قال إنّ تركيا "ستشارك الوثائق والأدلة التي في أيدينا مع الدول والمؤسسات التي تريدها".